الجمعة، 22 نوفمبر 2024

12:19 م

حقيقة إزالة كلمة "فلسطين" من المناهج الدراسية السعودية

المدارس السعودية

المدارس السعودية

أحمد سعد قاسم

A A

أثار تقرير نشرته صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، اليوم، يتحدث عن تغيير مناهج التعليم السعودية، حفيظة العديد من العرب والمسلمين، خصوصًا في ظل التوترات التي يعيشها الوطن العربي هذه الأيام بسبب الهجوم الإسرائيلي على غزة، والذي أودى بحياة أكثر من 36 ألف شخص حتى الآن.

ورغم نشر الصحيفة العبرية لهذا التقرير الذي أعدته مؤسسة IMPACT-se، اليوم، إلا أن هذه الدراسه ليست بجديدة بل تم نشرها منذ عام، تحديدا في 16 مايو 2023.

تحول محتمل تجاه إسرائيل

ووفق الدراسة، تتضمن النسخة الأخيرة من المناهج التعليمية في المملكة العربية السعودية تغييرات مهمة، مما يعكس تحولًا محتملًا في موقف البلاد تجاه إسرائيل. 

وتأتي هذه المراجعات وسط مناقشات حول التطبيع المحتمل بوساطة أمريكية بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل الذي بدأ منذ عام تقريبًا.

تغييرات ملحوظة في المصطلحات والمحتوى

وحسب تقرير صدر في يونيو 2023 عن IMPACT-se، وهو معهد دولي لأبحاث التعليم، تم إجراء عشرات التعديلات على الكتب المدرسية السعودية المختلفة. 

تتراوح هذه التغييرات من التحديثات في المصطلحات السياسية إلى حذف المراجع التاريخية المثيرة للجدل.

وتشمل التحولات الرئيسية في المصطلحات استبدال عبارة "العدو الصهيوني" بكلمة "الاحتلال الإسرائيلي" واستخدام عبارة "الحرب الفلسطينية عام 1948" بدلًا من "النكبة الفلسطينية".

وفي كتاب اللغة العربية لطلاب المرحلة الثانوية، تمت إزالة قسم حول "معارضة الاستيطان اليهودي في فلسطين". 

وبالمثل، لم تعد الصفحات 239-240 من كتاب الجغرافيا تصف الأراضي الفلسطينية بأنها "فلسطين" أو "إسرائيل".

إغفال المراجع التاريخية

أحد التغييرات الملحوظة في كتاب الدراسات الاجتماعية المدرسي هو إزالة الواجب المنزلي الذي كان يطلب من الطلاب في السابق دحض المطالبات الصهيونية بالأرض الفلسطينية باستخدام وثائق تاريخية أو دينية، هذه المهمة التي كانت موجودة في نسخة 2021، تم حذفها في نسخة 2022-2023.

بالإضافة إلى ذلك، تم حذف الإشارات إلى النتائج الإيجابية للانتفاضة الأولى، مثل زيادة التعاطف الدولي مع الفلسطينيين وتقليل الاعتماد الفلسطيني على الاقتصاد الإسرائيلي، تمت تغطية هذه المواضيع في الكتب المدرسية بين عامي 2019 و2021 ولكنها غائبة في الطبعة الحالية.

التحول في وصف الأحداث التاريخية

كما يعيد المنهج الجديد صياغة الأحداث التاريخية الهامة، لقد تم استبدال مصطلح "النكبة"، المستخدم لوصف التهجير الفلسطيني عام 1948، بمصطلح "الحرب الفلسطينية عام 1948"، مما يعني ضمنا صراعا أكثر توازنا بين جيشين بدلاً من تسليط الضوء على الطرد الجماعي للفلسطينيين.

حريق المسجد الأقصى عام 1969، الذي كان يُنسب سابقًا إلى عناصر صهيونية، يُذكر الآن دون تحديد التورط الإسرائيلي، حيث تنص النسخة الجديدة من الكتاب المدرسي ببساطة على تاريخ وأهداف تأسيس منظمة التعاون الإسلامي، مع حذف تفاصيل حول ظروف الحريق.

تنقيحات فترة الانتداب البريطاني

وتم مراجعة أيضًا المحتوى المتعلق بالانتداب البريطاني على فلسطين، حيث أن القسم الذي كان يحمل في السابق "محاولة إنشاء الكيان الصهيوني" أصبح الآن يسمى "الانتداب البريطاني على فلسطين"، وتم تقليص أو حذف الإشارات إلى الدعم البريطاني للمنظمات اليهودية، بما في ذلك تعيين اليهود في مناصب رفيعة وتقديم المساعدات الاقتصادية والعسكرية.

التداعيات والتفسيرات

تشير هذه التغييرات في المناهج الدراسية إلى تحول محتمل في الموقف الرسمي للمملكة العربية السعودية تجاه إسرائيل، مما يعكس اتجاهات جيوسياسية أوسع. 

ويمكن النظر إلى المراجعات على أنها جزء من جهد أوسع لمواءمة المحتوى التعليمي مع المشهد السياسي المتطور، ربما استعدادًا لتطبيع العلاقات مع إسرائيل.

search