الجمعة، 22 نوفمبر 2024

12:39 م

بعد جنوح "كلويا جاس".. قلق بيئي يهدد الشعاب المرجانية

سفينة جنوح "كلويا جاس"

سفينة جنوح "كلويا جاس"

جهاد سداح

A A

قال الخبير الدولي في الاستدامة وتقييم مخاطر المناخ وسفير ميثاق المناخ الأوروبي في مصر، السفير مصطفى الشربيني، إن وقوع أعطال وحوادث السفن أثناء إبحارها وجنوحها، قد يؤدي إلى ضرر كبير بالشعاب المرجانية، وهو ما يؤدى إلى انهيار مجتمع الكائنات الحية المعقد الذي يعيش في ارتباط وثيق بالشعاب المرجانية.

وأضاف الشربيني، في تصريح لـ" تليجراف مصر"، أنه  يتزايد حاليًا القلق بشأن الآثار الضارة للتلوث النفطي على مجتمعات الشعاب المرجانية بسبب جنوح سفينة الغاز على شعب رأس نصراني مدخل خليج العقبة، حيث تشكل الأهمية العالمية للنفط وحركة المرور البحرية الناتجة تهديدًا خطيرًا للبيئات الساحلية والبحرية الهشة للمياه شبه المغلقة في الإقليم.

التلوث البحري

وأكد أن إنتاج النفط ونقله مصدر رئيسي للتلوث البحري، كونه قد يؤدي إلي تسريبات وانسكابات تشكل خطراً كبيراً، وفي الوقت نفسه، فإن المخاطر المتزايدة للحوادث المرتبطة بحركة النفط تتطلب بشكل عاجل خطط الاستجابة للطوارئ مقترنة بالمهارات الإدارية لتقليل المخاطر.

وتابع "على النقيض من البحار الإقليمية الأخرى في جميع أنحاء العالم، حيث يأتي معظم التلوث من الأنشطة البرية، فإن المصدر الرئيسي للتلوث البحري في الإقليم يأتي من مصادر من السفن، حيث تمر ملايين الأطنان سنويًا عبر المنطقة (أكثر من 20 نفطًا حدثت الانسكابات على طول البحر الأحمر المصري منذ عام 1982).

وأشار إلى أنه رغم استغلال النفط وإنتاج النفط البحري، ودوره الحاسم في اقتصاد المنطقة، إلا أنهما يشكلان أيضًا مصادر رئيسية للتلوث البحري.

 وأوضح أن مصادر التلوث البحري تتمثل في تصريف مياه الصابورة الزيتية وغسل الخزانات، والانسكابات التشغيلية من السفن التي تقوم بتحميل أو تفريغ حمولاتها في الميناء، واصطدام السفن، والتسربات من السفن العابرة، وجميعها تؤدي إلي انسكابات نفطية وتسبب تأثيرات خطيرة على البيئة البحرية.

الشعاب المرجانية

وكشف الشربيني، أن الشعاب المرجانية آخذة في الانخفاض بمعدل ينذر بالخطر في جميع أنحاء العالم، ويرجع هذا الانخفاض في الغالب إلى مجموعة كبيرة ومتنوعة من التأثيرات البشرية التي تشمل الأنشطة المحلية والتغيرات العالمية واسعة النطاق.

وأكمل أن التقديرات تشير إلى أن 20% من الشعاب المرجانية في العالم قد تم تدميرها فعليًا، و24% منها معرضة لخطر الانهيار المباشر، و26% أخرى معرضة لخطر الانهيار على المدى الطويل.

ومن جانبه، قال الخبير البيئي، الدكتور مجدي علام، إن سفينة رأس نصراني الجانحة ليست الأولى من نوعها، وأن حوادث تسريب السفن تشكل خطر كبيرا للتنوع البيولوجي والقضاء على الشعاب المرجانية وبعض أنواع الأسماك، لافتة أن اسماك القرش أصيبت بضمور نتيجة للتلوث الذي يزداد مع مرور الزمن.

حياة الكائنات البحرية 

وأضاف علام، لـ«تليجراف مصر»، أنه من الصعب استمرار حياة الكائنات البحرية في بيئة ملوثة، موضحا أن مصادر التلوث تتمثل في "الكيروسين، والفحم ، والكاديوم، والزرنيخ، إضافة إلى الرصاص".

وأكد علام، أنه من الضروري احترام النظام البحري مثله مثل النظام الجوي لا يقل أهميه عنه، موضحاً أن أي تلوث مفسد لأي نوع من الأسماك فهو قضاء لمخلوقات سخرها الله البشرية.

وأوضح أن هناك اتفاقيات دولية تنص علي احترام النظام البحري والمسطحات المائية، مشيرا أن هناك بعض الدول لا تلتزم بهذه الاتفاقيات.

search