السبت، 06 يوليو 2024

07:49 م

طارق سعد

طارق سعد   -  

A A

معاداة السامية الزملكاوية!

لعقود وسنوات طويلة عانينا كعرب من الإرهاب الفكري الذي تم ممارسته بمنهجية كفزاعة لردع أي مهاجمة لأفعال الكيان الذي احترف ادعاء المظلومية دائماً وأبداً ليفعل ما يحلو له كيفما يشاء ووقت ما يشاء فهو المقهور الذي يبحث عن حقه المسلوب كما يدعي في الوقت الذي هو نفسه قبلك يعلم أنه ليس له أي حق ولم يسلب منه أي شيء لكنه احترف الضغط بهذا الأسلوب مستخدماً الذراع الإعلامي بتوظيفه لخدمة أغراضه مع الصريخ والعويل المستمر للنجدة حتى يخضع الجميع لأفعاله ويبررها له وعند مجرد الاعتراض أو محاولة توضيح الحقائق يُطلق عليك هجوماً مسعوراً ينهشك من كل جانب فأنت معادٍ للسامية لأفضل مخلوقات الله المصطفاة على الأرض وهم الأحق بملكها ويستحقون كل بطولات الكوكب!

للأسف لم نهنأ بانحسار هذه الفزاعة بعدما أصبحت المواجهة صريحة بفُجر وبجاحة ولم تعد تحتاج الاختباء وراء هذا الاتهام الذي فقد فعاليته حتى بدأنا نعاني منه من جديد ولكن في ثوب مختلف محافظاً على نفس الشكل والمضمون والبناء الإرهابي الفكري مرتدياً "فانلة وشورت" رياضي أبيض قرر منذ عدة سنوات أن يعتمد هذا الأسلوب ويبقى سياسته الوحيدة في الإدارة لضمان تحقيق مكاسب يعجز عن تحقيقها في الملعب بمجهوده فهو لا يقبل الخسارة بالرغم من احترافه لها فعدم اعترافه بها هي مبدأه الأول وتبريرها دائماً بالمظلومية والاضطهاد وعندما تحاول أن تفهمه وتشرح له حقيقة وضعه الذي صنعه بيديه يتهمك فوراً بمعاداة السامية .. التي أصبحت زملكاوية!

"معاداة الزملكاوية" هي فزاعة إرهابية فكرية لكل من يسول له عقله أن يناقش الواقع فأصبح الكيان الزملكاوي يرفع لا فتة ممنوع الاقتراب أو الاعتراض وصنع حالة من المظلومية ملأ بها وسائل الإعلام صريخاً وضجيجاً مراراً وتكراراً فقط لفرضها كأمر واقع واستخدام أسلوب البرمجة اللغوية العصبية بالتكرار المتواصل الممنهج حتى تصبح راسخة في اللا وعي وتبقى أمراً واقعاً دون أن تعرف لماذا وأين ومتى لكنك أصبحت مجبراً على الدخول في دائرة الإلهاء بالدفاع عن نفسك ضد اتهام "معاداة الزملكاوية"!

الحقيقة أن ما يحدث الآن ميراث عفن تركته إدارة قبضت على النادي وحولته إلى عزبة خاصة ألغت بها هويته وقيمته ووجوده وصورته لدى الجمهور ورسخت فقط أفكارها واستبدلت كل ما سبق بما يخصها وصبغت اسم النادي به فنالت منه بما لا يستطع عدو متربص محترف أن يفعل به ما فعلته هذه الإدارة لسنوات طويلة زرعت فيها الفتنة والكذب والتضليل والإلهاء والدجل والشعوذة .. قزَّمت النادي العريق وجعلت منه واجهة سيئة للعبة الشعبية الأولى .. نمَّت بداخله فكرة الهروب والانسحاب من المواجهة خوفاً من الخسارة وأوهمته أنه بطولة لأن الإدارة هي من ستحاسب على مشاريبها فلن تقبل أن تخسر .. لا يهمها النادي وسمعته وتاريخه ووضعه وقيمته واحترام الجمهور له .. المهم ألا تخسر هي وليذهب النادي إلى الجحيم!

