الإثنين، 16 سبتمبر 2024

11:39 م

أجر العمل المضاعف.. لماذا اختص به الله المسلمين؟

مدير إدارة الشؤون الدينية بالجامع الأزهر الدكتور أحمد همام

مدير إدارة الشؤون الدينية بالجامع الأزهر الدكتور أحمد همام

فادية البمبي

A A

قال مدير إدارة الشؤون الدينية بالجامع الأزهر الدكتور أحمد همام، إن مضاعفة الأجر ميزة من رب البشرية لأمة سيد البشرية، وهي عطية لأمة الخيرية، متابعًا "هنيئا لهذه الأمة بهذه العطية".

وأوضح همام، خلال كلمته بدرس التراويح اليوم بالجامع الأزهر، أن أسباب مضاعفة الأجر في الإسلام تتمثل في أربع جوانب، أولها فضل الله تعالى على أمة الحبيب محمد -صلى الله عليه وسلم- بمضاعفة الأجر في الأعمال، حيث أن أعمارها قصيرة نسبيا بين الستين والسبعين، فجبرها الله بهذه المضاعفة فضلا منه وكرما.

وأضاف أن شرف المكان أيضا من فضل الله على هذه الأمة، وسببا من أسباب مضاعفة الأجر لأمة المصطفى -صلى الله عليه وسلم-، فهناك بقاع شرفها الله عن غيرها، وجعل أجر العبادة فيها ثوابه مضاعف بالنسبة لغيره من الأماكن، كمكة والمدينة والمسجد الأقصى المبارك، سائلًا المولى -عز وجل- أن يحرره من أيدي الغاصبين.

وتابع أن الله شرف الأمة الإسلامية وميزها أيضا عن غيرها من الأمم بشرف الزمان وشرف العبادة، فعبادة الصيام شرف الله تعالى أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- بعبادة الصيام عن سائر الأمم، كما جاء في الحديث: "قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصِّيَامَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ"، والذي يوضح أن الله تعالى استثنى الصيام من مضاعفة الأجر، فجعله مطلق غير مقيد بالتضعيف.

وأشار همام إلى أن السبب في أن الله تعالى خص الصيام بهذا الشرف العظيم دون غيره من العبادات، هو أن المتأمل في التاريخ الإنساني كله، ليعلم أن الصيام عبادة خاصة بالمولى عز وجل،  حيث كان هناك من عبد غير الله وسجد للحجر والبشر والشجر والكواكب وقصد الشمس والقمر والنجوم، وهناك من قدم القربان للكهان، إلا الصيام، فما رأينا بشرا صام لبشر، ولم يجرؤ ملك أو جبار أو متكبر، ولو كان مدعيا للألوهية أن يطلب من أتباعه أن يصوموا له، فالصيام عبادة شرفها الله مع شرف الزمان والمكان، وأجره من الله، والأجر على قدر المعطي.

search