حلم الهندسة في الخمسين.. داود وسعدات "تلاميذ إعدادي" بالغردقة

حلم الالتحاق بكلية الهندسة، مازال يراود داوود بدير، صاحب العقد السادس من العمر بالغردقة، وسعدات خالد، وهي أم لثلاث أولاد، اللذان يخوض كلاهما امتحانات الإعدادية في مدينة الغردقة بمحافظة البحر الأحمر.

حرمان من التعليم 

مرت سنوات من العمر، ولم تنس "سعدات" حلمها في التعليم، الذي عرقلته ظروفها الاجتماعية، ورغم ما عانته لتعليم أبنائها وتوفير حياة كريمة لهم رفقة زوجها، لم تستسلم للظروف، وبدأت مشوارها التعليمي.

العمر مجرد رقم

"سعدات" ابنة الخمسين، شقت طريقها التعليمي بدءًا من المرحلة الابتدائية، حتى وصلت إلى الصف الأول الإعدادي، الذي تؤدي امتحانات نهاية العام فيه في الوقت الحالي.

تقول "سعدات" لـ"تليجراف مصر": "ظروفنا المادية كانت صعبة، وكانت سببًا في عدم استكمال التعليم، كنت بتألم وأنا أرى البنات في سني يذهبن للمدرسة، ولأجل هذا أعوّض حرماني من التعليم الآن".

وتتابع: "بدأت مسيرة التعليم منذ 3 سنوات، ورغم استهزاء وسخرية صديقاتي وجيراني مني، أكملت طريقي بعزيمة وإصرار، وكذلك تشجيع المعلمين لي، وكان لهم الفضل في استكمال التعليم بعد الله".

وتستكمل: "أنا مصرة على استكمال رحلتي التعليمية، لو في العمر بقية، حتى حصولى على شهادة أفتخر بها أمام الجميع، وسألتحق بمرحلة الثانوية العامة حتى أتمكن من الالتحاق بالتعليم الجامعى".

التعليم بعد الخمسين
بدوره يتحدث "داود بدير" ابن محافظة سوهاج، ومقيم فى مدينة الغردقة، صاحب الخمسين عاما، قائلاً: "حرصت على استكمال مسيرة التعليم بعد أن كافحت من أجل أبنائي، لأصل بهم إلى كليات القمة، فالتحقت ابنتي الكبرى بكلية الهندسة وابني الآخر في كلية السياحة والفنادق، بينما الابن الأصغر فمازال يدرس في الصف الثالث الاعدادي".