جمهور نادي الزمالك "الحقيقي" أصبح ضحية بعدما دُست مجموعات من الفيروسات في دمه اخترقته وسيطرت على وعيه وغيبته وأعادت تشكيله بفكر يعتمد على الدجل والشعوذة فأنت تخسر بالسحر و "معمولك عمل" ومنافسك يربح لأنه ساحر شرير يسخر الجان ولا مكان لاجتهاد ومنافسة ومجهود مبذول ودافع للمكسب بمكافأة من الله عز وجل على القيام بدورك لكننا أصبحنا نرى الجن والعفاريت يديرون شئون الكون لتعود الإدارة بالنادي للعصور المظلمة وتسحب معها جماهيره التي تم تغييب وعيها بتعمد لتصبح جيش الدفاع الأول عن الكيان الذي صنعته الإدارة فآمنت برسالتها وخضعت لأفكارها وأصيبت بسعار ضد كل من يذكر اسم النادي حتى ولو بالنصيحة!

منح منبر إعلامي متمثل في شاشة خاصة لهذه الإدارة كان أسوأ قرار واستمرارها بكل ما بثته من إشعال للفتنة والكذب والتضليل ووصلات "الردح" والسب والقذف كارثة لا يعقلها أحد فاستخدام الإعلام كسلاح يضرب الوعي مباشرة هو أخطر مرحلة في الحرب وهو السلاح الرئيسي في حروب الجيل الرابع أدارتها العزبة بنجاح عشوائي أصابت به الجميع حتى جمهور النادي الذي حولته إلى كيان يحمل اسم الإدارة مسلوب الاسم والتاريخ فاقد المسئولية أفرغته من قيمته حتى لا يقترب منها أحد واستعانت بفزاعة "معادات السامية" التي تحولت على يدها إلى "معاداة الزملكاوية"!

المؤسف أن بعد خلع  إدارة الدجل والشعوذة أصبح الأمر يصبغ هوية النادي وتحولت بروتوكولات الإدارة المخلوعة لسياسة النادي الذي لا يزال يبحث  عن من ينقذه من الإدارات المتعاقبة على نفس الخطى وتقزيمه بالهروب عند استشعار الضعف والوهن وإعلاء نبرة المظلومية و"معاداة الزملكاوية".. حتى نصل لمرحلة العبث الكبرى عندما تجد متحدثه الإعلامي يصف هروبه وانسحابه ودخوله في معركة بأنه قرار تحرير ويشبِّه المشهد بما يحدث في غزة لتتأكد أنها عملية تغييب للوعي متعمدة مكتملة الأركان تحتاج الوقوف أمامها والمحاسبة!

أما القطاع الأكبر من جمهور هذا النادي الذي تم تضليله وتحويله ل "جاردات" على بواباته على الفضائيات و "السوشيال ميديا" فقد أصبح خطراً حقيقياً على الأمن القومي بتشبثه ببروتوكولات إدارات النادي واعتناقه فكر "معادة الزملكاوية" التي لا مانع عنده من اشعال حرباً بها تأكل الأخضر واليابس وستأخذ في طريقها ناديه أيضاً لكنه لا يرى ولا يسمع فقط يتكلم بلسان الشيطان الذي يقوده عبر مواقع "السوشيال ميديا" من خلف شاشات مجهولة هدفه الوحيد هو اشعال النار في الهشيم وتغطية المشهد بسحابتها السوداء!

الحل الوحيد لهذه الأزمة هي التطهير من الجذور واستبعاد كل الوجوه الفاسدة والقبيحة التي دمرت هيبة وسمعة ثاني أكبر ناد ممثل لمصر وشوهت الرياضة المصرية بأفكارها وبروتوكولاتها وإدارة النادي إدارياً وإعلامياً بأبناء مخلصين للنادي غير ملوثين بهذه الأفكار العفنة ولم يتم استقطابهم للبروتوكولات واعتناق فكر "معاداة الزملكاوية" حتى وإن كانوا أقل كفاءة لكنهم بالعقل والمنطق والإخلاص للنادي واللعبة نفسها قادرون على انتشاله من مستنقع غرق في وحله فطمس هويته وتاريخه.

يبقى صوت العقل الواعي منادياً..

"انقذوا نادي الزمالك من السامية الزملكاوية".

title

مقالات ذات صلة

search