الجمعة، 22 نوفمبر 2024

01:29 ص

مفيد شهاب: مصر استردت طابا بمعركة صبر وحكمة

 الدكتور مفيد شهاب

الدكتور مفيد شهاب

ايمان رزق

A A

42 عاما مرت على ذكرى عودة كامل أرض الفيروز إلى السيادة المصرية، واستردات مصر أرض سيناء من إسرائيل عام 1982، بعدما خاضت سنوات من الكفاح للوصول إلى هذا اليوم، حيث غامر الجنود المصريون بأرواحهم لتحرير التراب الغالي.

معارك التحرير

بدأت معارك التحرير، منذ اللحظة الأولى لحرب الاستنزاف حتى نصر أكتوبر تبعه مفاوضات كامب ديفيد المعقدة وصولا لاتفاقية السلام، حتى محطة التحكيم الدولي لاستردات مصر آخر شبر من أراضيها في سيناء من إسرائيل.

أكد رئيس الفريق القانونى المصرى لاسترداد طابامفيد شهاب - حينها -  أن تحرير سيناء نموذج يحتذى به ويدرس في كل دول العالم، فالمصريين قدموا نموذجا فى التضحية والعطاء، من خلال روح الفدائية التى تمتع بها الجنود وأهالى سيناء، والاحتفال بهذا اليوم بمثابة انتصار للأمة العربية وليس مصر فقط، لأنه يعد أكبر انتصارات الجيش المصري، بعد أن قضى على الجيش الإسرائيلي الذي يدعي دائما بأنه جيش لا يقهر.

ملحمة وطنية 

وأوضح "شهاب" في تصريحات خاصة" ل"تليجراف مصر"، أن معارك التحرير التي خاضتها مصر لاستردات أرضها عبارة عن محورين الأول بالحرب فى عام 1973، والثانى بالتحكيم الدولى الذى أعاد آخر شبر من سيناء "طابا".

وأشار إلى أن ذكرى رفع العلم المصرى على طابا، تعد ذكرى غالية جداً عليه وعلى كل مصرى، حيث مثلت ملحمة وطنية استكمل من خلالها تحرير الأرض، وكان السبب الأساسى فى ذلك النصر العسكرى فى أكتوبر 1973 والنصر السياسى فى معاهدة السلام مع إسرائيل، وتلا ذلك نصر قانونى وقضائى استرددنا به أرض طابا لنحرر كامل التراب المصرى.

وقال إن مصر دخلت فى مفاوضات استغرقت أعوام عديدة،  ولجأت إلى التحكيم الدولى، حتى تمكنت من الحصول على حكم فى  29 سبتمبر عام 1988 باسترداد طالبا ورأس النقب، واستلمت مصر طابا فعليا ورفع العلم فيها فى 19 مارس 1989، حيث استغرق الأمر 6 أشهر مع إسرائيل للاتفاق على طريقة التسليم بعد الحصول على حكم يجبر إسرائيل على  الانسحاب وتسليم المدينة المصرية.

انتصار قانوني دولي

وقال عضو الوفد المصري في مفاوضات استرداد طابا، مفيد شهاب، إن استعادة أرض طابا انتصارا حقيقيا قانونيا دوليا، جاء تتويجا للانتصار العسكري الذي حققته مصر في أكتوبر 73، بعد انتصار سياسي من خلال مفاوضات شاقة لحصول مصر على أراضيها.

وأوضح "شهاب" في تصريحات خاصة لـ"تليجراف مصر"، أن مصر استردت طابا وأثبتت أحقيتها، بمعركة صبر وحكمة وليست بحرب، وخاضت مفاوضات كثيرة ولكنها كللت بعودة آخر جزء للأراضي المصرية من المحتل الإسرائيلي.

عروض إسرائيل بالإدارة المشتركة

وأكد الدكتور مفيد شهاب، لـ"تليجراف مصر"، أن إسرائيل كانت تعرف أن موقفها ضعيف أثناء التحكيم، وعرضت تسويات ودية وسطية، بأن تكون الأرض بإدارة مشتركة نصفها لمصر والنصف الآخر لإسرائيل، ولكن مبارك رفض تماما، مؤكدا أن الأمر يتعلق بأرض وتراب الوطن.

وفي يوم 29 من سبتمبر عام 1988، الساعة الثانية ظهرا، أصدرت هيئة التحكيم الدولية، حكمها التاريخي بجلستها العلنية التي عقدت في قاعة المجلس الكبير بالمقر الرسمي لحكومة مقاطعة جنيف في حضور وكيلي الحكومة المصرية والإسرائيلية، وأعضاء هيئة الدفاع للجانبين، وهو عودة طابا لأحضان مصر، وسط فرحة كبيرة للأعضاء المصريين، وتظهر علامات الخيبة والحسرة على الإسرائيليين.

لحظة تحرير طابا


لحظة نطق المحكمة بتحرير أرض طابا، كانت مليئة بالمشاعر المتعددة، بحسب "شهاب"، الذي أكد أن الجميع عاش فرحة الانتصار الحقيقي، فبروح المصري وإرادته القوية تم الانتصار على المحتل واستعادة كل شبر من أرض مصر، والفرحة اكتملت بعد رفع العلم المصري يوم 19 مارس 1989،

طابا تنبض بالحياة


وأكد عضو الوفد المصري في مفاوضات استرداد طابا، أن الوضع في طابا من 35 عاما، عكس ما هي عليه الآن، حيث أصبحت مدينة مزدهرة مليئة بالحياة وجاذبة للسياحة بها الكثير من الخدمات المتنوعة، فتنبض الآن بالحياة.

search