إرهاصات رياضية

من أهم العوامل المشركة في العلوم الإنسانية الحديثة، والذي يمثلها علم الإدارة تحقيق الاكتفاء الذاتي من الموارد الذاتية داخل المؤسسة، خصوصًا المورد المالي الذي تسعى إليه أي مؤسسة في توفير التدفقات المالية خصوصًا إذا كانت ناشئة.

وهو ما تم الحديث عنه في مؤتمر الاستثمار المصري - الأوروبي المشترك، ونجحت فيه الدولة المصرية في جذب المزيد من الاستثمارات بالشراكة مع الاتحاد الأوروبي والتي من الممكن أن تصل إلى 70 مليار دولار.

هنا رؤية القيادة السياسية رؤية مستقبلية صحيحة وتتنبأ بمستقبل أفضل من خلال توفير استقرار مالي وجذب مزيد من رؤوس الأموال.

هذه رسالة قوية لوضع خريطة تسويقية واستثمارية للقطاعات المختلفة داخل الحكومة للعمل بما يحقق تلك الرؤية الاقتصادية الهامة جدًا حتى نستطيع أن نرسم مستقبلًا أفضل بدون أزمات مفاجئة.

المؤتمر جاء بمشاركة حكومية واسعة من ممثلي الحكومة المصرية والاتحاد الأوروبي والمؤسسات متعددة الأطراف والقطاع الخاص من الجانبين، هذا يؤكد على تعاون كبير وتكاتف من الجميع من أجل تحقيق أهداف وتوصيات المؤتمر خلال المرحلة المقبلة وفي وقت قياسي.

شهد المؤتمر  أيضًا توقيع عدد كبير من مذكرات التفاهم للتعاون في المجالات المختلفة من بينها دعم الاقتصاد الكلي والاستثمار والطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ودعم زيادة الصادرات والتعاون في مجال تصنيع السيارات.

وعلى ما يبدو أن الأيام المقبلة ستشهد مزيدًا من الفعاليات والمؤتمرات واللقاءات الدولية في مصر، من أجل مزيد من الاستثمارات على مستوى القطاعات الجاذبة، حيث أرى أن الرياضة كصناعة سيكون أيضًا لها نصيب من تلك الاستثمارات، حيث هناك جهود كبيرة ومبذولة من قبل صناع الرياضة في مصر حيث تسعى كل من وزارة الشباب والرياضة وأيضا الشركات الوطنية العاملة في المجال في دعم قطاع الرياضة بشكل يجعل منه واحدًا من أفضل القطاعات المنافسة وتضاف لقوى الدولة الشاملة الداعمة بقوة للدولة المصرية من خلال عدد من المشروعات الكبيرة.

ولكن لا يزال أمامنا الكثير في الاعتماد على الرياضة كمورد أساسي في جلب استثمارات حقيقية مقارنة بدول الجوار الشقيقة والصديقة، والتي تعتمد بشكل أكبر على الدخول في صناعة الرياضة كقوة ناعمة وداعمة لتلك البلدان.

وأخيرًا هنا أرى هدفًا أكبر يسعى إليه فخامة الرئيس ومعه الحكومة وهو تحويل مصر إلى مركز استراتيجي لتوطين الشركات الأجنبية بشراكة أوروبية متعددة.

د. محمد فوزي

المتحدث الرسمي السابق لوزارة الشباب والرياضة