السبت، 05 أكتوبر 2024

05:23 م

الأسباب الكاملة لاتهامها بـ"الإلحاد".. ماذا قالت الطبيبة المقتولة بتركيا في كتابها "لماذا خلعت النقاب"؟

الدكتورة نهى محمود

الدكتورة نهى محمود

أحمد سعد قاسم

A A

لم ينتهِ الجدل حول كتاب "لماذا خلعت النقاب؟" للطبيبة المقتولة في ظروف غامضة بتركيا، نهى محمود، فقد عاد هذا الكتاب إلى الواجهة بعد حادث مقتلها الأخير في تركيا. 

وفي مدونة مغمورة لم يزورها سوى 1531 زائرا فقط، نشرت الدكتورة نهى محمود كتابها الذي أثار الجدل على مدار 3 أيام في المدة من 12 إلى 15 أكتوبر عام 2013.

يعتبر هذا الكتاب من الأعمال المثيرة للجدل التي تضمنت أفكارا جريئة تطرح تساؤلات حول الدين والعقلانية، وقد أثار الكثير من الجدل خلال الأيام التي تلت نشره.

الكتاب، الذي نشرته الدكتورة نهى محمود في مدونة مغمورة، حوى تساؤلات وانتقادات للتفسيرات التقليدية للدين الإسلامي والعقائد المتعارف عليها في المجتمعات العربية. 

وتناول الكتاب جوانب عديدة من الدين والتاريخ، بدءًا من تحليل الطقوس الدينية وانتهاءً بتقديم رؤية مختلفة للمفاهيم الدينية المتعلقة بالجنة والنار والأنبياء.

وفي مقدمتها، استعرضت الدكتورة نهى محمود أسباب انتقادها للأديان التقليدية وتبنيها للعقلانية العلمية، مؤكدةً على ضرورة التفكير النقدي في المعتقدات الدينية. 

كما ناقشت في الفصول المختلفة من الكتاب قضايا مثل نبوة محمد، والمرأة في القرآن، والطقوس الدينية، مقدمةً تحليلًا نقديًا للمفاهيم المتعارف عليها.

جاءت فصول الكتاب كالتالي:

الفصل الأول: الأسلوب العلمي والأسلوب الأسطوري الخرافي في التفكير

الفصل الثانى: مفيش جبريل,محمد عبقري ومبدع ولكنه ليس رسولا لله

الفصل الثالث: الله لم يتكلم أبدا والقرآن إبداع محمد وليس كلام الله

الفصل الرابع : المرأة في القرآن  

الفصل الخامس: الطقوس الدينية (الجزء الغير عقلانى من الأديان :الصلاة,الصوم,الحج,الطهارة).  

الفصل السادس: الرد على الاعجاز العلمى فى القران. 

الفصل السابع: تناقض الاحاديث الصحيحة مع العلم والعقل. 

الفصل الثامن: سيرة ذاتية (مساوئ الحجاب).

الفصل التاسع: الحجاب والجنس. 

خاتمة: الجنة الآن ولا يوجد بعث.

إلى زوجي الإخواني

أغرب ما جاء في كتاب الدكتورة المقتولة نهى محمود، هو ما كتبته بحق زوجها الذي وصفته بـ"الإخواني" والخائن للعشرة وقالت “إلى أبو أولادي وزوجي السابق الإخواني، الذي ضحى بعشرة وحب خمسة وعشرين عامًا زواجًا وكفاحًا مشتركًا على الحلوة والمرةـ وحوّل حياتنا الزوجية جحيمًا لا يطاق؛ لأنني تحولت إلى العقلانية، وانتهت قصة حب طويلة بسبب الآية ”ولا تمسكوا بعصم الكوافر".

ذكرت الدكتورة نهى، أيضا في إهدائها قصة خلافها المشهورة مع إبنها الأكبر، الذي قالت أنه سلفي وكتبت "إلى ابني الأكبر الأصولي السلفي، الذي رفض إقامتي في منزله، وخاف على زوجته أن تتأثر بالعقلانية التي أعتنقها".

فيما ذكرت أن ابنها الأوسط مصاب بالوسواس القهري، وقالت "إلى ابني الأوسط الأصولي السلفي، الذي أفسد حياته الوسواس القهري، ولا يستطيع الشفاء منه بسبب الطقوس الدينية والذي أخاف أن يتحول موضع الزبيبة في جبهته إلى نتيجة الاحتكاك الأبدي بموضع الصلاة".

