الأحد، 24 نوفمبر 2024

01:19 م

طارق سعد
A A

"قاهرة الأخبار"

دائماً ما تحمل كلمة إعلام بريقاً ساحراً أما صناعة الإعلام فتحمل عبئاً كبيراً للحفاظ على هذا السحر وبريقه وهي المسئولية التي تقع على القائمين على هذه الصناعة الأهم والأخطر خاصة أنها تعتبر الذراع الرئيسي للقوى الناعمة الموجه للوعي والمؤثر فيه والسلاح الأول المعتمد للحروب المتقدمة.

عانينا لسنوات طويلة من التذبذب الإعلامي وبالتحديد الإعلام الخبري المعتمد على التغطيات الإخبارية للأحداث المهمة والخطيرة، وبالرغم من المحاولات الدائمة التي كانت تبذل في هذا الإطار، فإنها لم تأخذ أبداً العلامة الكاملة من الجمهور الذي كان يلجأ دائماً إلى المحطات الإخبارية الأخرى رغم انعدام مصداقيتها وانحيازها بل وعمالة بعضها، ولكن لقوة تأثيرها ومهارة الصناعة بها استطاعت الاستحواذ على المشاهد وبث ما يحلو لها وإعادة تشكيل وعيه الذي أصبح منتمياً مخلصاً لهذه المحطات يرفض تصديق ما يخالفها مفتوناً بما تريه له بعين واحدة وساقت وعيه لتخريب عقله ووطنه منساقاً وراء فتنتها قبل أن يفيق متأخراً ليجد نفسه "خربها وقاعد على تلَها"!

صناعة الإعلام هي حائط الصدّ الأول للأمن القومي مزوداً بمنظومة دفاعية خاصة قادرة على حمايته من الهجمات المضادة وهو ما أدركه صناع الإعلام الجُدد الذين تم إسناد هذه المهمة الثقيلة إليهم في مرحلة هي الأصعب في مواجهة الجيل الرابع والخامس والسادس من الحروب الذي يعتمد أساساً على ذراع الإعلام وبث الشائعات لتزييف الوعي والسيطرة عليه فبعد سنوات عجاف من التخبط الإعلامي أدت إلى تدهور حالته ووضعه على أجهزة الإعاشة ليبقى مستمراً إكلينيكياً كان التدخل الحاسم لإنقاذه بوضع خطة محكمة ومحترفة لإنقاذ "الخبر" وإنقاذ متلقيه بوضع حجر الأساس لمرحلة جديدة ينطلق فيها الخبر من هنا .. من "القاهرة" .. لتصبح أنت مصدر الخبر .. مصدر الحقيقة."القاهرة الإخبارية" كمحطة متخصصة هي أكبر وأهم إنجازات المرحلة الجديدة استطاعت أن تصنع المعجزة فلم يحتاج وجودها لإثبات تقليدي بعد مرور عدة أشهر بل أثبتت وجودها في ساعات قليلة من انطلاقها وهو ما يؤكد أنك استطعت أن تصنع كياناً وتقدمه عملاقاً يقود الحاضر والمستقبل وتعالج به خطايا الماضي.

مواجهة سنوات طويلة من السيطرة التضليلية على الإعلام العربي يلزمها قوة غير تقليدية وصناعة متطورة للإعلام تتصدرها المصداقية ومحاورها التواجد ثانية بثانية في قلب الحدث فتصبح أنت الناقل وأنت الراوي .. أنت المصدر ليكتشف المشاهد بعد فترة قليلة مكثفة أنه متواجد في كل الأحداث يراها كاملة بعينيه بعدما ظلت لعقدين من الزمان تُقدَّم له بعين واحدة لتكشف "القاهرة الإخبارية" وتعري المحطات الموجهة وتفضح تزييفها وتضليلها وتضع الحقيقة كاملة أمام المشاهد لتخرجك من طابور الأتباع إلى سيادة الخبر فينحني أمامك المحفل الإعلامي ويبقى مضطراً لعرض الحقيقة التي سبقته أنت بها فأغلقت عليه أبواب التزييف وأفسدت له سلاحه الذي يعتمد عليه لإنهاء معركة الوعي لصالحه.
مجهود كبير يحتاج للتوقف وقراءة متأنية حالية ومستقبلية لتفاصيل مهمة ستؤرخ هذه المرحلة الإعلامية كواحدة من أهم النقلات المهارية على رقعة الشطرنج في مباراة حرب ضروس والتي تديرها "المتحدة للخدمات الإعلامية" ويقودها على الأرض  "ألبرت شفيق" بتواجده على رأس المنظومة رئيساً لقطاع التليفزيون بشركة المتحدة ويتصدر قيادة المحطة "أحمد الطاهري" كرئيس لقطاع القنوات الإخبارية التابعة لتليفزيون المتحدة ، واستطاعت "القاهرة الإخبارية" أن تتصدر المشهد وتصبح مصدر الثقة قبل الخبر على مستوى المنطقة بأكملها وهو ما يشعر به المشاهد المصري لأول مرة في تاريخه فيرى الحقيقة كاملة ويجد نفسه في قلب الحدث ..
يقود ولا يتبع فتتحول شاشات المقاهي إلى "القاهرة الإخبارية" وهو ما يقودك كبوصلة للانتصار الكبير الذي تحقق على الأرض وأفقد العدو سلاحه الرئيسي واختفت أخباره بعد أن فرمتها "القاهرة الإخبارية" واستعادت المشاهد وأعادت له وعيه فأصبحت هي الأولى وسلاحه الجديد.. "قاهرة الأخبار".

المسئولية ثقيلة في مرحلة ملتهبة ولكن رجال هذه المعركة أثبتوا أن اختيارهم جاء بدقة وعناية فائقة وأننا نملك قوة الصناعة والنجاح وكل المقومات .. تبقى فقط الإرادة والإدارة وهما السر .. ومازلنا ننتظر المزيد في الأصعب فيما هو قادم.

search