الجمعة، 22 نوفمبر 2024

12:09 ص

"صدقة الفطر وحق الله في المال".. خطبة الجمعة الأخيرة من رمضان

مسجد السيدة زينب

مسجد السيدة زينب

فادية البمبي

A A

تناول موضوع خطبة الجمعة الأخيرة من شهر رمضان، "صدقة الفطر وحق الله في المال".

وتذاع الخطبة الأخيرة من شهر رمضان 2024، على الهواء مباشرة من رحاب مسجد السيدة زينب رضي الله عنها، بحضور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، وخالد عبد العال، محافظ القاهرة.

افتتاح مسجد السيدة زينب

ومنذ شهرين، أغلق مسجد السيدة زينب لتطويره، ليعلن وزير الأوقاف، محمد مختار جمعة، إعادة افتتاحه يوم الجمعة الماضي، لافتًا إلى أن الغلق كان بسبب دخول أعمال التطوير بمسجد السيدة زينب رضي الله عنها مراحلها الأخيرة وكثافة العمل بالمسجد.

وهو ما اضطر مديرية أوقاف القاهرة إلى غلق المسجد مؤقتًا، لتمكين الجهة المنفذة من سرعة إنهاء أعمال التطوير الشامل للمسجد بكل ساحاته وملحقاته.

ووجه وزير الأوقاف، الشكر للرئيس السيسي على اهتمامه بعمارة المساجد بصفة عامة ومساجد آل البيت بصفة خاصة، تلك النهضة غير المسبوقة في عمارة بيوت الله (عز وجل) إنشاء وتطوير.

خطبة الجمعة الأخيرة من رمضان

وأعلن وزير الأوقاف، أن خطبة الجمعة الأخيرة من رمضان عنوانها «صدقة الفطر وحق الله في المال»، ونص الخطبة ما يلي: "إنَّ مِن أعظمِ نفحاتِ أُمةِ مُحمدٍ ﷺ على الإطلاقِ ليلةَ القدرِ"، وهذه هبةٌ ربانيةٌ لا تكونُ إلّا للأمةِ المحمديةِ، أُمةِ العملِ القليلِ والأجرِ الكبيرِ والفضلِ العظيمِ، فلتحمدْ اللهَ أنْ جعلَكَ مِن أمةِ الحبيبِ مُحمدٍ ﷺ، نكثرُ مِن الدعاءِ في هذه الليلةِ، فعَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَرَأَيْتَ إِنْ عَلِمْتُ أَيُّ لَيْلَةٍ لَيْلَةُ القَدْرِ مَا أَقُولُ فِيهَا؟ قَالَ: قُولِي:"اللَّهُمَّ إِنَّكَ عُفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي". (الترمذي وحسنه).

وإنَّ ليلةَ القدرِ دعوةٌ لكلِّ المتخاصمينَ والمتشاحنينَ والمتحاسدينَ والمتباغضينَ أنْ يصطلحُوا حتى تتنزلَ المغفرةُ والبركاتُ والرحماتُ؛ لأنَّ البغضاءَ والشحناءَ سببٌ في رفعِ الرحماتِ، فعن عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، «إنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ خَرَجَ يُخْبِرُ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ فَتَلَاحَى رَجُلَانِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ فَقَالَ: إِنِّي خَرَجْتُ لِأُخْبِرَكُمْ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ وَإِنَّهُ تَلَاحَى فُلَانٌ وَفُلَانٌ فَرُفِعَتْ وَعَسَى أَنْ يَكُونَ خَيْرًا لَكُمْ» صحيح البخاري.

وتضمنت خطبة الجمعة الأخيرة من رمضان زكاة الفطر فقد شرعَ الإسلامُ صدقةَ الفطرِ لمصلحةِ الغنيِّ والفقيرِ على السواءِ، فعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ زَكَاةَ الْفِطْرِ طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنْ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِينِ». أبو داود وابن ماجة.

فهي طهارةٌ للصائمِ مِمَّا اجترحَهُ في صيامِهِ مِن لغوٍ ورفثٍ وإثمٍ، فعن وكيعِ بنِ الجراحِ قال: «زكاةُ الفطرِ لشهرِ رمضانَ كسجدتَيِ السهوِ للصلاةِ، تجبرُ نقصانَ الصومِ كما يجبرُ السجودُ نقصانَ الصلاةِ»، كمَا أنَّهَا طعمةٌ للمساكينِ بإدخالِ الفرحِ والسرورِ عليهم، ومواساةُ الأغنياءِ للفقراءِ، فإذا أعطوهُم شيئًا مِن أموالِهِم اغتنُوا في ذلك اليومِ عن الاشتغالِ بطلبِ قوتِهِم، وترفعُوا عن مذلةِ السؤالِ في يومٍ يُحبُّ كلُّ الناسِ فيه التظاهرَ بالغنَي، ويشاركونَهُم في الأفراحِ المباحةِ.

وزكاةُ الفطرِ تجبُ على المسلمِ المالكِ لمقدارِ صاعٍ يزيدُ عن قوتِه وقوتِ عيالِه يومًا وليلةً، فهي واجبةٌ على كلِّ فردٍ مِن المسلمين، صغيرٍ أو كبيرٍ، ذكرٍ أو أنثَى، حُرٍّ أو عبدٍ، صامَ أم لم يصمْ لعذرٍ أو مرضٍ، فعَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: «فرَض رسولُ اللهِ ﷺ زكاةَ الفِطرِ، صاعًا من تمرٍ أو صاعًا من شعيرٍ، على العبدِ والحرِّ، والذكرِ والأنثى، والصغيرِ والكبيرِ، مِن المسلمينَ» البخاري.

ومقدارُ زكاةِ الفطرِ صاعٌ مِن القمحِ، أو الشعيرِ، أو التمرِ، أو الزبيبِ، أو الأقطِ، أو الأرزِ، أو الذرةِ أو العدسِ أو اللوبيا أو الفاصوليا أو نحو ذلك مِمَّا يُعتبرُ قوتًا، فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: «كُنَّا نُخْرِجُ إِذْ كَانَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ زَكَاةَ الْفِطْرِ عَنْ كُلِّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ حُرٍّ أَوْ مَمْلُوكٍ صَاعًا مِنْ طَعَامٍ أَوْ صَاعًا مِنْ أَقِطٍ أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ زَبِيبٍ » (متفق عليه).

search