الجمعة، 22 نوفمبر 2024

11:31 ص

مغازلة الشيعة وحب الإعلام.. "دوماديوس" قس متمرد عاقبته الكنيسة

القس دوماديوس

القس دوماديوس

روان عبدالباقي

A A

أثار القس دوماديوس حبيب إبراهيم، جدلا واسعا في مصر والوطن العربي، خصوصا بعد قرار الكنيسية الأرثوذكسية بتجميده، مع التلويح بتجريده من الكهانة، حال عاد إلى ممارساته التي وصفت بـ"الغريبة". 

القس ظهر في مجموعة فيديوهات وجدها البعض خارجة عن المألوف، وتجاوزت حد رسائل الوحدة الوطنية التي يحرص رجال الدين على إيصالها في مصر، من الظهور بفوانيس رمضان أو توزيع “العيديات” إلى التبرك بالأولياء مثل السيد البدوي في طنطا، والظهور “متمسحا بضريحه”.

تحت عنوان “قس مسيحي عاشق لأهل البيت، يترنم لمناجاة المحبين، للإمام زين العابدين”، ظهر دوماديوس في مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو يرنم أمام أضرحة إسلامية، الأمر الذي وجد بعض المسيحيون صعوبة في تقبله.


متابعو القس طالبو بمحاسبته، واستنكروا تصرفاته، وشارك حساب باسم “أنا مسيحي والموت عندي أحلى حياة"، مقطع الفيديو المذكور ومعه تعليق “الناس اللي بتدافع ع الأب دوماديوس الراهب، حد يفهمنا ده إيه ده؟!!!، كاهن أرثوذكسي يعني بيمثل كنيستنا القبطية، هل الكنيسة موافقه على هذه التصرفات والأفعال؟!!”.

 غالقس دوماديوس

تحقيق وإيقاف

حتى 19 يونيو الجاري، كان تناول الأزمة محدودا ولم ينتشر بصورة كبيرة، قبل أن يقرر البابا تواضروس الثاني إعلانه بقرار يقضي بتشكيل لجنة من ثلاثة أعضاء من أخبار الكنيسة وبعض الكهنة للتحقيق مع القس.

قرار البابا كان في بيان كشف عن أزمات سابقة ارتبطت باسم “دوماديوس حبيب”، وكان ذلك أن اللجنة المشكلة استمعت إلى أسباب عدم التزامه بقرار “البابا” الصادر في 12 أغسطس 2023 بإيقافه عن الخدمة الكهنوتية، خلال جلسة الاستماع إليه ومناقشته في تصرفاته.

بُذكر أن الكنيسة الأرثوذكسية حققت مع القس أدماديوس، في شهر أغسطس من العام الماضي، وصدر قرارٌ بإيقافه عن العمل الكهنوتي، وهو القرار الذي لم يلتزم به، بل تمادى مؤخرًا في تصرفاته المثيرة للجدل، حسب بيان الكنيسة.

أضاف البيان، أن اللجنة الثلاثية انتهت إلى “استمرار إيقاف القس دوماديوس حبيب إبراهيم عن الخدمة الكهنوتية، ومنعه من التعامل بشكل كامل مع وسائل الإعلام أو التواصل الاجتماعي بكافة صورها، وقضائه فترة خلوة روحية في أحد الأديرة القبطية لمنحه فرصة لمراجعة نفسه وتصرفاته، حرصًا على خلاص نفسه، على أن يستمر العمل بما سبق لمدة عام، مع متابعة مدى التزامه به خلال هذه المدة، وفي حالة خرقه أي بند من البنود الثلاثة السابقة يعرض نفسه للتجريد من رتبته الكهنوتية”.

الكنيسة تتبرأ من القس

أكد، أن كل ما صدر عن القس دوماديوس من تصرفات مثيرة للجدل لا يمثل سوى شخصه، والكنيسة غير مسؤولة عن تلك التصرفات، موضحة أن هذا الأب أثار الكثير من الأزمات والمشكلات عبر سنوات في كل كنيسة خدم فيها، وتَنَّقَّل بسبب مشكلاته بين عدة كنائس، فضلًا عن صدور تصرفات منه من حينٍ إلى آخر تثير الجدل في الشارع وعلى وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي.

أضافت، “طوال سنوات حاولت الكنيسة من خلال آبائها حل مشكلاته، ومعالجة أخطائه بروح الأبوة، حرصًا على سلامه، وخلاصه، وتم نصحه كثيرًا ومُنِح فرصًا عديدة، فعلنا هذا بكل صبرٍ وأناةٍ وفي هدوء”.

رسالة اعتذار

ورد القس الموقوف على قرار الكنيسة في منشور على حسابه عبر فيسبوك، اعتذر فيه إلى البابا عن كل ما أثار البلبلة من أفعاله وفهم بطريقة خاطئة، وقال إنه طلب ترتيب لقاء معه منذ عام 201"، لكنه لا يزال ينتظر الرد منذ 11 عاماً حتى الآن، حسب ما كتب.

أضاف حبيب، “ما زلت أطالب بهذا اللقاء حتى النفس الأخير، اسمح لي أبي قداسة البابا بلقاءك لمدة نصف ساعة، لأجل سلام الكنيسة وبنيانها، أطلب لقاء قداستك، وأنت تعلم جيدا مدى غيرتي وحرصي على كنيستي، وأن هذا البيان لتهدئة الرأي العام”.

من هو القس دوماديوس حبيب؟

القس دوماديوس حبيب رُسم كاهنًا في 2011 عام 1998، وخدم في كنيسة مار جرجس الشهيد القبطية الأرثوذكسية، سرسنا، طامية بالفيوم.

وأثار دوماديوس جدًلا بين الأقباط بسبب صور ومقاطع له في أثناء زيارته للحرم الرضوي في طهران، وضربح السيد البدوي في طنطا، وشرائه أضحية في عيد الأضحى المبارك، وحلوى المولد النبوي الشريف.

search