الجمعة، 22 نوفمبر 2024

12:01 م

ما حكم صيام أول أيام العام الهجري؟

فاطمة جابر أستاذ مساعد الفقه المقارن بكلية الدراسات الإسلامية

فاطمة جابر أستاذ مساعد الفقه المقارن بكلية الدراسات الإسلامية

عبدالمجيد عبدالله

A A

قالت أستاذ الفقه المقارن المساعد بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات بني سويف بجامعة الأزهر، الدكتورة فاطمة جابر، إن الهجرة، هي الحدث العظيم الذي أرخ المسلمون به تاريخهم، حيث جعل سيدنا عمر رضي الله عنه العام الهجري هو الأصل، فأرخ المسلمون من الهجرة؛ لأنها كانت فعلاً البداية الحقيقية لظهور الإسلام؛ لأن المسلمين في مكة كانوا مستضعفين مغلوبين مقهورين.

أضافت في تصريح خاص لـ"تليجراف مصر"، أن موسم الطاعة عظيم وقد أقبل علينا، ألا وهو شهر الله المحرم، علينا الإكثار فيه من الصيام وفعل الخيرات فيه، والحرص على اغتنام اليوم العظيم الذي فيه، وهو يوم عاشوراء، فالعبد إذا أكثر من النوافل فإنه سبب لمحبة ربه له، والحرص على النوافل من دلائل الرغبة في الخير.

أوضحت أستاذ الفقه المقارن المساعد، أنه لا يوجد دليل على سنية صوم اليوم الأول من شهر الله المحرم بذاته ، بل قد ثبت الترغيب في صيام شهر الله المحرم بأكمله لقوله صلى الله عليه وسلم (أفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل، أما صيام عاشوراء فالسنة أن يصوم الإنسان يوم العاشر من المحرم وأن يصوم معه يومًا قبله أو يومًا بعده، والأفضل أن يصوم التاسع مع العاشر، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لئن عشت إلى قابل لأصومن التاسع مع العاشر"، والمؤمن مأمور بمخالفة أعداء الله من أهل الكتاب ومن غيرهم من الكفرة، أما أيام الهجرة فلا يشرع صيامها، ولم يصم النبي صلى الله عليه وسلم أيام الهجرة، مع اليوم الأول ولا مع غيره.

تابعت جابر، أن الله شرع لنا صيام يوم عاشوراء، صيام الاثنين والخميس، صيام ثلاثة أيام من كل شهر، صيام ست من شوال بعد رمضان، كل هذه أمور مستحبة، أما أيام الهجرة فلا يشرع صيامها بل يكون بدعة إذا قصد ذلك إلا أن يكون للصائم عادة، فإذا كان عادته يصوم الاثنين والخميس أو يصوم يومًا ويفطر يومًا أو صوم نذر أو كفارة أو قضاء فلا بأس أن يصوم .

ذكرت الدكتورة فاطمة جابر، أن رسول الله، عليه الصلاة والسلام يكثر من صوم التطوع فكان يسرد الصوم في بعض الأحيان حتى يقول الصحابة: لا يفطر، وكان يسرد الإفطار حتى يقولوا: لا يصوم، على حسب فراغه وشغله، وكان يصوم الاثنين والخميس، فإذا شُغِلَ عنهما صام بعد ذلك، ويقول: «إنهما يومان تعرض فيهما الأعمال على الله، وأحب أن يعرض عملي وأنا صائم» وكان يحث الناس على صيام ثلاثة أيام، من كل شهر، عليه الصلاة والسلام، ويقول: «الحسنة بعشر أمثالها» والثلاثة من كل شهر بالثلاثين؛ لأنها من عشرة، والحسنة بعشرة أمثالها، فمن صام ثلاثة أيام من كل شهر، فكأنما صام الدهر.

search