الإثنين، 09 سبتمبر 2024

10:56 ص

في سرية تامة.. "مركز إمبابة" يحوّل المدمن إلى معالج

الإدمان - تعبيرية

الإدمان - تعبيرية

محمد سامي الكميلي

A A

تغيرت حياتهم بعد رحلة معاناة مع الإدمان وتعاطي المخدرات، كل منهم تعرض لكوارث في حياته، كانت الدافع وراء البحث عن العلاج، لضمان حياة كريمة ، وتغيير وصمة العار التي انتابته، بسبب انسياقه وراء المواد المخدرة.

 15 عاما استغرقتها الرحلة العلاجية للمتعافين  مع صندوق مكافحة الإدمان والعلاج من المخدرات التابع لوزارة التضامن الاجتماعي، بعدما قُدم لهم البرامج العلاجية بحسب درجة الإدمان، في سرية تامة.

ابنه سر العلاج

"كنت بتعاطي المخدرات لغاية ما ابني فتح درج الكومدينو ليتناول منها.. من هنا بدأت أفوق لنفسي"، بهذه العبارات بدأ علي أحمد جمال، الذي “مهندس جودة”،  حديثه ، قال إنه  كان ميسور الحال ماديا، وانخرط في الإدمان، حبا في الاستطلاع، ولكن بسبب خوفه على ابنه، قرر العلاج.

يروي "جمال" صاحب الـ 35 سنة، تجربته في العلاج من الإدمان لـ “تليجراف مصر” بأنه قرر العلاج في السر  من خلال الذهاب لصندوق مكافحة الإدمان الذي عثر عليه عن طريق الإنترنت، ونظرا لحبه الشديد للذات، وخوفه على مظهره العام، تشبث بفكرة العلاج، لإزالة وصمة العار.

علي أحمد جمال

الإدمان مرض وليس عرض

وأضاف: بمجرد رؤية مركز العزيمة بإمبابة، أدركت أن أن العاملين فيه قادرون على مساعدتي في العلاج من الإدمان، لافتا أنه كان يعاني دائما من مفاهيم خاطئة عن مراكز العلاج من المخدرات، ولكن مركز إمبابة مختلف تماما، على حد تعبيره.

أدرك من خلال المركز  أن الإدمان مرض وليست عرض، لذا أصر على أن يتم حجزه ، لإتمام رحلة تعافييه من المخدرات، وقال : "كملت فترة علاجي وخرجت متعافي"، موضحا أنه حصل على العلاج دون تكاليف مادية.

بيته الأول

وصف مركز العلاج من الإدمان بإمبابة، بـ “بيتي الأول”، وأضاف:  استعدت من خلاله قيم المجتمع ومبادئه، "الحمد لله حاليا عايش مع أسرتي ومع ابني.. واتعالجت خوفا على ابني.. والحمد لله على نعمة التعافي".

تناولتها في سن صغير

"تجربتي مع الإدمان بقالها أكثر من 20 سنة" بهذه الكلمات بدأ، يوسف محمد، المتعافي من الإدمان حديثه، قائلا إنه من الأشخاص الذين تناولوا المخدرات في سن صغير، مفضلا عدم ذكر السبب، وأضاف بأن المخدرات السبب وراء عدم اكتمال تعليمه، وتشويه مستقبله.

وقال "محمد" لـ "تيلجراف مصر"، إن أهله أصروا على زواجه من أجل الاستقرار والابتعاد عن الإدمان، وبالفعل تزوج وأنجب أطفالا ولكن وهو مغيب عن الحياة، وغير داري بالأيام ولا بحياته الأسرية، ليشعر في يوم ما، أنه إنسان لا يشرف أحدا، وظل يعاني من فكرة نبذه في الأسرة، وفي محيطه الاجتماعي، ليعاني من خسائر حياتيه.

وفاة الوالد 

أكبر خسارة حدثت له، كانت وفاة والده في رمضان 2023، الشخص الذي وصفه بأنه أكثر إنسان أحبه في حياته، وبعد وفاته ضاعف جرعات المخدرات، ليحضر مراسم العزاء، جسدا بلا روح.

وفي اليوم التالي لوفاة والده، تشاجر يوسف وزوجته، ليجأ إلى الطلاق، ويجبرها على ترك المنزل هي وأطفاله، ويدخل في سباتلمدة 48 ساعة نوم متصلة، وعند استيقاظه، وجد نفسه بمفرده، ومن هنا لجأ لفكرة العلاج من الإدمان، لأنه خسر حياته الاجتماعية.

ونظرا لأنه من منطقة قريبة من مركز إمبابة للعلاج من الإدمان، أقبل عليه ليحجز مكانه للحصول على العلاج، ولكن لسوء الحظ، لم يجد مكانا متوفرا، ولكن القائمين على العمل بالمركز، قدموا له المساعدة، وأرسلوه لمستشفى العباسية للعلاج من الإدمان.

العودة للحياة

بدأ رحلة العودة للحياة، ليتلقى العلاج، وتزدهر ملامح الحياة له مجددا، فبعد التعافي، عاد لزوجته وأولاده، وهو فخور بنسفه، وحاليا يعمل في الخط الساخن بمستشفى للعباسية لمعاونة الغير في توفير العلاج، عطفا على أنه يحضر دبلومة في العلاج من الإدمان، لينفع غيره، واصفا شعوره: "يكفي عندي إن ابني الصغير لما حد بيسأله بابا شغال ايه.. بيقول أنا بابا شغال معالج إدمان في مستشفى العباسية".

واختتم، أنه بعد ما كانت أسرته تنفر منه، أصبح الناس تراه قدوة، مقدما رسالته للشباب: "ابعدوا عن المخدرات.. نهايتها موت أو سجن".

خدمات العلاج المقدمة حتى منتصف 2024

أعلنت وزيرة التضامن الاجتماعي ورئيس مجلس إدارة صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي، مايا مرسي، استمرار تقديم خدمات العلاج والتأهيل لمرضى الإدمان مجانًا وفي سرية تامة ووفقًا للمعايير الدولية من خلال 30 مركزًا علاجيًا تابعًا للصندوق والجهات الشريكة في 19 محافظة مع إتاحة الخدمة من خلال الخط الساخن (16023) على مدار الـ 24 ساعة وطوال أيام الأسبوع.

وأوضحت أن الخدمات العلاجية التي قُدمت خلال النصف الأول من عام 2024 وصلت لـ 77 ألف و110 مرضى “جديد ومتابعة “منهم 10644 مريضًا من أبناء المناطق المطورة”، بديلة العشوائيات، الأسمرات، المحروسة، روضة السودان، روضة السيدة، أهالينا، اسطبل عنتر، بشاير الخير، وحدائق أكتوبر، الخيالة، حي الضواحي ببورسعيد”.

وتنوعت الخدمات ما بين مكالمات للمتابعة والمشورة والعلاج والتأهيل والدمج المجتمعي، هذه الخدمات العلاجية تقدم للمرضى مجانًا ووفقا للمعايير الدولية، وقد بلغت نسبة الذكور المستفيدين من هذه الخدمات 96,32 % بينما بلغت نسبة الإناث 3,28%.

search