الجمعة، 22 نوفمبر 2024

11:13 ص

من الحديد إلى التصنيع الزراعي.. لماذا غيّر "أبو هشيمة" جلده؟

مصانع الحديد والغذاء

مصانع الحديد والغذاء

محمود كمال

A A

أعلن وزير التجارة والصناعة، يوم الأربعاء 27 ديسمبر 2023، عن توقيع عقود للتصنيع الزراعي بالمنطقة الحرة بمدينة السادات، بقيمة تبلغ 300 مليون دولار سنويًا.

استثمارات أبو هشيمة

وقعت شركة "MAFI" التي يترأس مجلس إدارتها رجل الأعمال المصري أحمد أبو هشيمة، هذه العقود، والتي تشمل إنشاء مجمع صناعي على مساحة 154 ألف متر بمنطقة المطورين في مدينة اندستريا بالسادات.

ويضم المجمع 5 مصانع، منهم مصنعان هما الأكبر في مصر بمجال تصنيع مركزات البرتقال والطماطم والفواكه. كما يضم مصنعًا هو الأكبر في العالم بمجال التجفيف بالتبريد للفواكه والخضروات، ومصنعًا في مجال Cloudy Products والذي يعد الأول من نوعه في الشرق الأوسط.

وأكد أبو هشيمة أن هذه الاستثمارات تأتي في إطار حرصه على دعم الاقتصاد المصري، وتعزيز الصناعات الغذائية في البلاد.

لماذا غيّر أبو هشيمة جلده

يُفسِّر المحلل المالي، محمد شادي، سبب تخارج "أبو هشيمة" من قطاع الحديد، قائلا "القطاعين مرتبطين بما يسمى النمو الديموغرافي ما يعني أنهم يعملون باستمرار مع النمو السكاني المتزايد، والذي يرفع من الطلب على الغذاء ونفس الأمر مع حديد الصلب لأعمال التشييد.

ويوضح المحلل المالي لـ "تليجراف مصر"، أن "أبو هشيمة" بعد العديد من الدراسات وجد أن أسواق الحديد أصبحت مكتظة والفرصة الاستثمارية أصبحت أضعف، خصوصا بعد عودة "عز الدخيلة"، وسيطرته على الإنتاج في مصر والمنطقة العربية بحوالي 6.7 مليون طن سنوياً.

ويتابع المحلل المالي، أن ارتفاع مستويات التضخم سواء المحلي أو العالمي، يزيد من المكسب في قطاعات الصناعات الغذائية، بالإضافة للطلب الجارف في الأسواق المحلية على الصناعات الغذائية.

يشار إلى أن أبو هشيمة هو أحد رجال الأعمال المصريين البارزين، ويمتلك العديد من الشركات في مختلف المجالات، أبرزها مجموعة حديد المصريين.

مجموعة حديد المصريين


وفي مطلع عام 2022، وافق "أبو هشيمة" على بيع حصته في شركة "حديد المصريين" إلى "عز الدخيلة" بقيمة إجمالية تبلغ نحو 2.5 مليار جنيه، في الوقت الذي كان رأس مال الشركة المرخص به يبلغ 5 مليارات جنيه، ويبلغ رأس المال المصدر والمدفوع 762.5 مليون جنيه. 

تخارج "أبو هشيمة" من سوق الحديد طرح العديد من التساؤلات، خصوصا في الوقت الذي تبني فيه الدولة حوالي 22 مدينة جديدة، مع استهداف بناء المزيد، وهو الأمر الذي يخلق طلبا متزايدا على حديد التسليح.

لمن الغَلبة

وفقًا لبيان المجلس التصديري لمواد البناء، فإن صادرات مصر من الحديد والصلب ارتفعت خلال الفترة من يناير 2023 إلى سبتمبر 2023 - أي أول 9 أشهر من العام الجاري -  لتحقق 1.7 مليار دولار مقارنة بـ 1 مليار في نفس الفترة من العام الماضي.

على الجانب الآخر، قفزت الصادرات المصرية من الصناعات الغذائية خلال الفترة (يناير - نوفمبر 2023) إلى 4.7 مليار دولار بنمو 15% مقارنة بنفس الفترة.

وتختلف تكاليف الإنتاج في المجالين، فمنذ عام 2022 شهد خام الحديد ارتفاعا كبير في الأسواق العالمية ليصل إلى أعلى مستوى له منذ 10 أشهر وهو 140 دولارا للطن، كما ارتفعت العقود الآجلة للخام بنسبة 40% منذ أوائل أغسطس، بالإضافة لغيرها من مستلزمات الإنتاج الأخرى.

صناعات الأغذية في مصر

تكاليف إِنتاج الحديد انعكست على الأسواق المصرية بزيادة بنسبة 76.8% خلال عام واحد ليصعد الطن من 14600 جنيه إلى 33 ألف جنيه، بزيادة حوالي 19 ألف جنيه.

تلك الزيادة الكبيرة في الأسعار أدت إلى تراجع استهلاك الحديد في مصر بنسبة 30% خلال الربع الأول من 2023، بالإضافة إلى تراجع إنتاج حديد التسليح في مصر خلال الـ 9 أشهر الأولى من 2023 بنحو 10%.
 

search