الخميس، 21 نوفمبر 2024

09:14 م

مصر في مواجهة التغيرات المناخية.. 264 مليار دولار سنويا لا تكفي

التغيرات المناخية

التغيرات المناخية

محمد ابوعقيل

A A

مصر تواجه تحدياً بيئياً كبيرًا نتيجة للتغير المناخي، والذي يهدد الأنظمة البيئية والصحية والاقتصادية، ويتجلى ذلك في ارتفاع درجات الحرارة وزيادة معدلات التصحر وتغير نمط هطول الأمطار، مما يؤثر على الموارد المائية والزراعية ويهدد الأمن الغذائي.

264 مليار دولار سنويا للتكيف

كانت وزيرة البيئة، الدكتورة ياسمين فؤاد، قد كشفت أن مصر في حاجة إلى 264 مليار دولار سنويا للتكيف مع آثار التغيرات المناخية في القطاعات المختلفة بخطة 2030، منها 196 مليار دولار مشروعات تخص مشروعات الطاقة، و50 مليار دولار لقطاع الزراعة والمياه.

وأكدت الوزيرة، أن التغلب على تلك الآثار، نحتاج أن نكون سباقين بالعلم والابتكارات وقوة بشرية قادرة وواعية لمواجهة هذا التحدي، مشيرة إلى أنه من أهم القوى التي تنعم بها مصر هي شبابها.

330 مليار دولار

قال أستاذ العلوم البيئية بجامعة عين شمس الدكتور وحيد إمام، إن مبلغ 264 مليار قليل جدًا في الفترة الحالية ونحتاج إلى أكثر من ذلك للتعامل مع قضية التغير المناخي.

أضاف إمام، في تصريحات لـ"تليجراف مصر"، أن مصر خصصت في عام 2018 نحو 330 مليار دولار حتى عام 2050، لتنفيذ مشاريع للتكيف مع آثار التغيرات المناخية، ومن تلك المشاريع (مشاريع الطاقة النظيفة، مشاريع تحلية المياه، مشاريع الصحة).

100 مليار دولار كل عام

وأكد أن مصر تحتاج إلى 100 مليار دولار كل عام، للتعامل مع المشاكل البيئية البسيطة التي نعاني منها حتي لا تتفاقم أبرزها المخلفات التي نحتاج إلى أكثر من 15 مليار دولار، من أجل معالجتها لحماية الصحة والبيئة واستخدامها في مجال الطاقة، كذلك الأمر المحميات الطبيعية تحتاج إلى أكثر من 10 مليار دولار، لعمليات التطوير، كماً أن عملية الحماية من ارتفاع منسوب المياه سوف تتطلب ما لا يقل عن 10 مليار لصناعة مصدات المياه.

سياسة مصر في التعامل مع قضية التغير المناخي

وأوضح الخبير البيئي، أن سياسة مصر في التعامل مع قضية التغير المناخي تأتي من اتجاهين هما مشروعات التكيف ومشروعات التخفيف، مشيراً إلى أن الدولة  مستفيدة من كلا الاتجاهين لأنها تساهم في تحسين البيئة، فعلى سبيل المثال الاستثمارات في مجال الطاقة النظيفة والمتجددة كمشروعات طاقة الرياح والطاقة الشمسية.

وأكمل، أن من مميزات هذه المشاريع، هو توفير فرص عمل وذلك يساعد في عملية التكيف، وتوفير النفط  واستهلاك الغاز الطبيعي والحد من استخدام الوقود الأحفوري الذي كنا نستخدمه في محطات الطاقة التقليدية، وهذا سيقلل من التلوث البيئي والتكاليف المادية، كما أنه يمكن استغلال مشاريع الطاقة النظيفة في إنشاء مصانع إنتاج الهيدروجين الأخضر وتصديره للخارج، مشيراً أن مصر بدأت بالفعل في إنشاء مشاريع الهيدروجين الاخضر.

قطاعات تعاني

ويوضح خبير البيئة أبرز المشاكل التي ستعاني منها الزراعة سيعاني من انخفاض الإنتاج بنسبة تتراوح ما بين 17-20٪، بسبب موجات البرد الشديدة وموجات الحر الشديدة بسبب تملح وتصحر التربة خصوصاً في منطقة الدلتا بسبب انتقال الآفات الزراعية وزيادتها، موضحًا أن كل هذه الامور سوف تؤثر بشدة على الإنتاج الزراعي خاصة علي محاصيل استراتيجية مثل القمح والذرة، وذلك سيجعلنا نزيد من مقدار الاستيراد خلال السنوات القادمة، وقد ندخل في حسابات أخري مثل المجاعات والأزمات الغذائية.

وتابع، أما بالنسبة للسياحة فقد تأذت بشكل كبير خاصة في منطقة البحر الأحمر التي تتواجد بها الشعاب المرجانية بسبب مرض(التبييض)الذي أصاب الشعاب المرجانية، وهذا تسبب في قلة عدد السياح التي تتوافد لمشاهدة المناظر الطبيعية والأسماك بهذه المناطق.

search