السبت، 05 أكتوبر 2024

12:32 م

وارن بافيت.. من بائع صحف إلى ملياردير يحوّل التراب إلى ذهب

وارن بافيت

وارن بافيت

ولاء عدلان

A A

قيمة العامل الواحد في شركته تعادل حوالي 674.6 مليون دولار، ويُقدر صافي ثروته بأكثر من 134 مليار دولار، إنه الملياردير الأمريكي وارن بافيت، صاحب الاسم المألوف في أروقة “وول ستريت”، الذي بدأ حياته بائعًا للصحف قبل أن يصبح عضوًا في نادي أغنى أغنياء العالم.  

وتكشف مسيرة بافيت المهنية حقيقة كونه صانع أهداف مميز، لعل أهمها على الاطلاق يعود إلى ستينيات القرن الماضي عندما نجح في تحويل شركة فاشلة للمسنوجات إلى لبنة لامبراطوريته “بيركشاير هاثاواي” صاحبة المركز التاسع ضمن قائمة أكبر الشركات عالميًا من حيث القيمة السوقية. 

بداية رحلة حكيم أوماها

الرئيس التنفيذي لشركة “بيركشاير هاثاواي”، وارن بافيت، وُلِد في عام 1930 في أوماها، وعندما كان في السابعة قرأ كتابًا بعنوان ألف طريقة لكسب 1000 دولار، ليبدأ سلسلة من المشروعات الصغيرة كبيع العلكة والصحف وكرات الجولف والطوابع.

وفي عمر 15 عامًا عمل موزعًا للصحف بجهوده الشخصية، وكان وقتها يربح نحو 175 دولارًا شهيرًا، وظل يعمل في مهن صغرى إلى أن تخرج في جامعة نبراسكا عام 1950 في تخصص إدارة الأعمال، ليحصل بعدها على درجة ماجستير الاقتصاد من جامعة كولومبيا. 
وعقب تخرجه عمل لفترة سمسارًا في سوق الأوراق المالية، وفي عام 1954 حصل على وظيفة محلل للأسهم بشركة بنيامين جراهام، لكنه سرعان ما أسس بعد عامين فقط شركته “بافيت بارتنرشيب"، وفي عام 1962 بدأ شراء أسهم في شركة المنسوجات وقتها بيركشاير هاثاواي وفي عام 1964 تلقى عرض شراء لحصته بأقل من قيمتها ما دفعه للاستحواذ على كامل أسهم الشركة التي كانت على حافة الانهيار.


وحافظ بافيت في البداية على هوية بيركشاير، لكنه قرّر في عام 1966 التخارج من قطاع المنسوجات تدريجيًا لتصبح الشركة بعد أقل من عام مستثمر رئيس في قطاع التأمين، وفي 1970 أصبح بافيت رئيسًا لمجلس إدارتها ومع الوقت وبفضل إدارته الحكيمة تحوّلت إلى شركة قابضة تضم عدة شركات في مجالات مثل التأمين وإدارة الأصول، كما تمتلك حصصًا في شركات شهيرة مثل “كوكاكولا” ومؤسسة "واشنطن بوست". 

في عام 2008 تربع بافيت للمرة الأولى على عرش أغنياء العالم، وفق تصنيف مجلة “فوربس” الأمريكية، حاليًا هو في المركز الثامن عالميًا.

وارن بافيت وابنته سوزي

صانع أهداف

يؤمن المخضرم وارن بافيت، بقيمة العمل والاستثمار طويل الأجل ويردد دائمًا عبارته الشهيرة “في مجال الاستثمار لا وجود لرأس الحربة، بل هناك لاعب جيد ينتظر الكرة المناسبة لتسديد الهدف”، وهو لم يكن فقط لاعبًا جيدًا، بل كان حكيمًا في كل شيء، إذ تطلق عليه وسائل الإعلام الأمريكية لقب حكيم أوماها نسبة لمسقط رأسه بولاية نبراسكا الأمريكية، وأيضًا نسبة لاستراتيجيته الاستثمارية الحكيمة التي أثبتت على مدار عقود مضت نجاعتها في اقتناص الفرص حتى في أوقات الأزمات وتحقيق ربحية مرتفعة لاحقًا.

خلال الأزمة المالية 2008 عندما انهارت أسهم “وول ستريت” بأكثر من 50% اختار بافيت على العكس من الكثيرين ضخ المزيد من الاستثمارات في أسهم كان البعض وقتها يراها مرتفعة المخاطرة، مثل أسهم بنك جولدمان ساكس، ولم يخسر وقتها بافيت بل على العكس ربح الملايين وتصدّر قائمة فوربس لأثرياء العالم للمرة الأولى في حياته، وفي العام التالي (2009) أصبحت شركته بالمركز الـ18 على قائمة أكبر الشركات عالميًا من حيث القيمة السوقية.

وارن بافيت مع زوجته استريد

حياة لا تعرف البذخ 

لا يحب بافيت البذخ والرفاهية الزائدة كغيره من مليارديرات العالم، إذ لا يزال يسكن في نفس المنزل الذي اشتراها في أوماها منذ عام 1957، لكنه معروف بأنه من الأثرياء المؤثرين اجتماعيًا وتقدر تبرعاته الخيرية بأكثر من 48 مليار دولار.

وفي عام 2007، اختارت مجلة “التايم” بافيت ضمن قائمتها لأكثر 100 شخصية مؤثرة في العالم، وأطلق مبادرة تحث الأثرياء على التبرع بثرواتهم لصالح الأعمال الخيرية، بالتعاون مع الملياردير بيل جيتس في عام 2010، وهو يحمل وسام الحرية الرئاسي الأمريكي منذ عام 2011 تقديرًا لجهوده الاجتماعية. 

ولدى بافيت ثلاثة أبناء هم سوزي وهوارد وبيتر، من زوجته الأولى سوزان بافيت التي تزوجها في عام 1952، وتوفيت في عام 2004، وتزوج في 2006 من زوجته الحالية أستريد مينكس ولم ينجب منها.

search