فنسنت أبو بكر.. عجوز سرق "حلم صلاح" ودخل التاريخ أمام البرازيل

تقترب منافسات بطولة كأس الأمم الأفريقية من انطلاقها، حسب ما تحدد لها في الثالث عشر من الشهر الجاري وتستمر حتى منتصف شهر فبراير المقبل وتستضيفها كوت ديفوار.

تدخل الكاميرون البطولة بهدف واحد هو الفوز باللقب القاري بعد تتويجها 5 مرات من قبل لملاحقة منتخب مصر صاحب الصدارة بواقع 7 بطولات.

تعقد الكاميرون آمالها على نجمها الأول فنسنت أبو بكر الهداف التاريخي للجيل الحالي، وثالث هداف الأسود عبر تاريخها.

ويستعرض “تليجراف مصر” قصة فنسنت أبو بكر أحد أبرز لاعبي البطولة الذي بلا شك سينافس محمد صلاح على لقب هداف البطولة، ومن أجل محاولة حثيثة لقيادة منتخب بلاده نحو لقب قاري جديد.

ولد فنسنت أبو بكر في 22 من شهر يناير عام 1992 لوالدته ماوبيال أليس أبو بكر، والأب إدوارد أبو بكر، في جاروا بالكاميرون.

قضى فينسنت معظم أيام طفولته في منطقة رومدي أدجيا الشهيرة بشمال الكاميرون، يوجد في ذلك المكان العديد من الشوارع القذرة حيث تشق الدراجات البخارية طريقها بين المطاعم والأطفال الذين يلعبون كرة القدم، كان يونغ فنسنت واحدًا من هؤلاء الأطفال الصغار.

“نينهو” الصغير

وتتمتع منطقة رومدي أدجيا الشعبية بسمعة سيئة لكونها موطنًا لمدمني الكحول، في ذلك الوقت كانت عائلة أبو بكر تعيش في منزل أزرق صغير في نهاية زقاق، كما كشف ذلك شقيقه الأكبر مايكل ديور.

كان أبو بكر يلعب كرة القدم كل يوم مع ابن عمه وإخوته في شوارع منطقة رومدي أدجيا، في غاروا، شمال الكاميرون.

عشق فينسينت أبو بكر البرازيلي رونالدينيو منذ نعومة أظافره، وهو ما جعل الناي تطلق عليه "نينهو" لأنه كان يشاهد مقاطع فيديوهات رونالدينيو دائمًا، وكان يحاكي أسطورة كرة القدم البرازيلية.

بدأ لعب كرة القدم في سن السادسة كحارس مرمى، وخلال طفولته كان فنسنت أبو بكر أفضل حارس مرمى شاب في منطقة رومدي أدجيا، ومن ثم ترك فينسينت أبو بكر مركزه في حراسة المرمى، والذي بدأه في الشوارع، للتركيز على المهاجم.

كشافة كوتون سبورت

نظرًا لأن الحي الذي كان يلعب فيه كرة القدم، غالبًا ما يأتي الكشافة المحليون لشراء أفضل الأطفال، وعادة ما يكونون مهاجمين، وكانت أفضل لحظة في بداية مسيرة فنسنت أبو بكر جاءت عندما كان عمره 12 عامًا.

في ذلك الوقت، كان هو وأبناء عمومته من بين الأطفال الذين تم استدعاؤهم للمشاركة في مسابقة كرة القدم المعروفة باسم Top Cup، يتم تنظيم هذه المسابقة لآلاف الأطفال في جميع أنحاء مناطق الكاميرون.

شارك فينسنت في بطولة كأس القمة، ما منحه أكبر فرصة في حياته، وفي النهاية، أصبح الشاب وابن عمه من نجوم البطولة.

التحق أبو بكر بأكاديمية براسيريز، ورأى مدربوه العلامات المبكرة على أن الصبي سيصبح عظيمًا في كرة القدم، ولأن فينسنت كان جيدًا التحق بنادي كوتون سبورت.

فوجئ كريستوف عثمانو، رئيس قطاع الشباب في كوتون سبورت، بعدم اهتمام أي ناد آخر بأبو بكر النحيف والموهوب للغاية، وبسرعة اتصل بمديره، رئيس شركة كوتون سبورت، ماينا جيلبرت، ثم أخبره أنه رأى مهاجمًا شابًا موهوبًا للغاية.

