الجمعة، 22 نوفمبر 2024

03:04 م

محاولة سخيفة.. إعلان كوكا كولا يثير الغضب في بنجلاديش

إعلان كوكا كولا

إعلان كوكا كولا

خاطر عبادة

A A

أثار إعلان شركة كوكا كولا بنفي صلتها بإسرائيل، ردود فعل واحتجاجات غاضبة في بنجلاديش، في الوقت الذي تكبدت فيه الشركة خسائر كبيرة من  المقاطعة العامة بسبب الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة.

وسبق أن نفت العلامة التجارية الغربية مزاعم تمويل عمليات عسكرية في إسرائيل.

وأدى الهجوم الإسرائيلي إلى استشهاد أكثر من 37 ألف فلسطيني حتى الآن، وتحويل الأراضي إلى أرض قاحلة من الركام وترك معظم سكانها البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة بلا مأوى وعلى شفا المجاعة.

وأصدرت شركة كوكا كولا الإعلان باللغة البنغالية يوم الأحد، لنفي ما تسميه "المعلومات المضللة"، وتعزيز المبيعات التي تأثرت بحملة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات التي يقودها الفلسطينيون ضد إسرائيل والتي اكتسبت زخما في الدول الإسلامية منذ بدء حرب غزة.

وشهدت الشركة انخفاضًا في المبيعات بنحو 23% في بنجلاديش، وفقا لصحيفة الاندبندنت البريطانية.

وفي الإعلان يسأل صاحب متجر، عميلاً عاديًا في يوم شديد الحرارة عما إذا كان يرغب في الحصول على كوكا كولا، ويقول العميل إنه توقف عن شرب كوكاكولا، لأنه يأتي من "تلك الدولة"، دون أن يذكر اسم إسرائيل.

ويشرع صاحب المتجر في مهمة للعثور على مصدر المعلومات، والتي تبين أنها صفحة فيسبوك غير موثوقة.

ويوضح للسكان المحليين أن شركة كوكا كولا ليست "من ذلك المكان" وأنها تُستهلك منذ 138 عامًا في 190 دولة، بما في ذلك تركيا وإسبانيا.

ولم يذكر الإعلان أن البرلمان التركي حظر منتجات كوكا كولا ونستله من المطاعم في نوفمبر، والمنتجات متوفرة في أماكن أخرى من البلاد.

ويستمر الإعلان حيث يقول صاحب المتجر إن شركة المشروبات "لديها أيضًا مصانع في فلسطين".

وكانت شركة كوكا كولا قد اتُهمت في وقت سابق بالتربح من المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية من خلال مصنعها الواقع في الضفة الغربية المحتلة. 

وذكرت صحيفة NPR في عام 2018 أن مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة حدد 206 شركات حول العالم قالت إنها تعمل على تمكين المستوطنات الإسرائيلية واستفادت منها، ونقلت عن وسائل إعلام إسرائيلية قولها إن شركة كوكا كولا كانت من بين الشركات الخاضعة للمراجعة.

وتم بث الإعلان التجاري لأول مرة في بنجلاديش خلال مباراة تصفيات كأس العالم بين الهند وباكستان يوم الأحد.

ومنذ ذلك الحين خرج البنجلاديشيون إلى الشوارع ووسائل التواصل الاجتماعي احتجاجا على الإعلان "الدعائي" وهددوا بتكثيف المقاطعة.

وسحبت شركة Coca-Cola الإعلان في أعقاب الغضب ولم يكن متاحًا على صفحة الشركة على YouTube اعتبارًا من بعد ظهر الخميس.

وقالت فرحانة سلطانة، أستاذة الجغرافيا في جامعة سيراكيوز، إن "المقاطعة ناجحة.. ويطبق البنجلاديشيون حركة المقاطعة الفعالة ضد شركة كوكا كولا. والآن، تطبق المقاطعة على جميع العناصر الداعمة للإبادة الجماعية، على الأشخاص والمؤسسات ووسائل الإعلام".

وقال حسن حبيب، وهو رجل أعمال من ميربور في دكا، لقناة الجزيرة إن الإعلان كان "محاولة سخيفة لتصوير أن شركة كوكا لا علاقة لها بإسرائيل فقط يعزز موقفي بشأن الاستمرار في مقاطعتها".

وأصدر الممثلون في الإعلان وكذلك المخرجون اعتذارات علنية عن إيذاء مشاعر الناس.

وقال شرف أحمد جيبون، المنتج والممثل الرئيسي، في بيان "لم أقف إلى جانب إسرائيل في أي مكان في هذا الإعلان وأنا لست مؤيدا لإسرائيل أبدا".

وقال الممثل شيمول شارما في منشور على فيسبوك إنه قام بالإعلان "دون فهم" واعترف بأنه أضر "بجمهوره وعائلته وبلده".

وقال "في المستقبل، سأتأكد من أن أي عمل أقوم به يحترم قيم بلادنا وحقوق الإنسان ومشاعر الناس".

search