الجمعة، 22 نوفمبر 2024

05:14 م

“كانوا بيحشوه دهب”.. رحلة الكحك في مصر من أيام الفراعنة

كحك العيد

كحك العيد

آلاء مباشر

A A

ساعات قليلة تفصلنا عن سماع تكبيرات عيد الفطر 2024، لتبدأ مناسبة دينية جديدة يحتفل بها المصريون بعادات تعبر عن الموروث الثقافي المصري منذ قديم العصور، فترسخت عادة صناعة الكعك بعيد الفطر وتناوله فى أيام العيد.

وفي السطور التالية يقدم ليكم “تليجراف مصر” سبب ارتباط الكحك بالعيد.

الكحك عند الفراعنة

تعود صناعة الكحك إلى عصر الحضارة الفرعونية القديمة، حيث برع المصريون القدماء فى صناعته بمكونات أقرب للمكونات التى يتم استخدامها فى العصر الحالي.

استخدم المصريون القدماء السمن وعسل النحل والدقيق فى صناعته، وأحيانًا كانوا يحشونه بالتمر أو التين ويزينونه بالفواكه المجففة مثل الزبيب، وهو ما أكدته الصور التى عثر عليها على جدران بمقابر منف وطيبة.

ظل المصريون يحتفظون بعاداتهم وتقاليدهم التى لم تتغير على مر العصور، حتى دخول الإسلام مصر على يد عمرو بن العاص، فلم تتأثر هذه العادات، والتي كان من بينها صناعة الكحك وتناوله، إلا أنه فى هذه المرة ارتبط بالاحتفال بعيد الفطر، وكان هذا لأول مرة فى عهد الدولة الطولونية ومن بعدها الدولة الإخشيدية.

 وازدهرت صناعة الكحك فى عهد الدولة الفاطمية، التى كان حكامها يحرصون على المبالغة فى مظاهر الاحتفال بالمناسبات الدينية والتي كان من بينها عيد الفطر الذى حرصوا فيه على ازدهار صناعة الكحك فى مصر وتوزيعه على عامة الشعب.

الطولونيون.. كل واشكر

اهتم الطولونيون بصناعة الكعك فى عيد الفطر كثيرًا، حتى أنه أصبح من أهم مظاهر الاحتفال بعيد الفطر فى عهدهم، وكان الطولونيون يصنعونه فى قوالب خاصة ويكتبون عليها عبارات "كل واشكر".

كحك محشو بالدنانير

شهدت صناعة الكحك تطورًا كبيرًا فى عهد الدولة الإخشيدية، حتى وصل الأمر إلى أن وزير الدولة الإخشيدية أبو بكر محمد بن علي المادراني  أمر بصناعة كحك في أحد أعياد الفطر وحشاه بالدنانير الذهبية، وأطلق عليه فى هذا الوقت "أفطن إليه" فى إشارة إلى المفاجآة التي تنتظر من يتناول الكحك من حشوه بالدنانير الذهبية.

20 ألف دينار للكحك

كان الفاطميون يبالغون دائمًا فى الاحتفال بالمناسبات الدينية، وقد كان لعيد الفطر وارتباطه بصناعة الكعك نصيب من هذه المبالغات، وازدهرت صناعة الكعك إلى حد كبير فى عهدهم.

 الخليفة الفاطمى كان يحرص على توزيع الكحك بنفسه، وكانت الكحكة الواحدة تساوى فى حجمها حجم رغيف خبز، كما أن الخليفة الفاطمي كان يخصص مبالغ تقدر بـ 20 ألف دينار لصناعته لتملأ به مخازن الخليفة ليوزعها على المسلمين فى يوم عيد الفطر.

الكعك فى عهد المماليك 

حرص المماليك على المحافظة على تقليد صناعة الكحك وتوزيعه على الفقراء فى عيد الفطر، كما اهتم العثمانيون بصناعة الكعك فى عيد الفطر وحرصوا على توزيعه فى التكيات العامة.

وظل المصريون يتوارثون عادة صناعة الكعك وتناولة من جيل إلى جيل حتى يومنا هذا، كموروث ثقافي حافظ عليه المصريون يمثل بهجة الاحتفال بعيد الفطر وتتبارى الأسر فى صناعته داخل المنازل وتتفاخر ببراعتها فى إتقانه. 

search