الخميس، 04 يوليو 2024

04:52 ص

توتر بين واشنطن وتل أبيب بسبب تباطؤ شحنات الأسلحة

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو

أحمد سعد قاسم

A A
سفاح التجمع

أفاد مسؤولون أمريكيون بأن شحنات الأسلحة الأمريكية إلى إسرائيل تباطأت منذ الأشهر الأولى من الحرب في غزة، إذ تم تسليم العديد من الأسلحة التي طُلبت مسبقًا، في حين قُدمت طلبات جديدة أقل من الحكومة الإسرائيلية.

وفي تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية هذا التباطؤ في شحنات الأسلحة أثار توتراً في العلاقات بين إسرائيل والبيت الأبيض خلال الأسبوع الماضي. 

وانتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وتيرة التسليم الحالية واصفًا إياها بـ"الهزيلة"، وهو ادعاء رفضته إدارة بايدن.

ويؤكد المسؤولون الأمريكيون والإسرائيليون على حد سواء أن تغييرًا قد حدث منذ شهر مارس عندما انتهت الولايات المتحدة من تلبية الطلبات الحالية. 

وصرح مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية بأن وتيرة التسليم الحالية تُعد تباطؤًا مقارنة بالجسر الجوي الضخم الذي نُفذ في الأشهر الأولى بعد هجمات حماس في أكتوبر، لكنها ما زالت تتماشى مع مستويات وقت السلم أو أعلى منها.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميللر يوم الاثنين إن إسرائيل قد تكون قدمت طلبات أسلحة أقل مؤخرًا، أشار نتنياهو إلى حكومته في وقت سابق من هذا الأسبوع بأن إسرائيل شهدت "توقفًا دراماتيكيًا" لشحنات الأسلحة قبل حوالي أربعة أشهر، تزامنًا مع توجه الجيش نحو مدينة رفح جنوب قطاع غزة. 

وأوضح نتنياهو أنه اتخذ قرار الإعلان عن ذلك لكسر الجمود الحالي.

فيما نفت إدارة بايدن حدوث أي تغيير في سياسة تسليح إسرائيل. وقال مسؤول في البيت الأبيض في بيان: "لقد أوضحنا موقفنا بشأن هذا الأمر مراراً وتكراراً ولن نستمر في الرد على التصريحات السياسية لرئيس الوزراء".

يأتي هذا الخلاف في الوقت الذي زار فيه وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت واشنطن هذا الأسبوع، حيث التقى بكبار المسؤولين الأمريكيين لمناقشة قضايا توريد الذخائر إلى إسرائيل. 

وأشار جالانت إلى أن الاجتماعات ساعدت في إزالة العقبات ومعالجة الاختناقات لضمان توريد الذخائر.

تتبع شحنات الأسلحة إلى إسرائيل أمر معقد نظرًا لأن طلبات الأسلحة غالبًا ما تتم قبل سنوات من موعد التسليم، ولا تعلن الحكومة الأمريكية عن الشحنات علنًا. 

ويتم إرسال العديد من الأسلحة بدون الكشف عنها عبر وسائل لا تتطلب من الحكومة إخطار الكونجرس أو الجمهور.

يواجه بايدن ضغوطًا من التقدميين في حزبه الذين دعوا إلى وقف شحنات الأسلحة بسبب ارتفاع عدد الضحايا المدنيين في غزة. 

وتقول السلطات الصحية الفلسطينية إن أكثر من 37 ألف فلسطيني قُتلوا في غزة، معظمهم من المدنيين.

قال مسؤولون أمريكيون إن وزارة الخارجية أرجأت منذ مايو المضي قدمًا في بيع مقاتلات جديدة من طراز إف-15 لإسرائيل وأسلحة دقيقة وصفقة قيمتها مليار دولار لشراء قذائف هاون ومركبات عسكرية وذخيرة دبابات. 

وأعلنت إدارة بايدن في مايو تعليق تسليم قنابل زنة 2000 رطل و500 رطل إلى إسرائيل بسبب مخاوف بشأن سقوط ضحايا من المدنيين.

وبدأ الخلاف حول الأسلحة عندما اتهم نتنياهو إدارة بايدن بحرمان إسرائيل من الأسلحة في مقطع فيديو باللغة الإنجليزية. وكرر ادعاءاته في مقابلة تلفزيونية ومرة أخرى أمام حكومته.

لهذا الخلاف مخاطر كبيرة لكلا الجانبين، حيث من المتوقع أن يلقي نتنياهو خطابًا أمام الكونجرس في 24 يوليو بدعوة من رئيس مجلس النواب مايك جونسون. وقد يواجه نتنياهو قريبًا مذكرة اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب.

ويرى بعض المحللين السياسيين الإسرائيليين أن تصريحات نتنياهو تبدو محاولة لكسب ميزة سياسية داخل إسرائيل، حيث يواجه تساؤلات حول طريقة تعامله مع الحرب وتصاعد الصدام مع القيادة العسكرية الإسرائيلية بشأن العمليات في غزة.

search