فورين بوليسي: إسرائيل ستواجه عدوا متمرسا في رفح

قالت مجلة فورين بوليسي الأمريكية، إن قوات الاحتلال الإسرائيلية ستواجه عدوًا متمرّسًا في القتال أثناء محاولتها إخلاء عشرات الآلاف من المدنيين لدى غزوها رفح بجنوب غزة.

عدو متمرس في القتال 

وكشفت المجلة الأمريكية عن توقعاتها في حالة إقدام جنود الاحتلال على غزو شامل لرفح، قائلة إنه إذا تقدمت القوات الإسرائيلية إلى رفح في محاولة للقضاء على كتائب حماس الأربع التي يعتقد أنها موجودة هناك، يقول الخبراء إنها ستواجه عدوًا متمرّسًا في القتال ولديه القدرة على القتال وإعادة الإمداد من خلال شبكة واسعة من الأنفاق، كما قد تجد القوات الإسرائيلية صعوبة لدى محاولة إبعاد عشرات الآلاف، إن لم يكن الملايين من المدنيين عن الطريق. 

وفي مدن أخرى قاتل فيها جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ بدء هذه الحرب، مثل خان يونس، تمكنت القوات من التحرك حيًا تلو الآخر، وقطاعًا بعد قطاع، وتصفية الناس حسب الحاجة، لكن هذه المرة من المرجح أن يتم إجبار أعداد أكبر من الناس على الخروج مع دخول جيش الاحتلال، وفقا للتقرير.

 وقال جوناثان لورد، وهو زميل بارز ومدير برنامج أمن الشرق الأوسط في مركز أبحاث الدراسات الدولية ومقره واشنطن: إن مدينة رفح ستبدو مختلفة بعض الشيء، إنها "ليست ممهدة تمامًا، مضيفا أن كتائب حماس التي تقاتل في رفح هم "سكان أصليون إلى حد ما" في المنطقة. ويعتمدون على ممر فيلادلفيا "محور صلاح الدين"، وهو عبارة عن شبكة كثيفة من الأنفاق، وقد حاول الإسرائيليون إقامة جدار تحت الأرض لمنع حماس من استخدام الممر، لكنهم لم ينجحوا. 

وقال لورد: "على الأرجح أن حماس متحصنة ومستعدة للقتال من مواقع متمركزة حيث يمكنها الوصول إلى الأنفاق وإعادة الإمداد والقدرة على التسلل والهروب والتحرك، كما سيصبح الأمر أصعب قليلاً في بعض المناطق الإنسانية المرتجلة". 

وقال مايكل مولروي، نائب مساعد وزير الدفاع الأمريكي السابق الذي يعمل الآن مع مجموعة فوجبو، التي تساعد في إنشاء رصيف المساعدات في غزة، إن الإسرائيليين أبلغوا المنظمات غير الحكومية أن عملية الإخلاء ستستغرق حوالي 10 أيام، على الرغم من أن مجموعات الإغاثة تعتقد أنها قد تستغرق أطول بكثير. 

وأضاف مولروي أن العملية قد تؤدي إلى إغلاق المعابر الحدودية إلى غزة لمدة تصل ثلاثة إلى أربعة أسابيع، موضحا أن رفح، المتاخمة لمصر، هي موطن المعبر الحدودي الوحيد إلى غزة الذي لا تسيطر عليه إسرائيل بشكل مباشر. 

وليس من الواضح ما إذا كان الإسرائيليون قد أقاموا ما يكفي من المساكن المؤقتة والمستشفيات والأمن لجعل عملية الإخلاء قابلة للتطبيق.

 وبدأت الحكومة الإسرائيلية في نصب 40 ألف خيمة في منطقة المواصي، وهي منطقة على شاطئ البحر تقل فيها احتمالات وجود أنفاق لحماس، لكن الجماعات الإنسانية تقول إن هذا العدد أقل بكثير من المطلوب.

ووفقا للتقرير، قال محللون إن حماس قد ترغب أيضًا في أن يعيق المدنيون الطريق، وربما تعرقل خروجهم. 

وقال كينيث ماكنزي، وهو جنرال متقاعد من مشاة البحرية ورئيس القيادة المركزية الأمريكية حتى عام 2022: "أنت بحاجة إلى تقليل عدد المدنيين هناك. وحقيقة الأمر هي أن حماس ستحاول منع حدوث ذلك، حماس ليس لها مصلحة في إخلاء المدنيين، بغض النظر عما يقولونه”. 

وقال مولروي إن الإسرائيليين سيحتاجون إلى فرقتين على الأقل، مظلي وعنصر مدرع، إلى جانب مفارز أصغر من المدفعية وقوات العمليات الخاصة، لكن لا تزال هناك جدالات تكتيكية رفيعة المستوى تدور بين إدارتي نتنياهو وبايدن حول كيفية إدارة الحملة. 

وقال ماكنزي: “ستكون معركة متعددة الأبعاد”. “سيتعين عليهم القتال تحت الأرض، وسيتعين عليهم القتال على سطح الأرض، وسيتعين عليهم القتال في الغلاف الجوي المنخفض للأرض، لأن حماس ستطير على الأرجح بالكثير من الطائرات بدون طيار، ومن المؤكد أن إسرائيل ستستخدم طائرات بدون طيار.

وأضاف أنها ستكون معركة قاسية ودموية وقبيحة أخرى، والتي ستتعلم منها إسرائيل الدروس من معاركها في شمال غزة، حماس ستتعلم الدروس من المعارك في الشمال. كلا الجانبين سوف يطبقونها.

وفي مكالمة هاتفية مع نتنياهو يوم الاثنين، أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن معارضته لعملية برية في رفح، وقال المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي إن إسرائيل لم تقدم بعد للولايات المتحدة خطة شاملة لعملياتها في رفح. 

وقال مولروي: "تود الولايات المتحدة أن ترى رفح أكثر من مجرد مسبار جراحي يعتمد على المعلومات الاستخبارية مع استطلاع للعثور على كتلة من مقاتلي حماس المقاتلين ومن ثم تبسيط قوتك القتالية إليها مباشرة". 

وأضاف أن الإسرائيليون يخططون لخوض مداهمات من نوع الفلوجة، ومعارك من مبنى إلى مبنى"، في إشارة إلى المعارك الحضرية الضارية التي خاضتها القوات الأمريكية في العراق في أعقاب غزو العراق ​​2003، ويبقى أن نرى ما إذا كان نتنياهو وحكومته الحربية سينتهي بهما الأمر إلى التقبل لرغبات واشنطن أو بدلاً من ذلك اختيار المضي قدمًا والقيام بالأشياء بطريقتهم الخاصة. لكن الخبراء لا يعلقون الكثير من الأمل. وفقا للمجلة الأمريكية.