السبت، 05 أكتوبر 2024

05:21 م

ببساطة.. كيف ستبيت أموالك الليلة بالبنوك؟

البنك المركزي المصري

البنك المركزي المصري

ولاء عدلان

A A

يحسم البنك المركزي خلال ساعات قراره بشأن سعر الفائدة للمرة الأخيرة هذا العام. وتتجه نتيجة الاجتماع إلى سيناريوهين لا ثالث لهما، إما تثبيت سعر الفائدة وهو المرجح لدى أغلب الخبراء، أو رفع الفائدة وهو رأي القليلين منهم.. لكن ما المقصود بتثبيت الفائدة أو رفعها وكيف يؤثر على المواطن وحركة الأسعار؟ 

ماذا يعني التثبيت؟ 

 ببساطة أسعار الفائدة التي يحددها المركزي تتحكم في علاقته بباقي البنوك العاملة في الدولة، وتحديدا في سعر الفائدة التي يفرضها عندما يُقرض هذه البنوك فيما يعرف بـ(سعر عائد الإقراض) أو الفائدة التي يمنحها عندما يحفظ ودائعها لديه (سعر عائد الإيداع)، ضمن دوره لتنظيم القطاع المصرفي.

بالتبعية، تؤثر هذه الأسعار على علاقة تلك البنوك بعملائها. ببساطة أكثر لو أنك ذهبت للحصول على قرض فإن البنك سيحدّد فائدته في ضوء أسعار الفائدة المحددة له من المركزي، وحال قيامك بشراء شهادة أو فتح حساب إو إيداع وديعة، فإن الفائدة التي ستحصل عليها ستكون بناء على هذه الأسعار. 

وإذا قرر المركزي اليوم تثبيت أسعار الفائدة، فهذا يعني أنها ستظل عند مستوياتها الحالية ( 19.25%  للإيداع و20.25% للإقراض) دون تغيير، أي أن هذا القرار لن يغير شيئا بالنسبة لعملاء البنوك، فإذا كانوا من أصحاب الودائع أو الحسابات أو الشهادات فيسظل العائد الذي يحصلون عليه ثابتًا عند مستويات الـ19.25%، والأمر نفسه بالنسبة لأصحاب القروض أو حاملي بطاقات الائتمان فيما يتعلق بالفائدة التي يسددونها للبنك.

 وإذا كنت عميلا جديدا وترغب في الحصول على قرض، فقرار التثبيت يعني أنك ستحصل على القرض بفائدة 20.25% مضافًا إليها بند رسوم إدارية وهامش ربح يختلف من بنك لأخر.  

صورة مجمعة لبنوك العربي الأفريقي والأهلي وسي إي بي وبنك مصر

ماذا لو رفع الفائدة؟ 

في استطلاع أجرته وكالة رويترز هذا الشهر رجح 6 محللين من أصل 14 محللا شملهم الاستطلاع، أن يقدم المركزي المصري على رفع أسعار الفائدة خلال آخر اجتماعات 2023 بمعدل يتراوح بين 1% و3%. 

كيف يؤثر هذا، إن حدث، علينا كمواطنين؟.. بالنسبة لعملاء البنوك من أصحاب الأوعية المختلفة من حسابات أو شهادات أو ودائع ثابتة العائد فلن يتأثروا بقرار رفع الفائدة، أما في حال كانت هذه الأوعية متغيرة العائد فإن أصحابها سيحصلون على فائدة أعلى مع قيام بنوكهم بتعديل فوائدهم في ضوء قرار الرفع الصادر عن المركزي.  

الحال نفسه بالنسبة لأصحاب القروض وحاملي بطاقات الائتمان إذا كانت قروضهم أو بطاقاتهم مربوطة بفائدة ثابتة فلن يتأثرون بالرفع، أما إذا كانت مربوطة  بفائدة متغيرة هنا سيتأثرون وسيكون عليهم دفع فوائد أعلى من تلك التي كانوا يدفعونها الشهر السابق للقرار. 

وإذا كنت صاحب مشروع (مستثمر) أو مواطن عادي وترغب في الحصول على قرض جديد فبعد قرار رفع سعر الفائدة ستكون أول المتأثرين وقد تعزف عن القرار برمته نظرا لارتفاع الفائدة عن الحدّ الذي يمكنك تحمله فيما يعرف بارتفاع تكلفة الأموال. 

 قد تتعجب لو عرفت أن أحد التأثيرات السلبية لرفع الفائدة هو إبطاء معدل نمو الاقتصاد وتراجع عجلة الإنتاج والاستثمار، لكن لماذا يقدم المركزي على الرفع إذا كان الأمر هكذا؟.. الإجابة هي الحاجة إلى كبح معدلات التضخم من خلال إبطاء الطلب والإنفاق الاستهلاكي، عبر إغراء المواطنين بأسعار فائدة مرتفعة ليقدموا على إيداع أموالهم لدى البنوك بدلا من وضعها (تحت البلاطة) أو إنفاقها أو استثمارها في أي صورة كانت. 

على أرض الواقع، ليس بالضرورة أن يتبع رفع الفائدة تراجعًا ملموسًا أو سريعًا لمعدلات التضخم (ارتفاع مستويات الأسعار)، خصوصا إذا كان هذا التضخم ناجما عن مزيج من العوامل مثل ارتفاع تكاليف الإنتاج أو نقص المعروض أو نقص العملة الصعبة اللازمة لعمليات الاستيراد. 

search