مقدمة الكتاب: لا يوجد أنبياء والأديان من صنع البشر 

تثير مقدمة كتاب الدكتورة نهى محمود، "لماذا خلعت النقاب؟"، قضايا جوهرية تتعلق بالدين والعقلانية، مقدمةً رؤى جدلية تستند إلى تجربتها الشخصية وتحولها الفكري. 

في هذه المقدمة، تستعرض الدكتورة نهى محمود أسباب تخليها عن النقاب وتبنّيها للعقلانية العلمية على حساب الأصولية الدينية. 

تبدأ المقدمة بتوضيح فكرة جوهرية: "لأنه لا يوجد جبريل".

وتؤكد الدكتورة نهى أنها لم تجد دليلًا علميًا أو عقليًا على الوحي، مما قادها إلى الاعتقاد بأن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، رغم عبقريته، لم يكن رسولًا لله. 

وقالت إن القرآن هو من تأليف محمد - صلى الله عليه وسلم-، وليس كلام الله، مضيفة أنه من المؤكد أن الله لم يتكلم أبدًا - على حد قولها.

وتستطرد المؤلفة بالقول "لأن جميع الكتب المقدسة كلها بلا استثناء بشرية وليست إلهية"، ترى أن جميع الرسل قد ألّفوا الكتب المقدسة، وأن الأديان بشكل عام تحتوي على أجزاء عقلانية تمثلت في القيم والمبادئ والأخلاق العالمية، بينما نبذت الجزء الأسطوري المتعلق بالغيب.

تستعرض الدكتورة نهى محمود اكتشافها بأن جميع الأديان بشرية المنشأ وليست مقدسة، مؤكدةً عدم وجود دليل علمي على الغيب. 

تُعرّف الغيب بأنه كل ما ذكرته الأديان على أنه حقيقة مؤكدة، مثل (الملائكة، الشياطين، البعث، النار، الجنة، الحساب، السراط، والميزان)، معتبرةً أن هذه المفاهيم مجرد خيال وأساطير لا تستند إلى دليل علمي أو عقلي.

وتختتم مقدمتها بقولها: “لقد خلعت النقاب والحجاب لأن الجنة الآن، وليست بعد الموت كما يعتقد معظم الناس".

وتعبر  عن قناعتها، بأن الحياة يجب أن تُعاش بشكل كامل الآن، دون انتظار مكافآت في حياة ما بعد الموت.

الفصل الأول: الأسلوب العلمي والأسلوب الأسطوري الخرافي في التفكير 

الفصل الأول من كتاب الدكتورة نهى محمود يعالج مفهومين مختلفين للتفكير: الأسلوب العلمي والأسلوب الأسطوري الخرافي. 

في هذا الفصل، تتناول الكاتبة بعض الأفكار الدينية التي ترى أنها تندرج تحت الأسلوب الأسطوري الخرافي، مثل فكرة اليوم الآخر والجنة والنار. 

وتقول إنه لا يوجد أي دليل علمي يؤكد حصول اليوم الآخر بعد الموت، مما يجعل هذه المعتقدات مجرد أساطير وخرافات بحسب وجهة نظرها.

وتنتقد الاعتماد على هذه المعتقدات في بناء نظام الحياة، معتبرة أن المؤمنين يعيشون في وهم ويظنون أنه حقيقة. 

وتطرح السؤال العقلاني: "كيف يمكن بناء نظام حياة كامل على معتقدات ليس لها أي دليل علمي؟".

تشير الكاتبة إلى أن جميع الأديان تحتوي على قسمين؛ الأول هو القسم الطقسي، الذي يعتمد على الأساطير والخرافات، والثاني هو القسم العقلاني الذي يشمل القيم والمبادئ والأخلاق. 

وتعتبر أن المجتمعات العربية، ومنها المجتمع المصري، قد انغمسوا في الطقوس على حساب القيم الأخلاقية، مما أدى إلى استهلاك طاقتهم ومواردهم في أمور لا تعود بالنفع الحقيقي.

