الجمعة، 22 نوفمبر 2024

02:04 ص

إنسانية الزعيم.. قصة عادل إمام و"بثينة" الكومبارس

عادل إمام و بثينة محمد عبد النبي

عادل إمام و بثينة محمد عبد النبي

شيماء رستم

A A

خلال مسيرة الزعيم عادل إمام، كثير من المواقف الإنسانية التي لا يظهر للضوء، بل تظل طيّ الكتمان، لأن الزعيم لا يتحدث عنها، بالطبع، أما أصحابها، فقد يحكونها لدوائرهم المقربة، امتنانًا لجميل الفنان الكبير، وعرفانًا له، حكايات ومواقف مؤثرة، نادرا ما تنتشر على نطاق واسع.

أحد هذه المواقف الجميلة للزعيم، كانت بطلته ممثلة صغيرة، آنذاك، تدعى بثينة محمد عبد النبي، شاركت الزعيم في مسرحيته “الواد سيد الشغال”، التي عرضت في حقبة الثمانينات من القرن الماضي.

بثينة هي صاحبة المشهد الشهير “فرشة كده و فرشة كده”، في مسرحية "ريا وسكينة"، وهو المشهد الذي لفت انتباه عادل إمام، فقرر ضمها لفريق مسرحيته الواد سيد الشغال، لتقدم دور تقدم دور زوجة خاله.

وضم عادل إمام، بثينة إلى فريق عمل المسرحية التي استمر عرضها 8 أعوام متواصلة، في دول مختلفة، من بينها فرنسا.

لكن، اكتشف عادل إمام خلال عرض المسرحية أن بثينة مريضة بـ"سرطان المعدة والقولون"، وأنها تهمل في صحتها، ما جعل المرض يتحول من حميد إلى خبيث.


طلب عادل إمام من بثينة أن تترك المسرحية على الفور، وقام بـ استبدالها بأخرى، من أجل أن تتلقي العلاج، والرعاية الصحية الكاملة، لكنها لم تكن عضوًا في نقابة المهن التمثيلية، بينما كانت نفقات العلاج باهظة.

لم يترك الزعيم بثينة محمد لحظة واحدة حسب قول عائلتها، لـ"تليجراف مصر"، بل تدخل وصارع من أجل قبولها عضوا في نقابة المهن التمثيلية، لكي يتاح لها الحصول على علاج مجاني.

ورغم أن لوائح النقابة تعارض ضمها، بسبب كبر سنها، وعدم حصولها على المؤهلات التعليمية اللازمة، سعى الزعيم بقوة، ومارس ضغوطا كبيرة، حتى نجح في أن تتبنى النقابة علاجها، وتمنحها مميزات الرعاية الصحية التي يحصل عليها الأعضاء.

وقالت أسرة بثينة محمد أن الزعيم لم يتخلّ عنها، طوال رحلة العلاج، التي لم تدم طويلا، فخلال عام واحد، لفظت السيدة أنفاسها الأخيرة، متأثرة بمرضها. وحينها تدخل عادل إمام من جديد لدى النقابة، ليضمن لأسرتها معاش فقيدتهم، يساعدهم في أمور حياتهم.


من هي بثينة محمد؟

اشتهرت بثينة محمد بمشهدها في ريا وسكينة “فرشة كده وفرشة كده"،  و"الإفيه" الشهير لها: ”نفر نفر"، هي ممثلة صغيرة، قدمت مشاهد قليلة في حقبة السبعينات والثمانينات مع نجوم كبار، منهم محمود ياسين وحسن يوسف ومحمد عوض، حتى قام باختيارها المخرج حسين كمال لمسرحية “ريا وسكينة” مع الفنانتين شادية وسهير البابلى ،لتكون انطلاقة حقيقة للشهرة واستقبال الجمهور لها بحفاوة كبيرة.

نجحت بثينة محمد بهذا المشهد الطويل نجاحا ساحقا، مع أدائها لكل إفيه بطريقة مختلفة، جعلت الملايين يستخدمون نفس الكلمات بذات الطريقة.

وحفيدتها كانت بطلة إعلان شوكولاتة “جيرسي” الشهير، قبل نحو 30 عاما.

search