الخميس، 19 سبتمبر 2024

05:08 ص

"اللد".. صرخة مدينة في فيلم فلسطيني (خاص)

المخرج رامي يونس وسارة إيما فايردلاند

المخرج رامي يونس وسارة إيما فايردلاند

منى الصاوي

A A

من خان يونس إلى القدس ومن الخليل إلى غزة وجنين، تشتهر كل هذه المدن الفلسطينية بأفلام سينمائية كثيرة تروي قصصها، لكن هناك مدنا أخرى نادرًا ما تجد ذكرًا لها في السينما، مثل مدينة "اللد".

اللد عاصمة فلسطين

يروي الفيلم قصة مدينة اللد، التي كانت في يوم من الأيام عاصمة لفلسطين القديمة ورابطًا بينها وبين العالم بأسره.

يُجسد الفيلم، المدينة كفتاة تتحدث عن نفسها، تاريخها، وماضيها، معبرةً عن مشاعرها وتجاربها بصوت الفنانة ميساء عبدالهادي، في صورة تعكس آلام التهجير والحروب والمآسي.

مخيمات الضفة الغربية

يبدأ الفيلم بشهادات من فلسطينيين نزحوا من مدينة اللد وعاشوا في مخيمات اللجوء في الضفة الغربية، حيث يتحدثون عن التعذيب والمعاناة التي تعرضوا لها هم وعائلاتهم.

يتبع ذلك شهادات من جنود إسرائيليين من مجموعة البلماح يروون تجربتهم في استهداف مسجد في اللد، أما الجانب الثالث والأكثر إثارة في الفيلم، فهو الصورة المتخيلة بشكل رسوم متحركة، تُظهر المدينة وهي تعيش حياة طبيعية خالية من الاحتلال والحروب.

أحداث النكبة

يروي رامي يونس، مخرج الفيلم قصته لـ"تليجراف مصر"، قائلًا: "في 2015، قررت ومخرجة الفيلم الفلسطينية الأمريكية سارة إيما فريدلاند، التعمق أكثر فيما تعرضت له المدينة المذكورة من أحداث بسبب الاحتلال".

وأضاف يونس، أن اختيار مدينة اللد بشكل خاص لأن تجربتها اختلفت عن تجارب المدن الفلسطينية الأخرى التي تعرضت للتطهير العرقي في عام 1948، حيث تعرضت المدينة لدمار شبه كامل، لافتًا إلى أن صناع الفيلم لم يجدوا الكثير من الأفلام التي تسلط الضوء على حياة المدن الفلسطينية، لذلك تقرر أن تكون اللد محورًا للفيلم، لتكون ممثلة لفلسطين بأسرها.

تجربة التهجير

لم يكتفي الثنائي رامي وسارة، بعرض شهادات الأشخاص الذين عاشوا تجربة التهجير والإبادة في مدينة اللد، بل أضافا جانبًا جديدًا ومبتكرًا إلى الفيلم، إذ قاما بإدخال عنصر المدينة المتخيلة على شكل رسوم متحركة، حيث قدموا الشخصيات الفلسطينية في سياق جديد تمامًا.

الماضي والنفي والحاضر

ما بين الماضي، والنفي، والحاضر، تصوّر المشاهد المتحركة في الفيلم واقعًا موازيًا خياليًا، حيث لم يحدث احتلال عام 1948، ليس فقط في اللد، بل في كل فلسطين التاريخية، بحسب قول المخرج.

يضيف رامي أن الهدف من إيجاد هذا الواقع البديل هو تسليط الضوء على كيفية أن حياتنا كانت قد تكون أكثر بساطة ومساواة لولا التأثيرات السلبية والأيديولوجيات العنصرية التي يمارسها الاحتلال.

واقع خيالي

ويؤكد مخرج الفيلم، أن في الواقع الخيالي الذي صوروه، تظل اللد فلسطينية، حيث يعيش اليهود الذين هربوا إلى فلسطين من معاداة السامية الحقيقية في أوروبا جنبًا إلى جنب مع العرب في فلسطين التاريخية.

رامي يوضح أنهم عندما بدأوا في بناء هيكل الفيلم، أدركوا أنهم بحاجة إلى عمود فقري سردي يأخذ المشاهد خلال القصة، ولم يجدوا شخصًا أفضل لهذا الدور إلا المدينة نفسها، إذ أن المدن لها أرواح تحكي قصصها الخاصة، وهذا ينطبق على كل مدينة في العالم.

نجمة قديمة

تحدث رامي يونس عن تحديات تصوير الفيلم، مؤكدًا أن كونه فلسطينيًا من عرب 48، كان وجوده في اللد أمرًا سهلاً، إلا أنه واجه صعوبات بالغة في تمويل الفيلم، إلا أن منتجين الفيلم آمنوا بالفكرة وحولوا الحلم إلى حقيقة.

وأشار إلى أن الفيلم حصد العديد من الجوائز، أبرزها جائزة أفضل فيلم آسيوي في مهرجان برمانا للسينما الآسيوية بإيطاليا، وجائزة الجمهور لأفضل فيلم وثائقي بمهرجان هيوستن للسينما الفلسطينية. 

search