السبت، 23 نوفمبر 2024

12:03 ص

لماذا يجب أن نسامح؟.. الأسباب الصحية للتخلي عن الضغينة

صورة أرشيفية

صورة أرشيفية

خاطر عبادة

A A

حمل الضغائن أو التفكير في التجارب السلبية باستمرار مثل التنمر أو الخذلان أو التعليقات السيئة، كبت المشاعر أو الشعور بحقد أو حسد، كل ذلك لا يؤثر على مزاجك ونفسيتك ومعنوياتك فحسب؛ بل يمتد أيضآ لحالتك الصحية الجسدية.

الآن كشفت دراسة جديدة أنه قد يكون لها أيضًا تأثير سلبي على صحتنا الجسدية، ووجد العلماء أن حتى نوبات الغضب القصيرة، الناجمة عن تذكر تجارب سابقة، تضعف الأوعية الدموية، وتزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية والنوبات القلبية، وفقا لصحيفة ديلي ميل البريطانية.

لذلك يجدر بنا معرفة أن عدم حمل الضغينة بطريقة أو بأخرى لا يؤثر على أو يؤذي الشخص الآخر، ولكن حتى شعورنا بالظلم أو السماح لغضبنا بالتفاقم لا يعاقب الشخص الآخر على الإطلاق، بل يؤذينا نحن.

إن التأكد من معرفة مشاعرك أمر جيد، لكن الانغلاق على ذاتك لا يؤدي إلا إلى تآكلك من الداخل وليس له تأثير يذكر على مقدار الندم أو الذنب الذي يشعر به الطرف الآخر.

هناك أيضا جانب آخر، فقد أظهرت الدراسات أن الضغينة يمكن أن تعزز الشعور بالتفوق الأخلاقي، وتجعل صاحبها مقتنع بأنه على حق، وبالتالي فهو شخص أفضل، مثل هذا التفكير يضر أيضًا بصحتنا النفسية على المدى الطويل.

ومن المثير للاهتمام أن الدراسات أظهرت أن الأشخاص المعرضين للغيرة والحساسية وعدم النضج والسلبية وعدم القدرة على التحكم في الانفعالات، قد يكونون أكثر عرضة للاحتفاظ بها.

إن الشعور بالغضب أو الانزعاج في الوقت الحالي أمر جيد، ولكن عدم معالجته مطلقًا سيسبب مشاكل - وليس لك فقط.

إن الشعور بالاستياء المستمر هو أمر مزعج للآخرين في حياتك، يبدو الأمر مريرًا وغير متسامح وراسخًا ويجعلهم يتساءلون عما إذا كانوا قد يجدون أنفسهم يومًا ما على الطرف المتلقي لنفس المعاملة، وفقا للتقرير.

كيف تتخلص من الكبت والضغينة؟

بما أن الضغينة ليست جيدة لصحتك النفسية أو الجسدية، أو علاقاتك الشخصية، فكيف يمكنك التخلص منها؟

ويضيف التقرير ، أن مجرد الاعتراف بوجود الضغينة يساعد في تقليلها.

فقد وجدت إحدى الدراسات التي أجريت على الأشخاص الذين اعترفوا بأنهم يحملون ضغينة أن الكثير منهم لا يستطيعون حتى أن يتذكروا السبب بشكل كامل. 

إن قبول ما تريده ومحاولة تذكر وفهم ما أدى إلى ذلك يمكن أن يساعدك في الحصول على وجهة نظر.

اسأل نفسك لماذا لديك مثل هذه الاستجابة العاطفية القوية لما حدث أو كيف تصرف شخص ما، من المحتمل أن تكون مشاعرك مرتبطة بشيء آخر في حياتك.

على سبيل المثال، نسي شخص ما عيد ميلادك ولكن الألم الناجم عن ذلك مرتبط في الواقع بمخاوف أعمق من أن يكون وحيدًا أو مهجورًا أو مرفوضًا.

فكر في دورك فيما حدث، تذكر أن التخلص من الضغينة لا يعني بالضرورة المسامحة، بل يعني التوقف عن كتم الغضب.

حاول التعاطف بدلًا من التسرع في إدانة شخص آخر، فكر في السبب وراء تصرفه بطريقة معينة، هذا لا يعني أنك تعذر سلوكهم، لكن فهمه يعني أنه من الأسهل التغاضي عنه أو معرفتهم على حقيقتهم. 

تجنب القفز إلى الاستنتاجات، غالبًا ما نفترض أننا نعرف ما كان يفكر فيه شخص ما أو الدافع وراء أفعاله دون أن نعرف على وجه اليقين، هل يمكن أن يكون هناك تفسير بديل وأكثر إحسانًا لما حدث؟

اعترف بمشاعرك وفكر في كيفية معالجتها بطريقة بناءة تسمح لك بالمضي قدمًا بدلاً من الخوض في الماضي.

ركز على تطوير مهارات التأقلم الأخرى، مارس تقنيات الاسترخاء، مع التركيز على الإيجابيات، وممارسة الرياضة والتحدث مع الأصدقاء بطريقة هادئة.

احصل على منظور إيجابي ودع تلك المشاعر السلبية تذهب!

search