الفصل الثاني: مفيش جبريل ومحمد (ص) عبقري ومبدع لكنه ليس رسولا لله  

في الفصل الثاني ناقشت الكاتبة فكرة نبوة محمد -صلى الله عليه وسلم-، وهل كان حقا يتلقى الوحي أم أنه وكما وصفته عبقريا فقط؟

تقول الكاتبة في هذا الفصل "إن محمد عبقري ومبدع وفيلسوف ومصلح -ولكنه ليس نبيا-، وتؤكد على عدم ازدراء أو إهانة شخصيته، بل تعترف بإيجابياته وسلبياته -على حد زعمها.

كما استشهدت أيضا بكتاب "تنزيه سيد الأنبياء عن مطاعن السفهاء"، ويعتبر أن الدفاع عن محمد إهدار للوقت، لأن الاتهامات الموجهة إليه صحيحة.

كما ناقشت مراحل الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- العمرية منذ طفولته، وتأثير فقدان والديه عليه، ومن ثم فترة شبابه وزواجه بخديجة عليها السلام وتأثير ذلك على حياته.

رفضت الكاتبة وبشدة في هذا الفصل فكرة أن محمد نبي، واعتبرت أن هناك أسبابا نفسية جعلته يعتقد أنه نبي. 

وأشارت إلى أنه كان يعاني من حالة نفسية مثل الوسواس القهري.

كما استعرضت في هذا الفصل كيف انتشر الإسلام بين الفقراء والضعفاء والصبيان ومعارضة قريش ودفاع محمد عن دعوته. 

ولم يخل هذا الفصل من القصة الجدلية التي طالما أثيرت على مر قرون، وهو زواج الرسول من عائشه وهي طفلة، ووصفت هذا الزواج بأنه غير متكافئ. 

كما تطرقت لحادثة الإفك وكيف أن محمد -صل الله عليه وسلم- ظل يشك في براءة زوجته عائشة لشهر كامل قبل أن يبرئها الله.

كما انتقدت أيضا قصة الإسراء والمعراج واعتبرتها أسطورية. 

وشككت في حقيقة المعجزات التي ينسبها المسلمون لمحمد. 

وقالت عن غزوات الرسول أنها نقطة سوداء في تاريخ الإسلام. 

كما تناولت علاقات الرسول مع اليهود وصراعاته معهم واعتبرتها سببًا في بث الكراهية بين المسلمين واليهود حتى اليوم.

وقالت إن الرسول عليه الصلاة والسلام، كان يستخدم القرآن لحل مشاكله الشخصية. 

وأكدت على بشرية القرآن من خلال ارتباطه بالأحداث التاريخية والشخصية لمحمد.

الفصل الثالث: الله لم يتكلم أبدًا

تشير الكاتبة في هذا الفصل إلى أن الاعتقاد السائد بين المسلمين بأن القرآن هو كلام الله وأنه وحي من الله لمحمد عبر جبريل الملك ليس صحيحًا، بل إنه مجرد وهم. 

وتوضح أن القرآن ليس كلام الله وإنما هو كلام محمد وأفكاره الخاصة. 

وترى أنه عندما نقرأ القرآن يجب أن نقول "قال محمد" بدلًا من "قال الله تعالى".

تنتقد الكاتبة الفكرة المتجذرة في نفوس المؤمنين والتي تتعلق بقدسية القرآن، وتذكر أن الاعتراضات على قدسية القرآن بدأت منذ أول لحظة تم سماعه فيها في مكة، حيث قيل إن محمد افتراه وأنه أساطير الأولين التي اكتتبها. 

وترى أن هذه الصفات تؤكد بشرية القرآن.

وتناقش في هذا الفصل كيف ترسخت في نفوس الناس عبر الأزمنة فكرة قدسية القرآن، وأنه يجب أن يصدقه الناس دون تساؤل أو اعتراض. 

كما وتشير إلى أن من حاول الاعتراض على إلهية وقدسية القرآن تعرض لأشد أنواع العقاب النفسي والجسدي، وأن غالبية البشر فضلوا التصديق والاستسلام لهذه الفكرة توفيرًا للمتاعب.

الفصل الرابع: المرأة في القرآن

تشير الكاتبة إلى تصريح الشيخ الراحل محمد متولي الشعراوي في كتابه "المرأة في القرآن الكريم"، حيث يذكر أن الإسلام لم يتعرض للهجوم من المستشرقين، كما تعرضت له قضايا المرأة.

