السبت، 05 أكتوبر 2024

01:20 م

"ورقة بيني وبين ربنا".. وفاة معلم فلسفة بعد صعود عرفات لأول مرة (خاص)

المعلم خالد الحارتي بالحج

المعلم خالد الحارتي بالحج

داليا أشرف

A A

لم يكن خالد الحارتي مستعدًا للقاء ربه طوال السنوات الماضية، فكان يتقدّم لقرعة الحج كل عام حتى يصطفيه الله بزيارة بيته الحرام وينال حسن الخاتمة هناك، إلا أنه كل مرة كان يتفاجأ بالرفض، ولكن يحتسب ويقول في قرارة نفسه إن اللقاء لم يحن حتى الآن.

الحج 2024

الحارتي معلم الفلسفة الخمسيني، اصطفاه الله أخيرًا في موسم الحج 2024 حتى يؤدي الفريضة، ودع زوجته وابنيه وارتدى ملابسه البيضاء وهو يمسك بحقيبته متجهًا إلى محطته الأخيرة، وفقًا لرواية صديقه أحمد عبيد التي خص بها "تليجراف مصر".

المعلم خالد الحارتي

“أستاذ خالد” مثلما كان يناديه طلابه، وصل إلى الأراضي المقدسة وأدى مناسك الحج وكان دائم الاتصال مع أسرته وأصدقائه، وكان كلما يذهب لمنطقة ما يتصل بهم فرِحًا ليصف لهم كيف تبدو الكعبة المشرفة، وشكل الحجاج والمشقة التي يعيشونها، ويسأل كل شخص عن أمنياته حتى يدعو بها هناك وتستجاب له، وكأنه ذهب من أجل أماني عائلته وأصدقائه.

يوم عرفة

وفي يوم عرفة، اتصل الحارتي بأصدقائه كما اعتاد وأخبرهم أنه في طريقه إلى جبل عرفات ليكمل مسيرته، وكان ذلك آخر اتصال له معهم، حيث صعد على عرفات تحت درجة حرارة شديدة لا تحتمل، وفجأة انقطع به الاتصال.

المعلم خالد الحارتي بالحج ويبدو عليه المشقة

لاحقًا، أدركت الأسرة أن المعلم خالد الحارتي قد توفاه الله بعد صعوده جبل عرفات، بسبب ارتفاع درجات الحرارة، وعلى الرغم من أن حالته الصحية جيدة ولا يعاني أي مرض، فإن الله اختاره ليحسن خاتمته وهو يلبي النداء.

وأرسل صديقه لـ"تليجراف مصر" نص آخر محادثة أجراها معه عبر تطبيق “واتساب”، وتبيّن أنه تاجر مع الله، فكان يخصص 20% من ماله لله قائلًا: "دي مش مني دي من الملك.. هو اللي بيبعت.. دا منهج حياتي.. دا اتفاق وعقد مكتوب أنا كاتب ورقة بيني وبين ربنا.. لذلك أي نشاط سأقوم به سينجح نجاح كبير حتى لو به عيوب".

search