"أمانة العامل".. موضوع خطبة الجمعة اليوم
خطبة الجمعة .. ارشيفية
فادية البمبي
"أمانةُ العاملِ والصَّانعِ وإتقانُهُمَا" هو عنوان خطبة الجمعة اليوم، وفق ما أعلنته وزارة الأوقاف.
وأكدت الوزارة على الأئمة ضرورة الالتزام بموضوع الخطبة نصًا أو مضمونًا على أقل تقدير وألا يزيد زمنها عن 15 دقيقة، للخطبتين الأولى والثانية معا كحد أقصى، وعلى الخطيب أن ينهى خطبته والناس فى شوق إلى المزيد، خير من أن يطيل فيملوا.
خلق عظيم
الأمانةَ خُلُقٌ عظيمٌ مِن أخلاقِ الأنبياءِ والمرسلين، وفضيلةٌ مِن فضائلِ المؤمنينَ الصالحين، عَظَّمَ الإسلامُ شأنَهَا وأعلَى قدرَهَا، حيثُ يقولُ الحقُّ سبحانَهُ في وصفِ عبادِهِ المؤمنين: "وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ"، ويقولُ نبيُّنَا ﷺ: أربعٌ إذَا كُنَّ فيكَ فلا عليكَ ما فاتَكَ مِن الدُّنيا، حفظُ أمانَةٍ وصدقُ حديثٍ وحسنُ خَلِيقَةٍ وعِفَّةٌ في طُعمةٍ، وحينمَا سَألَ هرقلُ عظيمُ الرومِ أبَا سفيانَ عن دينِ الإسلامِ وصفةِ نبيِّهِ ﷺ أخبرَهُ أنَّهُ يأمرُ بالصَّلَاةِ وَالصَّدقِ وَالْعَفَافِ وَالْوَفَاءِ بِالْعَهْدِ وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ، فَقَالَ له هرقلُ: هَذِهِ صِفَةُ نَبِيٍّ.
صور الأمانة
ومِن أهمِّ صورِ الأمانةِ، أمانةُ العاملِ والصانعِ، وتكونُ بمراقبةِ اللهِ عزَّ وجلَّ في كلِّ عملٍ كُلِّفَ بهِ الإنسانُ، سواءٌ أكانَ عملًا عامًّا أم خاصًّا؛ لأنَّهُ يراقبُ اللهَ (عزَّ وجلَّ) سرًّا وعلنًا في حضورِ صاحبِ العملِ أو مَن ينوبُ عنهُ، أو في عدمِ حضورِ أيٍّ منهُمَا، حيثُ يقولُ الحقُّ سبحانَهُ: "إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا"، ويقولُ سبحانَهُ: "وَكَانَ اللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا"، ويقولُ تعالَى: "وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ ۚ وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِن ذَٰلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ"، ويقولُ سبحانَهُ: "أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۖ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَىٰ ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَىٰ مِن ذَٰلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ۖ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ".
إتقان العمل
ومِن أمانةِ العاملِ والصانعِ إتقانُ العملِ والصنعةِ وتجويدُهُمَا، ولقد لفتَ الحقُّ سبحانَهُ أنظارَنَا إلى الإتقانِ، حيثُ خَلَقَ سبحانَهُ كلَّ شيءٍ بإتقانٍ معجزٍ، يقولُ تعالَى: "صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ"، وأوجبَ علينَا سبحانَهُ الإحسانَ في كلِّ شيءٍ، يقولُ سبحانَهُ: "وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ"، ويقولُ نبيُّنَا ﷺ: "إِنَّ اللهَ كَتَبَ الإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ"، ويقول نبينا ﷺ: "إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلًا أَنْ يُتْقِنَهُ".
سرعة إنجاز العمل
ومِن ذلكَ سرعةُ إنجازِ العملِ في موعدِهِ؛ لأنَّ ذلكَ مِن صورِ الوفاءِ بالوعدِ والعهدِ، وهو شأنُ العمالِ والصُّنّاعِ في المجتمعاتِ المتحضرةِ، كمَا أنَّهُ صفةٌ كريمةٌ تدلُّ على شرفِ النفسِ وقوةِ العزيمةِ، حيثُ يقولُ الحقُّ سبحانَهُ: {وَأَوفُوا بِالعَهْدِ إِنَّ العَهْدَ كَانَ مسؤولا}، وقد أمرَ اللهُ (عزَّ وجلَّ) بهِ، وامتدحَ بهِ عبادَهُ المؤمنينَ، حيثُ يقولُ سبحانَهُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ}، ويقولُ تعالَى: {وَالَّذِينَ هُم لِأَمَانَاتِهِم وَعَهْدِهِم رَاعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}.
