الجمعة، 22 نوفمبر 2024

07:40 ص

رفض استلام جثة زوجته.. مأساة "رجل وحيد" بين ضحايا سفاح التجمع

سفاح التجمع

سفاح التجمع

محمد العبساوي

A A

تتوالى التفاصيل الجديدة التي تتكشف يوما بعد يوم عن سفاح التجمع، صاحب الواقعة الأشهر في الفترة الأخيرة، ونفذ سلسلة جرائم بـ"سيناريو هوليودي"، حسبما باحت المعلومات التي خرجت عن الحادث على لسان المتهم أو شهود العيان، أو من خلال التحقيقات.

سفاح التجمع 


هذه المرة تتجه الأنظار إلى أبو النمرس بمحافظة الجيزة، حيث تقطن الضحية الثالثة للسفاح، والتي اختطفها من أحضان زوجها بعدما كانا يعيشان حياة هادئة مستقرة قبل أن يعرف طريقه إليهم.

اختفت الزوجة وذهبت إلى شقة السفاح بالكمبوند الشهير في التجمع الخامس، بعدما نجح في استقطابها عبر الطرق التي يتبعها، وهي وسائل التواصل الاجتماعي أو من خلال "قوادة" كانت تجلب له ما يطلب.

سيارته الفارهة وسكنه الكائن بالمنطقة الراقية

أغوى المتهم الضحية بماله الوفير وسيارته الفارهة وسكنه الكائن بالمنطقة الراقية، وجعلها تقطع أميالا حتى وصلت له، مضحية بالزوج والأهل والأولاد، فلم يراع كل هذا وأخذ منها متعته، ثم انقض عليها كما لو كان أسدا جائعا يفترس طعامه، لتخرج من بيته جثة هامدة بعدما دخلت تسير على قدميها، ومن ثم ألقاها في الصحراء دون حتى أن يكرمها بالدفن.

الزوج هناك في أبو النمرس، يهرول كالمجنون طيلة 72 ساعة كاملة، في كل مكان، باحثا عن شريكة حياته ورفيقة دربه، دون أن يجد لها أثر، حتى أتاه الخبر المفجع بالعثور على زوجته، ولكن الكواليس كانت صادمة، فقد كانت لحظات حياتها الأخيرة في أحضان رجل غيره، فاكتوى قلبه بنيران الخيانة وأبى أن يستلم الجثمان وهو يضرب كفا بكف، ويندب حظه على ما هو فيه.

سفاح التجمع 

وبسؤال الأسرة في التحقيقات، تعرفوا على ابنتهم وقالوا إنها كانت تقيم مع زوجها في شقة سكنية بالقاهرة، ولكنها اختفت فجأة ولم يعرفوا طريقا لها.

رفض استلام الجثمان

تعرف الزوج على الجثة ولكن رفض استلامها بعد معرفته بأنها ذهبت إلى سفاح التجمع بإرادتها مقابل مبلغ مالي، وفق ما جاء بالتحقيقات.

وكشفت التحقيقات أيضا ظهور متهمة جديدة، تهمتها الاتجار في البشر والدعارة وتُدعى "حنان" وشهرتها "أم شهد"، وتبلغ من العمر 47 عامًا من منطقة الأميرية بالقاهرة.

في نفس السياق 

التحقيقات أوضحت أن المتهمة كانت تتولى مهمة جلب الفتيات للمتهم، ومن بين الضحايا اللاتي أحضرتها له فتاة اسمها "أميرة" عمرها 19 عامًا، وأخرى تدعى “رحمه” تبلغ من العمر 16 عامًا، وقد ألقى المتهم جثمان الأولى بجوار سور النادي الأهلي والثانية على طريق الإسماعيلية.

سمحت للسفاح بافتراس صغيرتها

وقالت أم شهد، خلال التحقيقات، إنها تعرفت على السفاح من خلال مواقع التواصل الاجتماعي وتابعت “كان يطلب فتيات بمواصفات خاصة، كان بيحب البنات الرفيعة وتكون صغيرة في السن ويكون وزنها خفيف وحجمها صغير”.

أضافت، أن من بين الفتيات اللاتي ذهبن لسفاح التجمع كانت ابنتها “شهد”، وهي كانت أول فتاة تذهب له وتبلغ من العمر 18 سنة، وأشارت أم شهد في التحقيقات إلى أن المتهم دفع لها مبلغًا ماليًا قدرة 2000 جنيه مقابل ممارسة الجنس مع ابنتها.

طلبها مرة أخرى

تابعت في التحقيقات، أن ابنتها أقامت مع المتهم لمدة يومين وعادت إلى المنزل، وطلب منها المتهم ابنتها مرة أخرى، ولكن ابنتها رفضت الذهاب إليه، وقالت لامها إنه تعدى عليها بطريقة وحشية وتسبّب في إصابتها.

قالت أيضًا، “رفضت أبعت بنتي تاني وقلت له إنها مسافرة برة عند ناس قرايبي وهبعتلك بنت تانية، وبالفعل بعت له بنت اسمها (رحمة) كانت شغالة معايا، وبعدها البنت اختفت تمامًا ولمّا سألته عليها قال لي إنها خرجت من عنده وما يعرفش حاجه عنها”.

يذكر أن المتهم كان يعمل في وظيفة مدرس لغة إنجليزية بإحدى المدارس الدولية بمحافظة بورسعيد، وكانت زوجته تعمل معه في نفس المدرسة، وكل منهما يتقاضى راتبًا 30 ألف جنيه، ثم انتقل إلى مدرسة خاصة في جنوب المحافظة.

بمواجهة المتهم، بجرائمه، لم ينف ولكنه أقر تفصيليا بواقعتا القتل بل وأجرَى محاكاة تمثيلية لكيفية ارتكاب الواقعتيْن، وأرشد عن مكان احتفاظه بالأدوات المعدة لتعاطى المواد المخدرة، وكميات من العقاقير الطبية، كما عُثر على المتعلقات الشخصية لإحدى المجني عليهما بحوزته.

وحصرت النيابة العامة، حالات العثور على الجثامين المجهولة، التي جرت في وقت معاصر للواقعتيْن، وفي محيط مسكن المتهم، فوقفت على واحدة منها -حرر عنها المحضر الرقيم 19053 لسنة 2023 جنح التجمع الأول- تتشابه معهما في ذات ظروفهما؛ حيث ثبت بتقرير الطب الشرعي؛ العثور بأحشاء المجني عليها -في تلك الواقعة- على ذات العقار الطبي الذي يستخدمه المتهم حال معاشرته للمجني عليهن والذي ضبطته النيابة العامة بمسكنه، فطلبت التحريات بشأنها فجاءت مؤكدة ارتكاب المتهم لواقعة قتل المجني عليها الثالثة.

بمواجهة النيابة العامة له أقر بارتكابها على غرار سابقتيْها، وهو ما تأكد بنتيجة الاستعلام الصادر من النيابة العامة عن الأرقام الصادرة والواردة من وإلى هاتفيْ المتهم وهواتف المجني عليهن وتحديد نطاقها الجغرافي بالتزامن مع واقعات العثور على جثامينهن، الذي بتحليله أسفر عن وجود المتهم والمجني عليهن بمسكنه وبمحل العثور على الجثامين في زمان ارتكاب الواقعات الثلاث.

search