الأحد، 07 يوليو 2024

02:32 ص

"مشروع الجينوم المرجعي".. بوصلة مصر للتبوء بالأمراض

احتفالية مرور 3 سنوات على إطلاق مشروع الجينوم المصري

احتفالية مرور 3 سنوات على إطلاق مشروع الجينوم المصري

عبدالمجيد عبدالله

A A
سفاح التجمع

قالت القائم بأعمال رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، الدكتورة جينا الفقي، إن مشروع "الجينوم المرجعي للمصريين وقدماء المصريين"، هو الأكبر في تاريخ البحث العلمي داخل أفريقيا.

وأوضحت الفقي، خلال احتفالية بمناسبة مرور 3 سنوات على إطلاق المشروع اليوم، أنه يتم تنفيذ المشروع على مرحلتين بتكلفة 2 مليار جنيه بمشاركة العديد من الجهات الوطنية وأكثر من 15 جامعة ومركزا بحثيا ومؤسسة مجتمع مدني. 

أكدت أن العمل يسير في مشروع الجينوم أسرع من المخطط له وقد حقق أهدافه بنسب كبيرة جدا، مشيرة إلى أن المشروع يستهدف معرفة التركيب الجيني للفرد، والذي سيكون شرطا أساسيا لتلقى خدمة طبية جيدة في المستقبل القريب.

ومن جانبه، استعرض وزير الصحة والسكان، الدكتور خالد عبدالغفار، تفاصيل انطلاقة مشروع "الجينوم المصري"، منذ كان فكرة وُلدت بأكاديمية البحث العلمي خلال توليه حقيبة وزارة التعليم العالي في عام 2021، مشيرًا إلى الدعم والاهتمام الكبير الذي يوليه الرئيس عبدالفتاح السيسي للمشروع منذ كان مقترحًا معروضًا حتى أصبح مشروعًا ملموسًا على أرض الواقع.

التنبؤ بالأمراض

أكد وزير الصحة، أهمية الاستمرارية واستدامة العمل بالمشروع لتحقيق الأهداف المرجوة، لافتًا إلى استعداد وزارة الصحة والسكان لربط قاعدة بيانات المبادرات الصحية المدرجة تحت مظلة "100 مليون صحة" بمشروع الجينوم المصري، والاستفادة الكبيرة للوزارة من هذا المشروع في رسم سياسات النظم الصحية في التحول من الوقاية إلى التنبؤ بالأمراض المتوقع أن تصيب الأفراد.

أوضح أن العالم يتجه نحو الطب الدقيق وكذلك "الطب الشخصي"، مما يؤكد الأهمية القصوى للخريطة الجينية للمصريين، مشيرًا إلى أن توقع التهديدات الصحية المستقبلية يتيح استعدادا ومرونة أفضل في نظام الرعاية الصحية لمواجهة هذه التحديات.

وبدوره، قال وزير التعليم العالي والبحث العلمي، الدكتور أيمن عاشور، إن النجاح الذي حققه المشروع على مدار 3 سنوات ثمرة جهد متواصل ودعم غير مسبوق من القيادة السياسية، مما يؤكد أهمية البحث العلمي ودوره في اقتصاد وصحة الشعوب.

وأشار الوزير إلى مساهمة المشروع في رفع قدرات وصقل مهارات شباب الباحثين وبناء كتلة من الخبراء، وإنشاء مركز الجينوم، وتأسيس وحدة لمعالجة البيانات الكبرى بأكاديمية البحث العلمي، موجهًا الشكر لجميع الجهات والمراكز البحثية المشاركة في المشروع، مؤكدا الحرص على مشاركة جميع المراكز البحثية في المشروع لتغطية العينات الجينية من كافة الأقاليم.

الربط بالتطور الرياضي

وأكد وزير الشباب والرياضة، الدكتوز أشرف صبحي، مشاركة الوزارة في تطبيق المشروع من خلال تحديد عينات لعدد من اللاعبين الرياضيين لربط البحث الصفات الجينية بخطط التدريب والتأهيل واختيار المشاركين في الأولمبيات، مشيرًا إلى حرص الوزارة على سلك طريق المنهج  العلمي والأبحاث المرتبطة بالتطور الرياضي للرياضيين، وهو ما يتحقق الآن من خلال التحاق الوزارة بمشروع الجينوم المصري.

وقال مستشار رئيس الجمهورية لشئون الصحة والوقاية، الدكتور محمد عوض تاج الدين، إن "الجينوم المصري" واحد من أهم المشروعات القومية التي تحظى برعاية واهتمام الرئيس عبدالفتاح السيسي، لما له من أهمية من الناحية التخطيطية المستقبلية في السيطرة والتنبوء بالأمراض.

علاج دقيق للمصريين

وقال المدير التنفيذي لمركز البحوث الطبية والطب التجديدي بالقوات المسلحة، اللواء طبيب أمين فؤاد شاكر، إن المشروع يعد اللبنة الأولى لبناء قاعدة بيانات جينية للمصريين، موضحًا أن المشروع يعد الطريق الأمثل للوصول إلى الطب الحديث.

وأضاف أن مشروع الجينوم المصري له مستقبل واعد، وسيحدث طفرة في كافة المجالات، مشيرا إلى أن الدولة لم تكن بعيدة ومنعزلة عن هذا، بل بادرت للحاق بالركب العالمي في هذا المجال، وتطويعه لتحسين مستوى العنصر البشري المصري، وبادرت ببناء جينوم مرجعي مصري، من خلال إطلاق مبادرة لدراسة التركيبة الجينية للمصريين من خلال مشروع بحثي تعاوني بين بعض الجامعات في مصر كالجامعة الأمريكية بالقاهرة وجامعة المنصورة وبين جامعة لوبيك الألمانية، حيث تم استخدام الحمض النووي المعزول من خلايا الدم، بحيث يتم دمج التنوع الجيني على نطاق الجينوم ضمن مجموعة مكونة من 110 أفراد مصريين من مختلف المحافظات، باستخدام تقنيات متطورة، وبفحص البيانات ومقارنتها بنظائرها الإفريقية والأوروبية.

وتابع أنه من المفترض أن يوفر ذلك المشروع العلاج الدقيق للمصريين، من خلال تحديد الأشخاص الأكثر عرضة للإصابات الفيروسية والذين يمكن أن يتعرضوا لانتكاسات صحية كبيرة تتطلب رعاية صحية خاصة، وكذا دراسة الجينات المتعلقة ببعض الأمراض القاتلة السائدة لدى المصريين وكذلك الأمراض الوراثية الشائعة.

search