الجمعة، 22 نوفمبر 2024

05:29 ص

"تل حبوة".. اكتشاف أثري يبرز معلومات عن تاريخ مصر العسكري بسيناء

الكشف الأثري الجديد

الكشف الأثري الجديد

جهاد سداح

A A

نجحت البعثة الأثرية المصرية العاملة بموقع آثار تل حبوة (ثارو) بمنطقة آثار شمال سيناء في الكشف عن بقايا مبنى مشيّد من الطوب اللبن يمثل إحدى الاستراحات أو القصور الملكية الواقعة بنطاق البوابة الشرقية لمصر، وذلك أثناء أعمال الحفائر الأثرية ضمن مشروع تنمية سيناء.

الأمين العام للمجلس الأعلى الآثار، محمد إسماعيل خالد، قال إن الدراسات العلمية المبدئية التي تمت على اللُقى الأثرية التي تم اكتشافها داخل المبنى أوضحت أن المبنى يرجع إلى عهد الملك تحتمس الثالث من الأسرة الثامنة عشر من عصر الدولة الحديثة، ويُرجح أنه كان يستخدم كاستراحة ملكية بسبب تخطيطه المعماري وندرة كسرات الفخار داخله.

وأكد خالد أهمية هذا الكشف الأثري، حيث إنه يكشف النقاب عن  المزيد من المعلومات الهامة عن تاريخ مصر العسكري خلال عصر الدولة الحديثة لا سيما في سيناء.

من جانبه، أوضح مدير عام آثار سيناء المشرف على البعثة الأثرية، هشام حسين، أن المبنى المكتشف مكوّن من صالتين مستطيلتين متتاليتين، ملحق بهما عدد من الغرف.

 الحجر الجيري

وتوجد البوابة الرئيسية للمبنى في جهة الشمال في المنتصف، وتؤدي إلى صالة أولى مستطيلة الشكل يتوسطها ثلاث قواعد أعمدة من الحجر الجيري، تتصل الأولى بصالة أخرى أصغر مستطيلة الشكل ذات مدخلين، الأول في جهة الشرق والثاني في جهة الغرب وهما أقل عرضًا من المدخل الرئيسي للمبنى، ويتوسط الصالة قاعدتا أعمدة من الحجر الجيري قطر كل منهما متر.

كما تم الكشف عن الأعتاب الحجرية الخاصة بالمداخل الرئيسية لتلك الصالة. وتؤدي الصالة الثانية إلى غرفتين منفصلتين تقع الأولى تجاه الشرق والثانية تجاه الغرب وتتصلان بالصالة الثانية عن طريق مدخلين في مقابل مداخل الصالة الثانية تقريبًا.

الأعتاب الحجري

وأضاف أن البعثة نجحت كذلك في الكشف عن الأعتاب الحجرية الخاصة بمداخل الغرف، بالإضافة إلى مجموعة من الغرف الصغير والملحقة بالمبنى من الخارج في اتجاه الشرق.

فيما أفاد رمضان حلمي مدير منطقة آثار شمال سيناء ورئيس البعثة أنه تم تأريخ المبنى بناءً على تسلسل الطبقات والفخار المكتشف خارج المبنى، بالإضافة إلى العثور على جعران يحمل اسم الملك تحتمس الثالث، حيث من المرجح أن تكون الاستراحة استخدمت في فترة تواجد الملك تحتمس بالمكان خلال قيامه بأحد حملاته الحربية لتوسيع الإمبراطورية المصرية في اتجاه الشرق، مضيفا أن المبني تم تحصينه في مرحلة لاحقة بسور محيط له بوابة رئيسية تقع تجاه الشرق.

عصر الانتقال الثالث

يذكر أنه خلال عصر الانتقال الثالث بداية من الأسرة 21 وحتى الأسرة 25 استخدم هذا المكان ككل (حبوة 2) كجبانة حيث تم الكشف عن مجموعة مختلفة الأشكال من الأمفورات محلية الصنع في تسلسل طبقي مختلف استخدمت لدفن الأطفال تؤرخ بداية من عصر الأسرة 21 وحتى الأسرة 25 تقريبا.

أما عن عمل البعثة خلال مواسم الحفائر السابقة بالموقع  فقد نجحت في الكشف عن دفنات داخل مقابر شيدت من بقايا أكتاف أبواب وكتل حجرية منقوشة بمناظر وخراطيش ملكية من عصر الدولة الحديثة وتم تأريخ تلك المقابر والدفنات بعصر الأسرة السادسة والعشرون ولكن بعد أعمال الموسم الحالي اتضح أن جميع الدفنات المكتشفة خلال الموسم الحالي والمواسم السابقة تؤرخ بعصر الانتقال الثالث.

 كما تم الكشف عن عدد من المباني الهامة في ثلاث طبقات متعاقبة تؤرخ جميعها بعصر الأسرة السادسة والعشرون، وودائع أساس تخص أحد تلك المباني (آخر الطبقات الأثرية بالموقع) وتشمل نموذجا صغير الحجم للوحة من “الفاينس” تحمل اسم الملك أحمس الثاني والذي كان يعرف باسم أمازيس وهو من ملوك نهاية الأسرة الـ26.

search