ورأت أن هذا القول صحيح إلى حد كبير، إذ أن الأديان تحتوي على الكثير من الإهانات والظلم والتحقير للمرأة. 

وتشير إلى أن قضية المرأة في الإسلام قد أثارت مناقشات كثيرة بين منتقدين ومدافعين، وهي سبب رئيسي للتشكيك والطعن في الإسلام.

وقالت أن مجرد وجود انتقادات للإسلام ومحاربته في قضايا المرأة، يشكل دليلًا على أن هذا التشريع غير إلهي وغير معجز، لأنه يحتوي على عيوب ونقائص وسلبيات يعرضها المنتقدون. 

وتؤكد أن العلماء قد أضاعوا أعمارهم في الدفاع عن هذه النقائص دون جدوى، ويعتقد أن من الأفضل الاعتراف بالسلبيات بدلاً من إهدار الطاقة في الدفاع عن الباطل.

انتقدت في هذا الفصل المدافعين عن قضايا المرأة في الإسلام، مشيرًا إلى أنهم جميعًا يبدأون بجملة واحدة لا تختلف: "كانت المرأة قبل الإسلام..."، ويذكرون وضعها المتدني قبل الإسلام وفي الحضارات القديمة وأوروبا في العصور الوسطى. 

وترى أن هذه المقارنة ضرورية للمدافعين لتبرير أن الإسلام قد حسن وضع المرأة آنذاك، لكنه بلا شك ظلمها اليوم. 

يوضح الكاتب أن مقارنة وضع المرأة في الإسلام بالحقوق التي حصلت عليها اليوم في الدول المتقدمة، يظهر أن الإسلام قد حرم المرأة من حقوقها وسلبها حريتها وحقّرها.

الفصل الخامس: الطقوس الدينية - الجزء غير العقلاني من الدين

تشير الكاتبة في هذا الفصل إلى أن الآية "وأتموا الحج والعمرة لله" تستند إلى طقوس كانت موجودة قبل الإسلام، حيث كانت العرب قبل الإسلام يقومون بالحج والعمرة، يطوفون بالكعبة، ويقدسون الحجر الأسود، ويسعون بين الصفا والمروة، ويقفون بعرفة، ويرجمون إبليس. 

وترى أن هذه الطقوس كانت شعائر وثنية وبدائية تنتمي لعصور الظلام والتخلف على حد وصفها. 

وتقول أن أصل الحج كان عيدًا ومهرجانًا جنسيًا عند العرب القدامى، حيث كانوا يطوفون عرايا حول الكعبة، وجاء الإسلام فأمر بلبس الثياب ومنع المخيط للرجال.

وتشير الكاتب إلى أن محمد - صل الله عليه وسلم-، أخذ معظم طقوس الحج وشعائره من أهل مكة مع بعض التغيير البسيط. 

يلاحظ أن المؤمنين كانوا يتحرجون من إقامة نفس الشعائر التي كانت قبل الإسلام، ولذلك قال محمد في القرآن: "إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما". 

يروي الكاتب عن استنكار عمر بن الخطاب تقديس الحجر الأسود، حيث كان يقول: "والله إنك مجرد حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله يقبلك ما قبلتك".

وانتقدت أيضا الطواف حول الكعبة سبع مرات، والسعي بين الصفا والمروة سبع أشواط، ورمي إبليس بسبع حصيات، مشيرًا إلى أن العدد سبعة كان مقدسًا عند الإنسان البدائي. 

ويصف الكاتب هذه الطقوس بأنها غير عقلانية ويعتقد أنها لا تحقق المغفرة ودخول الجنة. يرى أن المسلمين يجب أن يلغيوا عقولهم تمامًا لكي ينفذوا هذه الطقوس اللاعقلانية.

وتناولت الكاتبة أيضًا موضوع الصلاة في الإسلام، مشيرًا إلى أنها تسبب تعذيبًا نفسيًا وبدنيًا للمؤمن نتيجة التكرار والاستمرار في العبء النفسي والجسدي مدى الحياة. 

وترى أن الصلاة تزيد من مرض الوسواس القهري، حيث يشك المؤمن في طهارته ويعيد الوضوء والصلاة مرات عديدة. 

