السبت، 06 يوليو 2024

07:08 م

تنامي المشاعر المعادية لليهود.. كلمة "صهيوني" أصبحت إهانة في الغرب

لافتة احتجاحية تطالب بإنهاء الصهيونية

لافتة احتجاحية تطالب بإنهاء الصهيونية

خاطر عبادة

A A
سفاح التجمع

في تقرير لصحيفة جارديان البريطانية، كشف عن تنامي مشاعر  كراهية اليهود في الغرب، حتى أصبح يتبنى نفس نظرة الشرق تجاه وصفهم كلمة الصهيونية بأنها أيديولوجية عدوانية واستعمارية مدمرة.

 ويقول التقرير إنه منذ عقود، أعلن جو بايدن بفخر أنه صهيوني، وكرر هذا الادعاء منذ هجمات حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر، ولكن بالنسبة للاحتجاجات الطلابية المناهضة للحرب التي تجتاح الولايات المتحدة، فقد أصبحت كلمتي "الصهيونية" و"الصهيونية" تمثل إهانة وتحقيراً ورمزاً لسياسات الدولة اليهودية العنيفة التي تحرك الحرب على غزة. 

ويضيف تقرير الجارديان، أنه في السابق، بالنسبة للعديد من اليهود، تمثل الصهيونية الارتباط بإسرائيل. 

لكن عددًا كبيرًا من الطلاب المحتجين ضد انتهاكات إسرائيل في غزة، يرون أن ذلك العنف الوحشي هو نتيجة منطقية لأيديولوجية سياسية بدأت منذ أواخر القرن التاسع عشر.

وتعالت الأصوات الاحتجاجية ضد حرب الإبادة الجماعية في غزة، وعبر وسائل التواصل الاجتماعي وفي الشوارع، لم يعد المنتقدون يصفون مؤيدي دولة إسرائيل بأنهم "مؤيدون لإسرائيل": بل يسمونهم صهيونيين. وقد وضعت بعض المخيمات الجامعية لافتات تقول: “ممنوع الصهاينة”. 

ووفقا للتقرير، يقول الطلاب المتظاهرون إن انتقاداتهم للصهيونية متجذرة منذ رؤية التهجير الإسرائيلي والتطهير العرقي للفلسطينيين، بينما يرد الناشطون المؤيدون لإسرائيل بالدفاع عن هذا المصطلح.

 "إذا كانت الأشهر الستة الأخيرة في الحرم الجامعي علمتنا أي شيء، فهو أن عددًا كبيرًا من جامعة كولومبيا لا يفهمون معنى الصهيونية"، وكتبت مجموعة مكونة من أكثر من 500 طالب من جامعة كولومبيا مؤخرًا، “نحن فخورون بأننا صهاينة”.

وفي ظل المشاعر التي أثارتها الحرب، تحظى أيديولوجية أواخر القرن التاسع عشر التي قامت عليها دولة إسرائيل بنفس القدر من الاهتمام الآن، حين أطلق الصحفي الفييني تيودور هرتزل المؤتمر الصهيوني الأول في عام 1897.. وجاء مشروعه لإقامة وطن جديد لليهود مع الحكم الذاتي كرد فعل على معاداة السامية العنيفة المتفشية في أوروبا، وتشكلت من خلال الأفكار السياسية في ذلك الوقت. وأصبح ملتزمًا بدولة يهودية في فلسطين، والتي وصفها بأنها "معقل للحضارة في مواجهة الهمجية".. وتم تأسيس إسرائيل في عام 1948، بعد عدة عقود من وفاته. 

واليوم، يؤكد جيل من الطلاب على ما يعتبرونه الطبيعة الاستعمارية الاستيطانية لرؤية هرتزل. 

وكشفت الجارديان، أن التحول في الآراء حول الصهيونية كان مربكًا بشكل خاص للعديد من الأمريكيين اليهود، وعلى الرغم من أن 58% من الأمريكيين اليهود يصفون أنفسهم بالصهاينة، وفقًا لمسح أجرته عالمة السياسة بجامعة كارلتون ميرا سوشاروف عام 2022 ، فإن المصطلح يعني أشياء مختلفة تمامًا باختلاف الأشخاص. ترى الأغلبية أن الصهيونية تعني الارتباط بإسرائيل (حوالي 70%)، وحوالي نفس العدد يرونها إيمانًا بإسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية (72%)، بينما تصفها أقلية صغيرة بأنها "تفضيل للحقوق اليهودية" على حقوق غير اليهود في إسرائيل" (10%). وتُظهر استطلاعات الرأي الأخيرة للأميركيين على نطاق أوسع أن الكثيرين لا يعرفون هذا المصطلح. 

لكن بالنسبة للفلسطينيين، فإن فكرة وجود نسخة من الصهيونية يمكنهم العيش في ظلها بكرامة يتناقض مع التاريخ، لأن الصهيونية تدعم السياسات التي أدت إلى تهجيرهم الجماعي مما أصبح إسرائيل في عام 1948، واستمرت في تهجيرهم منذ ذلك الحين. 

وقال ساري مقدسي، أستاذ اللغة الإنجليزية والأدب المقارن في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس: "عندما يفكر الناس في الصهيونية الآن، فإنهم ينظرون إلى غزة". وقال: “هذا ما يعنيه: أنك تريد أن تكون لديك دولة حصرية عرقياً.. إنها قبيحة”.

وأشار التقرير إلى أنه يمكن القول إنها المرة الأولى التي يحتل فيها المنظور الفلسطيني للصهيونية مركز الصدارة في الخطاب السائد بالغرب.

وقالت سيمون زيمرمان، المديرة الإعلامية لتحالف الشتات، وهي منظمة دولية تركز على قضايا حقوق الإنسان: "إن عدداً أكبر بكثير من الشباب، بما في ذلك الشباب اليهود، يستمعون إلى أصدقائهم وزملائهم الفلسطينيين الذين يقولون: هذا ما تعنيه الصهيونية بالنسبة لنا".. وهذا ما يفسر كيف أصبحت مصطلحات مثل "الدولة العرقية"، و"التفوق اليهودي"، و"الاستعمار الاستيطاني" محورية في الاحتجاجات. 

search