الأحد، 24 نوفمبر 2024

10:10 م

القرآن "عبقرية محمد".. طبيبة تركيا المقتولة "عقلانية" خُدعت بسهولة

الطبيبة المقتولة في تركيا

الطبيبة المقتولة في تركيا

آلاء مباشر

A A

معاناة ووحدة وفقدان للشعور بالدفء الأسري وانفصال عن الأسرة ومطاردات من الزوج الذي عاشت معه 25 عامًا، وأنجبت منه فلذات أكبادها الذين أنكروا وجودها، كما أنكرت هي الإسلام والقرآن الكريم، هو أبرز ما كان بالفترة الأخيرة في حياة الطبيبة المقتولة في تركيا نهى محمود سالم.

"لماذا خلعت النقاب؟" سبب في معاناة الطبيبة

بدأت القصة في 2014، عندما روجت "نهى" أفكارًا عبر صفحتها على فيسبوك، لاقت بسببها هجوما حادا، اعترفت فيها بإنكارها التدخل الإلهي في الأمور الدنيوية، وعدم وجود رُسل أو أديان أو عذاب قبر وقيام الساعة، وكررتها في برنامج "صبايا الخير" مع الإعلامية ريهام سعيد، على قناة النهار، وظهرت فيه مرتدية حجابا يخفي ملامحها، خوفًا من أن تقتل بعد الإفصاح عن هويتها، حسب ما سببت به هيئتها.

الطبيبة المقتولة في تركيا

“مفيش حاجة اسمها دين إسلامي”

"القرآن كلام محمد ومفيش دين إسلامي"، كلمات سطرتها الطبيبة الستينية المقتولة بتركيا نهى محمود سالم في كتابها "لماذا خلعت النقاب؟"، والذي كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، لأنه حمل في طياته الأفكار والآراء الجدلية التي جعلتها موضع اتهام بالإلحاد، إلى أن عثر على جثمانها مقتولة منذ أيام بالقرب من محطة مترو كوكاتيبي في إسطنبول.

بعد ربع قرن من زواجها، عزمت الطبيبة على خلع الحجاب والنقاب وأنكرت وجود الأديان السماوية تمًاما، وانتقت من الإسلام ما يتماشى معها، وبررت أفعال جماعة الإخوان بأنهم ضحايا أسطورة الفكر الديني، حسبما أفادت في تصريحاتها.

الطبيبة المقتولة في تركيا

“أنا مش ملحدة لكن مفيش رُسل”

كانت دائمًا تؤكد الطبيبة مرارًا وتكرارًا أنها مسلمة وليست ملحدة، ولكنها تنتقي من الإسلام ما يناسبها ويلائم فكرها، على الرغم من إنكارها لوجود الأديان، وأن الله لم يتحدث أبدًا ولا علاقة له باستجابة الدعاء، وأن ما يحدث في الكون مجرد ترتيبات علمية وصدف بحتة، تقول في كتابها.

تقول في “لماذا خلعت النقاب؟” فيما بدا أنه رسالة إلى زوجها السلفي، "ضحى بعشرة وحب طيلة 25 عامًا زواجًا وكفاحًا مشتركًا على الحلوة والمرة، وأحال حياتنا الزوجية جحيما لا يطاق، لأنني تحولت إلى العقلانية"، مؤكدة أن هذا الزواج انتهى بسبب الآية القرآنية "ولا تمسكوا بعصم الكوافر".

من الله لم يتحدث لـ "مترميش على الأرض"

مع مرور السنوات، خرجت الطبيبة بمبادرة أو فكرة جديد تروج لها "مترميش على الأرض"، وجعلت صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك باسم "نهى مترميش على الأرض"، وظهرت بشكل علني دون أن تتوارى عن أعين الناس، ولكنها لم تتغافل عن التمسك بآرائها حول إنكار الوحي والرسل والأديان وعدم تحدث الله بالقرآن، وأنه ليس سوى نتاج عبقرية النبي محمد، وكتبه بنفسه.

الحساب الشخصي للطبيبة المقتولة في تركيا

رحلة ذهاب بلا عودة

الشهر الماضي، سافرت نهى سالم إلى تركيا في رحلة سياحية لمقابلة زوج مستقبلي يصغرها بنحو 20 عامًا، وبعد عقد قرانها بفترة اكتشفت جثتها، وجرى تداول مقطع صوتي لها كانت أرسلته إلى أحد أصدقائها تقول فيه إنها لم تكن سعيدة بزواجها.

أوضحت في التسجيل بصوتها، أنها سافرت إلى تركيا للزواج من مواطن مصري يقيم في إسطنبول دون أن تخبر أحدًا بالأمر، ولكن دائمًا ما تسير الرياح بما لا تشتهي السفن، فقد فوجئت بعد وصولها بأن حالة الشاب المادية صعبة للغاية، وأنه يحتاج أموالها للإنفاق على نفسه وأطفاله الأربعة وسداد ديونه، فضلا عن إيجارات متراكمة على شقته، مؤكدة شعورها بعدم الأمان في وجود مكر يحوم حولها.

ولم ينتهي الأمر هنا فحسب، بل أنها اكتشفت أيضا أن زوجها الجديد لا يحمل الجنسية التركية، على الرغم من أنه أخبرها قبل الزواج بحصوله عليها، ولم تستطع الحصول على الإقامة بسبب ذلك وأنها تعرضت للخديعة، وفق التسجيل المتداول.

فجأة ودون أي مقدمات، انقطع التواصل مع "نهى" نهائيًا، وأبلغ ابنها الأكبر الشرطة حول فقدان والدته، والتي كثفت محاولاتها للبحث إلى أن عثرت على الجثة مشوهة، مطعونة ومنزوعة الأظافر وحليقة الشعر ومشوهة الوجه، وملقاة في منطقة غابات بمنطقة بيرم باشا بإسطنبول، ولم توجه تهم إلى أحد حتى الآن.

نهاية مأساوية

أبناء نهى سالم الذين قالت إنهم تبرأوا منها بعد خلعها النقاب، لم يظهر أي أحد منهم دعما لإيجاد قاتلها، ولم تصدر منهم أيضا أي تعليقات بشأن الحادث، حسبما أفاد مصدر لـ"تليجراف مصر" (رفض ذكر اسمه).

search