ويعتقد الكاتب أن الطقوس الدينية مثل الوضوء والصلاة، تساهم في نشأة وتفاقم مرض الوسواس القهري.

فيما يتعلق بالصوم، قالت أن الصيام هو تقليد بدائي يسبب ضررًا صحيًا للإنسان، مشيرًا إلى أن الامتناع عن تناول الماء لفترات طويلة يضر بصحة الكلى والجهاز البولي. 

ويؤدي إلى انخفاض نسبة السكر في الدم، مما يؤثر على نشاط المخ والقدرة العقلية والذهنية. 

يشير أيضًا إلى أن الجوع يسبب الخمول والكسل، مما يؤدي إلى انخفاض الإنتاج في رمضان وتأخر الأمة.

وانتقد أيضا في هذا الفصل مفهوم الزكاة في الإسلام، مشيرًا إلى أنها حل ساذج وسطحي لمشكلة الفقر في المجتمع. 

يرى أن الزكاة تشجع الفقراء على الكسل وعدم العمل، ويعتقد أن الحل الأمثل، هو استخدام أموال الزكاة في بناء المشروعات وتوفير فرص العمل للفقراء القادرين على العمل. 

وينتقد الكاتب أيضًا بعض مصارف الزكاة التي لم تعد صالحة للعصر الحديث، مثل تحرير العبيد والعاملين عليها.

الفصل السادس: الرد على الإعجاز العلمي في القرآن

تستعرض الكاتبة في هذا الفصل النقاش حول ما يزعم أنه إعجاز علمي في القرآن، مشيرة إلى محاولات علماء مثل الشيخ الزنداني وزغلول النجار لإثبات أن القرآن يحتوي على حقائق علمية اكتُشفت حديثًا. 

وترفض هذه الادعاءات، مشيرة إلى أن العلماء المسلمين يلتفون حول الآيات ويعطونها تفسيرات غير دقيقة لتحقق هذه الإعجازات العلمية.

تذكر الكاتبة الآيات "وجعل بين البحرين حاجزًا" و"مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان"، مشيرة إلى أن هذا يُفسر على أنه حاجز بين المياه العذبة والمالحة. 

ترفض الكاتب هذا التفسير، معتبرة أن المياه العذبة والمالحة تختلطان بالفعل، وأن الفهم الصحيح للكلمة "لا يبغيان" يتعارض مع الواقع.

وتنتقد الكاتب الحديث "ما ظهرت الفاحشة في قوم حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع"، مشيرة إلى أن الغرب، الذي يتبع الحرية الجنسية، يتمتع بالصحة والتقدم دون ظهور طاعون أو أوجاع كما ذكر الحديث.

الفصل السابع الأحاديث النبوية

في الفصل السابع عرضت الكاتبة  تناقضات الأحاديث الصحيحة مع العلم والعقل، كما تراها كما تناولت مكانة الأحاديث النبوية في الإسلام إلى أمثلة على الأحاديث التي اعتبرتها المؤلف متناقضة مع العلم والعقل.

ويشمل هذا الفصل النقد على أحاديث نبوية عدة تتعلق بمواضيع مثل علم الأجنة، القضاء والقدر، العدوى، كيفية أداء الصلاة، الختان، مكانة المرأة، والتفسيرات العلمية لبعض الظواهر الطبيعية.

وترى أن الأحاديث تقدم رؤية محددة ومتناقضة أحيانًا عن عدة جوانب من الحياة، وتُعتبر من وجهة نظر المؤلف أحيانًا غير عقلانية وتتناقض مع المعرفة العلمية الحديثة.

وأكدت على أن الأحاديث تحتاج إلى مراجعة نقدية بناءً على المعرفة العلمية الحديثة.

الفصل الثامن مساوئ الحجاب

تحدثت الكاتبة في هذا الفصل عن فرض القرآن الحجاب على الفتاة المسلمة بمجرد بلوغها سن الحيض.

وقالت الكاتبة عن نفسها " ارتديت الحجاب الإسلامي عندما كنت مراهقة في سن الخامسة عشرة، وقد ارتديته تحت تأثير مدرسة اللغة العربية في المدرسة الثانوية (أبلة تيسير)، وكانت كلما دخلت الفصل تمارس علينا الإرهاب الفكري وتخوفنا من عذاب النار. 

