الخميس، 19 سبتمبر 2024

07:28 ص

بورصة الذهب.. سوق رسمية بأسعار "السوداء"

ذهب مصر.. لا يعترف بالسعر الرسمي للدولار

ذهب مصر.. لا يعترف بالسعر الرسمي للدولار

ولاء عدلان

A A

تخيم على سوق الذهب في مصر حالة من الارتباك والتقلبات الحادة مع اقتراب بداية العام الجديد، وسط رهانات على تحريك جديد لسعر الصرف، وخفض لقيمة الجنيه، دفعت سعر الجرام عيار 21 لتسجيل مستوى تاريخي عند 3300 جنيهًا، هذا الارتفاع يأتي في ظل هدوء نسبي في السوق العالمية.. فماذا عن أسواق الدول المجاورة وكيف تتحرك فيها الأسعار؟

 

تسعير الذهب.. كيف؟

نائب رئيس الشعبة العامة للذهب والمجوهرات بالاتحاد العام للغرف التجارية، لطفي منيب، قال لـ"تليجراف مصر"، إن أسعار الذهب في مصر وغيرها من الدول عموما تتحرك وفق ثلاثة عوامل: الأسعار العالمية للمعدن النفيس، وسعر الدولار الأمريكي، وأخيرا العرض والطلب. 

أضاف أن السر وراء ارتفاع الأسعار في السوق المصرية، هو قوة الطلب على الذهب كملاذ آمن في ظل عدم توفر معروض لدى الشركات والتجار يكافئ هذا الطلب. 

ويستطرد أن شح المعروض في سوق الذهب سببه الرئيس وقف استيراد الذهب وسط استمرار حاجة الدولة لتوفير الدولار، لشراء السلع الأساسية التي تشكل أولوية.

خلال الـ 23 شهراً الماضية ارتفعت أسعار الذهب عيار 21، الأكثر تداولا في السوق المصرية، بنحو 242%، تزامناً مع هبوط قيمة الجنيه مقابل الدولار بأكثر من 96% وفق بيانات البنك المركزي، في المقابل لم تشهد أسعار العيار نفسه في دول مثل السعودية والإمارات زيادات قوية بهذا الحد، إذا ارتفع في كلتيهما بنحو 13.1% فقط منذ بداية العام. 

متجر للذهب في السعودية

 

سوق عشوائي جدا

يرى خبير الذهب والمدير الإقليمي لإحدى شركات الذهب العاملة في السوق المصرية أسامة زرعي، أن سوق الذهب في مصر تتحرك بعشوائية شديدة على العكس من باقي أسواق المنطقة العربية، مضيفا هذه العشوائية في تسعير الذهب هي السبب الرئيس في ارتفاع سعره، بعيدا عن المستويات العادلة.

ويُرجع صعود سعر الذهب إلى الطلب القوي عليه كملاذ آمن، والأهم  حالة إعادة التسعير التي تشهدها السوق منذ فترة، في ضوء الفجوة بين سعر الدولار الرسمي (30.8 جنيه وفق البنك المركزي)، وسعره في السوق الموازية الذي وصل إلى 53 جنيها، مستبعدا استقرار الأسعار خلال الفترة المقبلة، في ظل استمرار أزمة نقص العملة الصعبة، وحقيقة وجود أكثر من سعر للدولار. 

في تعاملات منتصف الأسبوع، واصلت أسعار الذهب صعودها ليسجل جرام الذهب عيار 21 مستوى تاريخيًا جديدًا عند 3300 جنيه، ما اضطر بعض التجار والمحلات لوقف عمليات البيع بسبب التذبذب الشديد للأسعار وسط الاقتبال الكثيف من المصريين على الشراء. 

فجوة سعرية 

يتداول سعر عيار 21 اليوم في السعودية بنحو 217.74 ريال ما يعادل 1792.1 جنيه (بسعر التحويل الرسمي البالغ 8.2 جنيه للدولار) و3048.4 جنيه (بسعر السوق الموازية للريال البالغ 14 جنيهًا)، يوضح عضو رابطة تجار الذهب أمير رزق، أن التسعير في السوق المصرية يتم وفق سعر الدولار في السوق الموازية، وهذا ما يخلق فجوة سعرية بين سعر الذهب لدينا وبين الأسعار المتداولة في أسواق السعودية أو الإمارات، التي تتمتع باستقرار في سعر الصرف.  

يتابع أن الأوقية الواحدة التي يشتريها المصريون العاملون في دول مثل الإمارات أو السعودية عند دخولها البلد تباع بمكسب يصل إلى 25 ألف جنيه، لذا شهدنا الإقبال على مبادرة زيرو جمارك على واردات الذهب، يشار إلى أن حصيلة المبادرة وصلت إلى نحو 3 أطنان ذهب منذ انطلاقها في 11 مايو وحتى 25 أكتوبر الماضي، وفق بيانات مصلحة الجمارك المصرية. 

الذهب.. وسيلة لـ"تجميد" قيمة النقود

مزيدًا من الصعود

يتوقع أمير رزق، أن يواصل الذهب صعوده خلال الأيام المقبلة مستهدفا مستويات بين 3500 و3600 جنيه للجرام الواحد، وبالنسبة للعام 2024 يقول إن التوقعات جميعها تشير إلى أن الذهب عالميا سيتخذ مسارا صاعدا لعدة أسباب، أبرزها توجه مجلس الاحتياط الفيدرالي الأمريكي صوب خفض الفائدة، ما يعزز جاذبية الذهب، فضلا عن تحوط البنوك المركزية بالذهب، وزيادة التوترات الجيوسياسية حول العالم سواء في الشرق الأوسط أو خارجه، ما يغذي الطلب على المعدن الأصفر. 

ويضيف: في مصر من المتوقع أن يستمر صعود الذهب مع ارتفاع طلب المصريين عليه كملاذ آمن، ومخزن لقيمة مدخراتهم من النقد، يتفق معه لطفي منيب موضحا أن المصريين يتحوطون بشراء الذهب وسط ارتفاع التوقعات بشأن تحريك جديد لسعر الصرف، وهذا يدفع الأسعار لمواصلة الارتفاع خصوصا مع استمرار معدلات التضخم مرتفعة بالقرب من 36%. 

بنك "إي إن جي" الهولندي توقع في مذكرة حديثة أن يصل متوسط السعر العالمي للأوقية خلال العام المقبل إلى 2031 دولارًا، مشيرا إلى أن الذهب يزداد بريقا مع تراجع مؤشر الدولار الأمريكي، على خلفية ارتفاع التوقعات بشأن خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي خلال العام الجديد. 

بينما يتوقع بنك جولد مان ساكس، أن يصل سعر الأوقية إلى 2133 دولارا خلال 2024، بدعم مع عدة عوامل أبرزها تراجع موجة التشديد النقدي عالميًا وزيادة الطلب العالمي على الذهب، فبحسب مجلس الذهب العالمي من المتوقع أن يتجه نحو 24% من البنوك المركزية حول العالم لزيادة احتياطاتها من الذهب خلال العام الجديد

search