الجمعة، 22 نوفمبر 2024

06:08 ص

أيهما أفضل تكرار الحج والعمرة أم التصدق على الفقراء؟

فريضة الحج

فريضة الحج

جهاد سداح

A A

تساءل أحد الأشخاص عبر الصفحة الرسمية لدار الإفتاء المصرية، قائلا: أيهما أفضل تكرار الحج والعمرة أم التصدق على الفقراء والمحتاجين؟ فقد بلغت من العمر خمسة وخمسين عامًا وقمت بأداء فريضة الحج مرتين، ومن بعدها كل عام أقوم بأداء العمرة مع زوجتي وأجد في هذه الرحلة راحة نفسية.

وأضاف السائل، إنه قام بتربية جميع أولاده وتخرجوا من جميع الكليات وينوي هذا العام أن يؤدي العمرة كسابق عهده، ولكن بمناقشة مع عالم جليل إمام وخطيب مسجد أفاده بأن أدائه لهذه العمرة ليس له أي معنى، وخير له أن يصرف تكاليفها على أناس فقراء.

وجاءت إجابة الإفتاء كالتالي “لا مانع شرعًا من تكرار الحج أو العمرة والتكرار تطوعًا وليس فرضا، لكن الأولى أن يقدم مصالح وحاجات إخوانه المسلمين المعدمين الذين هم في مسيس الحاجة إلى ما يؤويهم وما يستعينون به على قضاء حوائجهم الضرورية عند التطوع”.

واستدلت الإفتاء بأية قرآنية من سورة البقرة، حيث قال الله تعالي في كتابه العزيز  ﴿وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «الْحَجُّ مَرَّةً، فَمَنْ زَادَ فَهُوَ تَطَوُّعٌ» رواه أحمد، وقال صلوات الله وسلامه عليه وآله: «الْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا، وَالْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلا الْجَنَّةُ» متفق عليه.

وأوضحت الإفتاء، معنى الآية الكريمة السابقة: أن الله تعالى جعل البيت الحرام مثابة للناس يعودون إليه شوقًا بعد الذهاب عنه أي أن الله جعله محلًّا تشتاق إليه الأرواح وتحن إليه ولا تقضي منه وطرًا ولو ترددت إليه كل عام؛ استجابة من الله تعالى لدعاء إبراهيم عليه السلام في قوله: ﴿فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ﴾ [إبراهيم: 37]، إلى أن قال: ﴿رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ﴾ [إبراهيم: 40]. فهناك تطمئن الأفئدة وترتاح النفوس وتزول الهموم وتتنزل الرحمات وتغفر الزلات.

search