الجمعة، 22 نوفمبر 2024

10:56 ص

باحث يهودي يكشف حيل الجيش الأمريكي لتحويل الجنود إلى آلة قتل

جنود امريكيون، ديلي ميل

جنود امريكيون، ديلي ميل

خاطر عبادة

A A

 كشف باحث أمريكي عن الحيل النفسية التي استخدمها الجيش الأمريكي لتحويل الجنود إلى آلة قتل لا ترحم، مثل التي استخدمها في مناطق الغزو بالعراق وأفغانستان.

وقد أثار هذا السؤال اهتمام علماء النفس منذ الأربعينيات، حول دافع القتل الهمجي دون تمييز أو رحمة، وربما كان الاستكشاف الأكثر أهمية قد جاء من تجارب الطاعة العمياء سيئة السمعة التي أجراها الباحث الأمريكي اليهودي ستانلي ميلجرام بعد المحرقة النازية.

وأشار المتخصص في الصحة العقلية المخضرم لصحيفة ديلي ميل البريطانية، إلى أن التدريب العسكري الأساسي يطبق مفهوم القاتل أو المقتول، والطاعة العمياء والتخلي عن أي مبادئ في سييل خدمة الوطن، حيث يؤكد الباحث أن أي شخص يخضع لهذا التدريب يمكن أن يتحول إلى قاتل.

الطاعة العمياء 

وأراد الباحث اليهودي معرفة ما إذا كانت هناك نزعة فريدة بين الألمان تفسر سبب طاعة الكثير من الناس لمطالب هتلر المتطرفة، وقد صدمته النتائج، حيث أكد أن كل واحد منا يمكن أن ينفذ الأوامر بشكل أعمى، بغض النظر عن مدى عدوانيتها.

الالتزام والانضباط 

واتفق مع هذه النظرة عالم النفس المقيم في دنفر، ديفيد شانلي، والذي كان يعالج حالات نفسية لكل من المدنيين والمحاربين القدامى الذين تم تدريبهم على القتل في ساحة المعركة.

وقال شانلي، إن التدريب الأساسي لجميع فروع الجيش يتضمن دروسًا أساسية في الانضباط والقيادة، بالإضافة إلى التدريبات المرهقة جسديًا والرماية.

قاتل أو مقتول

وأضاف شانلي لصحيفة ديلي ميل، أن ضباط ذلك الجيش يفرضون فكرة "القاتل أو المقتول" على مجنديهم كجزء من التدريب الأساسي، حتى ينتهي بهم الأمر في مناطق الحرب الفوضوية حيث يختارون بين حياتهم أو الآخر.

لا أخلاقيات 

وتابع الباحث أن هناك غريزة وقائية طبيعية تباشر الأمر، حيث أنهم لا يناقشون الأخلاقيات في ساحة المعركة. 

لا قتل بدون إعداد 

ويتفق الدكتور ريان فولر، عالم النفس المقيم في نيويورك، على أنه بدون التدريب الذي يقدمه الجيش، لن يتمكن أي شخص من الضغط على الزناد بهذه السهولة.

وتابع أنه عندما يواجه جسم الإنسان تهديدًا، يدخل في حالة القتال أو الهروب، حيث يتم إرسال الإشارات في جميع أنحاء الجسم لدفعه من أجل البقاء، إما من خلال الجري بأسرع ما يمكن في الاتجاه المعاكس، أو محاربة التهديد وجهاً لوجه.

وقال الخبراء إن التدريبات العسكرية، بما في ذلك التدريبات والإجراءات التأديبية، تهدف إلى إخماد دافع الجنود الفوري لإلقاء الأسلحة والركض في الاتجاه المعاكس للعدو.

العدوانية.. افعل أي شيء لخدمة بلدك

ووفقاً للتوجيهات العسكرية الأمريكية الرسمية، إن الدافع الأقوى لاستمرار القتال، وخاصة بالنسبة للجنود الأمريكيين، هو الرابطة التي تتكون بين أعضاء فرقة أو فصيل.

وقال الدكتور ويليام سميث، وهو معالج نفسي في جورجيا يعمل مع المحاربين القدامى، إنه عادة ما يتم تفسير الشخص الذي لديه ميل نحو العدوان أو العنف، بأنه يكون وطنياً بشدة.

تنفيذ التعليمات وليس حماسا للقتل

ووفقًا للدكتور سميث، في أغلب الأحيان، فإن المحاربين القدامى الذين يلتقي بهم يفعلون ذلك من منطلق الشعور بالالتزام وليس من منطلق الشعور بالحماس لقتل العدو.

لكن مشاعر الذنب والعار شائعة بين هذه المجموعة، وفقًا لعلماء النفس الذين يدرسون المحاربين القدامى. 

وقال أحد المحاربين القدامى الذين تمت مقابلتهم: “أعتقد أنك تشعر بالخجل مما فعلته، أنت تعلم أنك مدرب على القيام بذلك، إنني  أشعر بالحزن الشديد في بعض الأحيان”. 

الشعور بالذنب والعار 

في حين أن بعض الجنود الذين يرتكبون أعمال قتل عدوانية في ساحة المعركة لا يتأثرون نسبيًا بأفعالهم من منطلق الشعور بالواجب والوطنية، حيث أكد أحد المحاربين القدامى في فيتنام علماء النفس أن قتل الآخرين "لم يكن مشكلة كبيرة". 

 وقال جندي سابق آخر إنه "لم يكن من الصعب" قتل شخص ما..  لم يزعجني الأمر عندما كنت في هذا الموقف.

search