الأحد، 07 يوليو 2024

02:49 ص

خبير أثري.. قدماء المصريين عرفوا طريقهم للحج وذبح الأضاحي

ذبح الأضاحي عند المصريين القدماء

ذبح الأضاحي عند المصريين القدماء

آلاء مباشر

A A
سفاح التجمع

قال الخبير الأثري والمتخصص في علم المصريات أحمد عامر، إن المصريين القدماء كان يؤمنون بالثواب والعقاب، والبعث والخلود، ودائمًا يبحثون عن عمل الخير بشتي الطرق، فنجد أنهم عرفوا الحج.

عيد الأضحى عند المصريين القدماء

وأوضح عامر في تصريحات صحفية، أن المصريين القدماء كانت لهم بعض المناسك المشابهة لتلك التي يمارسها المسلمون، في حين لم تعرف الكتابة المصرية القديمة كلمة محددة تشير لمفهوم الحج، وكانت رحلة الحج تتم لمنطقة العرابة المدفونة "أبيدوس" في محافظة سوهاج، لوجود معبد “خنتى أمنيتى”.

وأوضح أن هذا المعبد يوجد به مناظر مسجلة علي جدرانه، والتي تعد واحدة من أهم المصادر التى تفيد فى دراسة الخدمة اليومية التي كانت تجرى لهذه الآلهة داخل المعبد، إذ أن مدينة أبيدوس القبلة الرئيسية للحجاج في مصر القديمة، هذا وقد حرص المصري القديم على زيارة الـ "ك_با"، وهي تقابل "الكعبة" الخاصة ب"أوزير" أثناء حياته في رحلات يستخدم فيها المراكب.

وأشار إلى أن موعد رحلة الحج كان اليوم الثامن من الشهر الأول من فصل الفيضان، حيث كانت إحتفالات "أوزير" تجرى فى الشهر الأول الفيضان، ويتواكب مع عيد "أوزير" الذى يستمر من الثامن من الشهر الأول الفيضان حتى يوم السادس والعشرون من نفس الشهر والليلة الكبيرة في يوم إثنان وعشرون من الشهر نفسه.

ملابس الحج عند المصريين القدماء

وقال إن الملابس البيضاء تعتبر جزءًا هامًا من المناسك الإسلامية،  وهي نفس الملابس المستخدمة في مناظر الحج الفرعوني إلى منطقة "أبيدوس"، ومدون الكثير من هذه المناظر على جدران المقابر سواء الأفراد أو النبلاء، حيث اعتبرت مناظر رحلة الحج شيئاً حرص المصري على تسجيل مناظرها على جدران مقبرته، كما نجد أن اللون الأبيض يمثل الصفاء والتسامح والتقوي والورع والسمو والغفران من الذنوب، والأبيض في الهروغليفية "حدج"، كما أن هناك العديد من المناظر التي صورت مناظر الحج الفرعونية حيث تظهر تغطية الحجاج الكتف اليسرى دون الكتف اليمنى، وربما لما يحمله اللون الأبيض من قيم عالية، وأن الجانب اﻷيسر من الجسد الذي يغطيه الحاج يحتوي على القلب.

الأضاحي عند المصريين القدماء

وأكد أن المصريين القدماء أول من عرفوا الأضاحى كنوع من أنواع التقرب للآلهة، كما عرفوا إهداء الأضاحي وتقديم القرابين بأشكال وأنواع متعددة، وكان الهدف من تقديم هذه القرابين هو رضاء الآلهة وإنتشار الرخاء في الدولة، كما أن مفهوم تقديم الذبيحة كان الغرض منه التقرب إلى الآلهة الموجود في الأديان كلها، ويتشابه تقديم القرابين بشكل كبير مع التي كانت تُقدّم في المعابد المصرية.

وواصل أنهم جسدوا عملية الذبح على جدران المعابد والمقابر، حيث تم تجسيد مشاهد تحضيرات الثيران للتضحية وهى فى طريقها للذبح، فكان يقوم بعملية الذبح الجزار ومساعدة، تحت إشراف رئيس الجزارين، وتتم عملية الذبح، ثم بعد ذلك يتم تجفيف اللحوم، ثم تتم بعد ذلك أعمال التنظيف بعد الذبح، كما أن المصريون القدماء كان يتلون تسـابيح وصلوات قبل وأثناء ذبح الأضحية، والدليل على ذلك هذا مشهد من مقبرة  الكاهن "مننا" بالأقصر والتي تصور كيف كان المصريون القدماء يذبحـون الثور ويقدمونه كقربان، وقبـل الذبح يطعمونه ويسقونه المياه ويضعون على عيونه رباط من الأقمشة حتى لا يرى السكين وخاصة فى الأضاحى الكبيرة كالثيران، وكانت الأضحية تُقسم إلي ثلاثة أجزاء، ثلثها لكهنة المعبد خاصة الفخذ الأيسر، والثلث لأصاحبها، وثلث يوزع للفقراء، كما كانت القرابين تُقَدَّم وفق طقوس خاصة، وفي محافل مقدسة.

واستطرد الخبير الأثري أن المصريين القدماء عرفوا "الفته"، فقد كانوا يأكلوها بعد أن يقومون بوضع الخبز المقطع على مرق اللحوم واللبن، ومن هنا جاء تسميتها بـ "الفتة" حيث أنها كانت تُصنع من فتات الخبز، المضاف إليه الأرز ومرقة اللحم أو اللبن، كما أن أول وصفة فتة عرفها التاريخ حكتها نقوش معبد "سوبيك"، التي تشير إلى قصة الكاهنة المصرية "كارا" التي ذبحت خروفا، وقامت بحشوه بالبرغل والبصل وزينته بالباذنجان المقلي، وفتتت فيه قطع العيش، وأضافت لها المرق والثوم والخل والبصل وقطعته ووزعته في عيد الإله.

search