واضافت "كنت مراهقة مرهفة الحس سريعة التأثر فوقعت ضحية لها، وما زلت أتذكر أسمها منذ سبعة وثلاثين عامًا لأنها كانت السبب والبداية لرحلة شقاء وتعاسة وألم لم تنته حتى الآن".

ترى الكاتبة أن الحجاب حرمها من أجمل ما لديها، حيث قالت "كنت مراهقة عادية جمال الوجه، وكان أكثر ما يميزني هو قوامي المتناسق الجميل. 

واضافت "جاء الحجاب فحرمني من هذه الميزة وأصبحت لا ألفت نظر أي شاب، وحرمني من عبارات الإعجاب الرقيقة التي تسمعها الفتاة في هذا السن وتدخل السرور على قلبها، وسبب ذلك سوء حالتي النفسية ومعاناتي وفقداني الثقة بنفسي وبجمالي".

وترى الكاتبة أن الحجاب الإسلامي فرض قهرًا على المرأة ولم يترك لها حرية الاختيار، بمجرد بلوغ الفتاة سن الحيض يصبح لزاماً عليها ارتداء الحجاب أو التعرض لغضب الله وسخطه وعذاب النار، فتضطر المسلمة لارتدائه لكي لا تدخل النار، وبهذا يمارس الإسلام الإرهاب الفكري على المرأة". 

وقالت "من أبسط حقوق الإنسان حق إعمال العقل والتفكير واتخاذ القرار والاختيار، والإسلام يحرم المرأة هذا الحق ويقهرها على ارتداء الحجاب ضد إرادتها ورغبتها وطبيعتها".

وأضافت أن "النقاب يسبب لي الصداع الشديد الذي لا يشفى بالمسكنات لأن ثاني أكسيد الكربون الذي يخرج مع الزفير يدخل مرة أخرى مع الشهيق، لأن النقاب يمنع تجدد الهواء النقي ويعوق التنفس، النقاب يضغط على الجفن السفلي الحساس للعين فيسبب الألم ويسرع بظهور التجاعيد والالتهابات الجلدية. 

وتابعت "يسبب التهابات للعين بسبب صعود الأبخرة العرقية التي تضر العين، ويسبب إعاقة النظر لأنه يغطي محيط النظر، البيشة السوداء تسبب ضعف الإبصار، وقد اشتكت لي إحدى الأخوات أن البيشة جعلت بصرها ضعيفاً بعد أن كان حادًا، وتعوق الرؤية في الليل وتسبب التعثر والسقوط".

الفصل التاسع:الحجاب والجنس

في الفصل التاسع والأخير ناقشت الكاتبة إشكاليات الجنس، الذي اعتبرته الثروة الأولى التي وهبتها الطبيعة للإنسان.

وادعت أن المراهقين والشباب في المجتمعات الإسلامية الشرقية، يعانون كبت شديد؛ بسبب الكبت الجنسي الذي يفرضه عليهم الدين، كما أن الفتيان والفتيات في سن المراهقة يعانون من أعلى مستوى للرغبة الجنسية، إلا أن المجتمع يحرمهم من ممارسة الحب ويعتبر الجنس عيبًا وحرامًا.

ملخص خاتمة الكتاب الجنة الآن، ولا يوجد بعث

وفي الختام طرحت الكاتبة أكبر المسائل جدلا، ألا وهي قصة البعث والجنة والنار التي نفتهما بشكل قاطع، وأكدت أنه لا وجود للملائكة والشياطين، والصحف بعد الموت، ووصفتها بأنها مفاهيم وأساطير وآمال كاذبة في العدل المؤجل.

وأكدت الكاتبة في ختام كتابها أن الجنة الحقيقية هي هنا والآن، على الأرض.

ودعت للاستمتاع بالحياة الحالية بكل ما تحويه من جماليات مثل البحار، الأشجار، الفواكه، وغيرها.

وترى أن خلق الجنة في الدنيا ممكن بالإمكانيات البسيطة المتاحة رغم المنغصات. 

وتعتقد أن الجنة الأخرى هي أكبر خدعة عرفتها الإنسانية، معتبرة أن انتظار الجنة بعد الموت ليس من الذكاء لأنه أمل غير مؤكد وليس عليه دليل علمي.

 ودعت لبناء الجنة الشخصية الآن وبالوسائل المتاحة في الحياة الدنيا.

search