وأمانةُ العاملِ والصَّانعِ كما تنطلقُ مِن دافعٍ دينيٍّ فإنّهَا تنطلقُ أيضًا مِن دافعٍ وطنيٍّ، فإنّمَا يُحمَلُ حبُّ الوطنِ والعملُ على رقيّهِ وتقدمِهِ على الأمانةِ وإحسانِ العملِ والجودةِ والتميزِ فيهِ، حيثُ إنَّ مِن واجبِ وطنِنَا الغالِي مصرَ علينَا أنْ نعملَ مجدينَ مخلصينَ لنهضتِهِ وتقدمِهِ، فالجميعُ بعملِهِم الجادِّ المُتقَنِ في طاعةِ اللهِ عزَّ وجلَّ، ولا يتقدمُ الوطنُ إلَّا بجهدِ وإتقانِ وأمانةِ الجميعِ.
جزاء الأمانة في العمل
إنَّ جزاءَ الأمانةِ عظيمٌ، وفضلَهَا عميمٌ، ويكفِي أنَّ العاملَ والصانعَ المتحققَ بالأمانةِ مشهودٌ لهُ بالإيمانِ، حيثُ يقولُ نبيُّنَا ﷺ: "لا إِيمَانَ لِمَنْ لَا أَمَانَةَ لَهُ، وَلا دِينَ لِمَنْ لا عَهْدَ لَهُ"، فدلَّ ذلكَ على أنَّ الأمانةَ أحدُ ترجماتِ الإيمانِ في السلوكياتِ، والعاملُ الأمينُ والصانعُ الأمينُ محبوبٌ مِن اللهِ تعالَى حيثُ أطاعَ أمرَهُ سبحانَهُ، محبوبٌ مِن الناسِ حيثُ يثقونَ بعملِهِ وصنعتِهِ ويقبلونَ على مُنتَجِهِ، فإذا قامَ العبدُ بإتقانِ عملِهِ على الوجهِ الأكملِ فجزاؤُهُ ثمرةٌ وخيرٌ وبركةٌ في الدنيا، وثوابٌ عظيمٌ يومَ يلقَى اللهَ عزَّ وجلَّ، حيثُ يقولُ الحقُّ سبحانَهُ: "إِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا".
كمَا أنَّ المجتمعَ الذي تتحققُ الأمانةُ في عُمّالِهِ وصُنّاعِهِ وسائرِ أطيافِهِ مجتمعُ خيرٍ وبركةٍ، وبيئةٍ صالحةٍ مفعمةٍ بالأملِ المقترنِ بالإنتاجِ المتميزِ والعملِ المتقَنِ، فيتحققُ بهِ الخيرُ، ويعمُّ الرخاءُ.
-
04:55 AMالفجْر
-
06:26 AMالشروق
-
11:41 AMالظُّهْر
-
02:36 PMالعَصر
-
04:56 PMالمَغرب
-
06:17 PMالعِشاء
أحدث الفيديوهات
أخبار ذات صلة
جدول امتحانات شهر نوفمبر 2025 جميع الصفوف التعليمية بالقاهرة
22 نوفمبر 2024 10:44 ص
لا تشتروا تقاوي البطاطس.. توجيه من "الزراعة" للفلاحين
22 نوفمبر 2024 10:41 ص
"أنت عند الله غال".. نص خطبة الجمعة اليوم
22 نوفمبر 2024 09:35 ص
بعد موافقة الحكومة.. موعد مناقشة قانون المسؤولية الطبية بالبرلمان
22 نوفمبر 2024 07:56 ص
ضوابط جديدة للحج السياحي 2025.. هل تضمن أمن وسلامة الحجاج؟
22 نوفمبر 2024 05:56 ص
هل مساعدة الفقراء أولى من الحج؟.. "الإفتاء" تجيب
22 نوفمبر 2024 03:19 ص
المتحدث العسكري للسيسي: "هوّن على سيادتك".. والرئيس يرد
21 نوفمبر 2024 09:34 م
الجيزة تعلن فوز 2389 شخصًا في قرعة الحج
21 نوفمبر 2024 10:29 م
أكثر الكلمات انتشاراً