الأحد، 07 يوليو 2024

04:52 ص

اضطرابات البحار تضاعف تكاليف نقل البضائع حول العالم

سفينة تعبر قناة السويس

سفينة تعبر قناة السويس

خاطر عبادة

A A
سفاح التجمع

قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، إن أزمات بالجملة تضغط على مسارات الشحن المائية العالمية مثل الوباء، وتسببت في تضاعف أسعار نقل البضائع.

وأشارت الصحيفة إلى الاختناقات المرورية العائمة قبالة الموانئ العالمية بسبب الفوضى التي تحاصر سلاسل التوريد العالمية، وكان أبرزها تعطل مسار الشحن عبر قناة السويس، مع تكثيف هجمات جماعة الحوثي على السفن المتجهة إلى قناة السويس، لترتفع أسعار الشحن العالمية، مما يثير مخاوف من نقص في السلع وتأخيرها، وتصبح الراحة بعيدة المنال منذ أزمة وباء كوفيد-19.

اضطرابات بالجملة

وفي أواخر العام الماضي، بدأ الحوثيون في اليمن إطلاق النار على السفن التي تدخل البحر الأحمر في طريقها إلى قناة السويس، وهي شريان حيوي للسفن التي تتحرك بين آسيا وأوروبا والساحل الشرقي للولايات المتحدة، ودفع ذلك السفن إلى تجنب الممر المائي، وقطع مسافة طويلة حول أفريقيا، مما أدى إلى إطالة رحلاتها بما يصل إلى أسبوعين.

ثم أدى الجفاف الشديد الذي ضرب أميركا الوسطى إلى انخفاض مستويات المياه في قناة بنما ، الأمر الذي أجبر السلطات على الحد من عدد السفن التي تمر عبر تلك القناة البالغة الأهمية للتجارة الدولية.

وفي الأسابيع الأخيرة، هدد عمال الموانئ بالإضراب على السواحل الشرقية والخليجية للولايات المتحدة، في حين أوقف عمال الموانئ الألمانية نوبات عملهم سعياً للحصول على أجور أفضل، ويستعد عمال السكك الحديدية في كندا للتوقف عن العمل، مما يعرض البضائع المنقولة عبر أمريكا الشمالية للخطر.

ارتفاع تكاليف النقل 

وتدفع الاضطرابات المتزايدة في مجال الشحن شركات النقل إلى رفع الأسعار مع زيادة شبح الاختناقات المرورية التي تنقلها المياه والتي يمكن أن تهدد تجار التجزئة مرة أخرى بنقص المنتجات خلال موسم التسوق في العطلات، وقد يؤدي هذا الاضطراب أيضاً إلى تفاقم التضخم، وهو مصدر للقلق الاقتصادي الذي يحرك الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وفقا للتقرير.

إذا أثبتت اضطرابات سلسلة التوريد الناجمة عن الوباء أي شيء، فهو أن المشاكل في أي مكان تميل إلى الانتشار على نطاق واسع، مثل الوباء.

وتتسبب السفن المتكدسة في الموانئ في إحداث فوضى في تدفق البضائع، وتسد المستودعات، وتضغط على صناعتي النقل بالشاحنات والسكك الحديدية، ويتأخر إنتاج المصانع التي تنتظر مكونات التصنيع.

ومنذ أكتوبر، ارتفعت تكلفة نقل حاوية شحن بطول 40 قدمًا من الصين إلى أوروبا إلى حوالي 7000 دولار، من متوسط ​​يبلغ حوالي 1200 دولار، وفقًا للبيانات التي جمعتها شركة زينيتا، وهي شركة لتحليل البضائع ومقرها النرويج.. وهذا أقل بكثير من وقت الذروة- 15 ألف دولار التي تم الوصول إليها في أواخر عام 2021، عندما كانت اضطرابات سلسلة التوريد في أسوأ حالاتها، لكنه يعادل حوالي خمسة أضعاف الأسعار التي كانت سائدة في السنوات التي سبقت الوباء.

وتضاعفت أسعار شحن البضائع عبر المحيط الهادئ بنفس القدر، والآن يتكلف نقل حاوية طولها 40 قدماً من شنغهاي إلى لوس أنجلوس ما يزيد على 6700 دولار، وما يقرب من 8000 دولار من شنغهاي إلى نيويورك. وفي شهر ديسمبر الماضي، كانت هذه التكاليف قريبة من 2000 دولار.

كما تقوم شركات النقل في كثير من الأحيان بإلغاء الحجوزات المؤكدة، في حين تطالب برسوم مناولة خاصة ورسوم خدمة متميزة كشرط للحصول على حاويات على متن السفن.

وألغت شركات الملاحة بعض الرحلات البحرية المجدولة، مما أدى إلى خفض طاقتها، وسط مخاوف من عاصفة تختمر في عام 2024 فيما يتعلق بالموثوقية ومخاطر التسعير.

أما السبب الأكثر إلحاحا للزيادة الأخيرة في أسعار الشحن هو استهداف الحوثيين للسفن، دعما لفلسطين التي تتعرض لهجوم الاحتلال الإسرائيلي، مع استكمال الضربات الصاروخية بطائرات بحرية بدون طيار - وهي في الأساس قوارب محمولة بالمياه محملة بالمتفجرات ويتم التحكم فيها عن بعد.

وفي الأسابيع الأخيرة، أدت مثل هذه الهجمات إلى إغراق سفينتين، بما في ذلك سفينة مملوكة لليونان تحمل الفحم.

ومع انخفاض حركة الحاويات عبر قناة السويس إلى عُشر تدفقها المعتاد، فإن أغلب السفن التي تتحرك بين آسيا وأوروبا تبحر الآن حول أفريقيا، وهو ما يستلزم حرق المزيد من الوقود.

وفي الوقت نفسه، ركزت شركات الطيران أساطيلها على الطرق الأكثر ربحية، تلك التي تربط الوجهات مثل شنغهاي وميناء روتردام الهولندي، الأكثر ازدحاما في أوروبا، وأجبر ذلك البضائع المتجهة إلى أماكن أخرى على التوقف للتحميل وإعادة التحميل في المحاور الرئيسية المعروفة باسم موانئ الشحن.

وأكبر هذه الموانئ، بما في ذلك سنغافورة والعاصمة السريلانكية كولومبو، أصبحت الآن مكتظة بالسفن القادمة، يجب أن تنتظر السفن في المرساة لمدة تصل إلى أسبوع قبل أن تصل إلى الأرصفة.

ونظراً للاضطرابات والتكاليف الإضافية، فإن بعض الزيادة في أسعار الشحن أمر لا مفر منه، لكن الذين يعتمدون على الصناعة يقولون إن شركات النقل تعمل على زيادة الأسعار بما يتجاوز استرداد تكاليفها الإضافية.

وأخيرا، تنطوي الضربات الحوثية وتأثيراتها على قناة السويس على متغيرات جيوسياسية هائلة تجعل التنبؤ صعبا.

وقالت الصحيفة الأمريكية: إنه موقف معقد للغاية، ويبدو أنه لا نهاية له.. لا يوجد حل واضح في الأفق.

search