الخميس، 04 يوليو 2024

05:44 ص

تمنت الموت.. والدة سلمى طالبة الثانوية تروي أيامها الأخيرة (خاص)

الطالبة سلمى

الطالبة سلمى

داليا أشرف

A A
سفاح التجمع

ودعت سلمى محمد ابراهيم الطالبة بالثانوية العامة الحياة في ريعان شبابها، حيث وافتها المنية بعد امتحان اللغة العربية بيومٍ واحد، ونعتها إدارة السيدة زينب بمحافظة القاهرة، عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”.. ماذا حدث لسلمى وما تفاصيل أيامها الأخيرة في موسم غير مُتّئد هذا العام لامتحانات الثانوية العامة؟

طالبة الثانوية العامة سلمى محمد

“زينب” والدة سلمى طالبة الثانوية العامة روت لـ"تليجراف مصر"، تفاصيل أيامها الأخيرة خلال استعداداتها لامتحانات الثانوية العامة، قائلة إن الراحلة كانت أكثر تميزًا عن أشقائها، وحافظة للقرآن الكريم، وكانت دائمًا تردد "أنا لو مجبتش مجموع يا ماما هيجرالي حاجة".

الطالبة سلمى محمدإبراهيم

دائمًا ما كانت تشعر سلمى بأن الموت قريب منها، فبين الحين والآخر تتحدث عنه وعن موت الشباب بالتحديد، لذلك دائمًا ما كانت والدتها تطمئنها بأنها أهم من نتيجة الثانوية العامة، وبأن تكون بصحة جيدة ولا تهتم بالمجموع.

زينب قالت "كنت أقول لها أنا عايزاكي إنتي.. أنا مش عايزة الشهادة.. مكانتك في قلبي هتفضل زي ما هي.. لو دخلتي أحسن كلية بس جرالك حاجة هستفيد إيه؟ أنا عايزاكي إنتي أهم من أي شهادة".

استعدت سلمى لامتحان اللغة العربية، وأدته بشكل طبيعي وعادت إلى منزلها، أخبرت والدتها أنها لن تراجع الامتحان مع أصدقائها، بل ستهتم بالاستعداد للمادة التالية، حتى أنها لم تهتم بالأكل أو الشرب مقارنة بالمذاكرة.

تلقت سلمى درس اللغة الإيطالية استعدادًا لامتحان اللغة الثانية، ولم يفارق لسانها الحديث عن الموت، كانت تقول "يا ماما ظاهرة موت الشباب كتيرة أوي.. ياريت أموت وأروح لربنا نضيفة ومن غير ذنوب المفروض تفرحي لي.. كنت أرد عليها وأقولها يا سلمى بطلي بقى كلام عن الموت أنا عايزاكي انت.. مكنتش أعرف إنها بتتكلم عن حالها وحالي وبتأهلني لوفاتها".

اليوم التالي في صلاة الفجر، استيقظت سلمى ووالدتها للصلاة، وتفاجأت بأن ابنتها لا تزال تجمع درجاتها في امتحان اللغة العربية، فطلبت منها أن تنسى الامتحان وتركز على المادة التالية، لكنها كانت تعيش حالة من التوتر والاكتئاب الشديد رغم محاولات أسرة التخفيف عنها.

وتابعت الأم "قلت لها تعالي نصلي وأعمل لك حاجة تأكليها قالت لي لا أنا هنام.. وأنا ماشية ندهت لي قالت لي ماما انت عارفة أن الموت هو راحتي من الثانوية العامة.. وأخلص من الامتحانات والمجموع.. قلت لها يا سلمى حرام عليكي انت كده بتموتيني بالبطيء".

واستكملت "خرجت من الباب لقيت أختها بتنده لي بتقول لي الحقي سلمى بتعمل أصوات غريبة.. دخلت عليها كانت الأصوات دي سكرات الموت وبتحتضر بين إيديا.. صرخت وقعدت أقول لها اهدي يا حبيبتي لكن صعدت روحها وهي في حضني".

استمرت الأم في تكذيب ظنونها وطلبت لابنتها الإسعاف، لكن جملة “البقاء لله” وقعت على رأسها كالصاعقة.

الأم زينب قالت عن غُسل سلمى، “كانت تفوح منها رائحة كالمسك، وحتى وقت نزولها القبر كانت تفوح منه أيضًا رائحة ذكية، وكأن أمنيتها تحققت فذهبت إلى ربها نظيفة دون أن ترتكب أي ذنب”.

search