كان كريستوف عثمانو (رئيس الأكاديمية)، الذي أصبح فيما بعد مديرًا لمنتخب الكاميرون تحت 20 سنة، من أكبر المعجبين به، قال هذا عندما رأى فينسنت يلعب للمرة الأولى.

“عندما رأيت فينسنت أبو بكر يلعب لأول مرة، كنت متفاجئًا جدًا من سهولته في التعامل مع الكرة، لا سيما قدرته على التعامل مع ثلاثة أو أربعة لاعبين بمراوغات رائعة”، يقول عثمانو.

شيخ القرية

صعد فنسنت أبو بكر  لصفوف الشباب قبل أن يشق طريقه إلى الفريق الأول، وسرعان ما أصبح هدافًا للفريق ثم قاد الفريق إلى تحقيق الدوري الكاميروني 2010.

في عام 2010 أيضا، تحديداً في مايو، استدعي فينسنت أبو بكر البالغ من العمر 18 عاماً إلى تشكيلة الكاميرون للمشاركة في نهائيات كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا.

لن ينسى فينسنت وعائلته أبدًا شهر مايو 2010، بعد أسبوعين فقط من تلقيه مكالمة للمنتخب الوطني، وقع اللاعب الكاميروني تحديدًا في 26 مايو مع فالنسيان في فرنسا.

لكي يرحل عن النادي، احتاج إقناع النادي وأفراد العائلة، ثم أخيرًا رئيس قريته، وبعد مفاوضات استمرت 3 أيام، قام فالنسيان بتحويل مبلغ 250 ألف يورو إلى النادي الكاميروني ليرحل إلى فرنسا.

تألق أبو بكر في أوروبا ولعب لعدة أندية منها فالنسيان ولوريان في فرنسا وبورتو في البرتغال وبشكتاش في تركيا والنصر السعودي، وحاليا عاد إلى النادي التركي من جديد للمرة الثالثة.

وخلال مسيرته الاحترافية الطويلة، لعب 308 مباراة وسجل 118 هدفًا وقدم 43 تمريرة حاسمة.

الزئير مع الأسود الكاميرونية

في 18 أغسطس 2009، استدعي أبو بكر إلى منتخب الكاميرون تحت 20 سنة للمشاركة في الألعاب الفرنكوفونية في بيروت.

حين بلغ أبو بكر من العمر 18 عامًا، اختير ضمن تشكيلة الكاميرون للمشاركة في كأس العالم 2010، كان أبو بكر هو اللاعب الوحيد في الفريق الذي كان يلعب في الكاميرون.

وظهر لأول مرة في المباراة الودية يوم 29 مايو 2010 ضد سلوفاكيا، وفي 11 أغسطس 2010، سجل أبو بكر هدفه الأول للمنتخب الوطني، في مباراة ودية ضد بولندا.

استدعي للمشاركة في كأس العالم 2014 بالبرازيل، وبعد ذلك لكأس الأمم الأفريقية 2015.

وفي كأس الأمم الأفريقية 2017، سجل أبو بكر هدفًا في الدقيقة 88 في المباراة النهائية ليمنح الكاميرون الفوز بنتيجة 2-1 على منتخب مصر، لينهي انتظار بلاده الذي دام 15 عامًا للحصول على لقب قاري.

في وقت لاحق من ذلك العام، كان جزءًا من تشكيلة الكاميرون في كأس القارات 2017 في روسيا، لكنه غاب عن المنتخب في كأس الأمم الأفريقية 2019، حيث شكك المدير الفني كلارنس سيدورف في لياقته البدنية بعد عودته الأخيرة من إصابة طويلة الأمد.

عاد أبو بكر إلى المنتخب الوطني للمشاركة في بطولة كأس الأمم الأفريقية 2021، وشارك في كأس العالم 2022، سجل هدفًا وصنع آخر في التعادل 3–3 ضد صربيا.

وتخيل أنك سجلت هدفًا يمنح بلدك أكبر انتصار لها في تاريخها حتى الآن، وأثناء الاحتفال، يتم إظهار البطاقة الحمراء لك، هذا بالضبط ما حدث للكاميروني فنسنت أبو بكر بعدما قاد الأسود التي لا تقهر لتحقيق فوزها الأول على البرازيل في التاريخ.

يحتل أبو بكر حاليًا المركز الثالث في قائمة أفضل هدافي المنتخب الكاميروني في تاريخه برصيد 37 هدفًا، خلف المهاجمين الأسطوريين روجر ميلا الذي سجل 43 هدفًا للكاميرون وصامويل إيتو برصيد 56 هدفًا.