الإثنين، 09 سبتمبر 2024

11:18 ص

دجال الجيزة ليس الأول.. حكايات "قرابين الوهم" بحثا عن الآثار

قرابين الوهم

قرابين الوهم

أحمد نور الدين

A A

"الجن يأمركم بذبح طفل على باب المقبرة للفوز بالخبيئة الكبيرة".. عبارة ترددت في عدد من الوقائع، تذرَّع بها المتهمون لقتل ضحاياهم تارة، وهتك أعراضهم تارة أخرى، بحثا عن كنوز واهية.

وأصدرت اليوم الأحد، محكمة جنايات الجيزة، حكما بمعاقبة دجال بالسجن 15 عاما، في إدانته بهتك عرض فتاة، تنفيذا لأوامر الجان -على حد زعمه- للفوز بقطع أثرية.

هتك عرض فتاة على يد دجال الجيزة 

ولم تكن هذه الواقعة هي الأولى، التي يمثل مرتكبوها أمام القضاء، بأياد ملوثة بدماء الأبرياء، ولكن هناك وقائع أخرى مشابهة.

دم طفلة أخميم

في سبتمبر 2021 بقرية الشيخ إسماعيل التابعة لمركز أخميم بمحافظة سوهاج، ارتدى رجل وزوجته عباءة الشيطان، وذبح ابنة أخيه الطفلة "شيماء" ذات الـ10 سنوات، من ذوي الهمم، لتكون قربانًا يساعده في العثور على الكنز.

في التفاصيل، استغل المتهم "أحمد. ح"، 39 عامًا سائق "توك توك"، صغر سن ابنة شقيقه، وإعاقتها الذهنية والحركية ومعاناتها من ضمور المخ، واختطفها بمساعدة زوجته "نورا. م"، 27 عامًا ربة منزل، ليكملا جريمتهما حسب أوامر الدجّال.

الطفلة شيماء المجني عليها والمتهم

المتهم اعترف أمام الشرطة، أنه اتفق مع آخرين على ذبح طفلة، اعتقادًا منهم أن دمها ضروري لاستخراج كنز الأجداد.

واستغل المتهم خروج زوجة شقيقه من المنزل، وأرسل زوجته لإحضار الصغيرة، أخفاها في منزله تمهيدًا للاتصال بمن اتفق معهم على ذبحها، وعندما شعر بقدوم الشرطة لفحص بلاغ التغيب، وخشية افتضاح أمره، خنق الطفلة بـ"شال" ثم دفنها. 

طفل أسيوط 

في إحدى القرى بمركز الغنايم بأسيوط، بتاريخ أكتوبر 2023، أوهم أحد الدجالين "عبد الظاهر"، بإن “الجن لن يوافق على فتح مقبرة أو يسمح له بالفوز بخبيئتها، إلا بعد أن يتذوق دم طفل”، فاستجاب الرجل ولم يستغرق وقتًا طويلا في البحث عن طفل يقدم قربانًا للجن.

الطفل عمار قتله عمه ليقدمه قربانا للجن 

ضحكات الطفل "عمار"، 4 سنوات، لفتت نظر "عبد الظاهر" وسهلت عليه المهمة، استدرج الصغير وأخذه إلى مثواه الأخير، حقنه بمادة مخدرة، ليسهل ذبحه دون مقاومة.

اقتادت صرخات الأم، الأهالي إلى منزل "عبد الظاهر" أو مسرح الجريمة، الذي أنكر في البداية معرفته بالموضوع، لكن مع ضغط الأهالي، تراجع المتهم، واعترف بأنه أغرق "عمار" في بيارة الصرف الصحي.

وكشفت التحريات الأولية، وفاة الطفل نتيجة ضربة قاتلة على الرأس، ليلفظ أنفاسه الأخيرة في الحال، كما أضافت أن المتهم "عبد الظاهر" 40 سنة، وعم الطفل ألقى الجثمان في بئر للصرف الصحي.

الأجهزة الأمنية ألقت القبض على المتهم خلال ساعة من البلاغ، وأخطرت النيابة لمباشرة التحقيق. 

وبعد استكمال التحقيقات، قررت النيابة العامة، إحالة  القضية إلى محكمة جنايات أسيوط لمعاقبة المتهم.  

وجدد قاضي المعارضات حبس العم القاتل 15 يومًا تمهيدًا لإحالته لمحكمة الجنايات.

طفلة الصف 

تقدمت سيدة إلى مركز شرطة الصف ببلاغ في شهر أبريل 2017، تتهم فيه طليقها بقتل ابنتهما بمعاونة زوجته الثانية، فاستمعت النيابة لأقوال والد الفتاة وجدتها، اللذين قررا بأن الفتاة لقيت مصرعها خنقًا أثناء نومها، حيث كانت ترتدي "إيشارب" التف حول رقبتها، ما أدى لمصرعها.

مناظرة النيابة كشفت وجود آثار حول رقبة الفتاة، قبل أن تأمر بانتداب الطبيب الشرعي، لتشريح الجثة، وبيان سبب الوفاة.

التحقيقات أكدت أن والد المجني عليها قتلها لتقديمها قربانًا للجن، بإيعاذ من دجال استعان به لفتح مقبرة أسفل منزله.

وكشفت التحقيقات أيضًا تورط الأب والعم والجدة في الجريمة، فألقي القبض على الأب والعم، وبمواجهتهما أقرا بارتكابهما الجريمة وقتل الفتاة خنقًا، حيث أطبق عمها على رقبتها، في وجود والدها.

وقضت محكمة الجنايات، بالسجن المؤبد على والد الطفلة وعمها، وجدة الطفلة، فيما نسب إليهم من إزهاق روح الصغيرة، بزعم تقديمها قربانا للجن.

search