الثلاثاء، 17 سبتمبر 2024

11:00 ص

العطل التقني يدق جرس إنذار قبل أزمة 2038.. ما القصة؟

شاشة الموت الزرقاء

شاشة الموت الزرقاء

جاسر الضبع

A A

أعاد العطل التقني الذي ضرب دول العالم قبل يومين، المخاوف من مشكلة متوقعة في 19 نوفمبر سنة 2038، إذ يتجاوز توقيت نظام “يونيكس” الحد الأقصى للعدد الصحيح 32 بت، مما يؤدي إلى كسر الوقت بشكل أساسي، ما يعني أن الأنظمة التي تعتمد على هذا التنسيق قد تعود إلى تاريخ بعيد جدًا في الماضي.

وتسبب عطل تقني عالميّ، يوم الجمعة، في عرقلة الكثير من أنشطة العالم التكنولوجية، بعد أن تعطلت خوادم شركة “كراود ستريك” التابعة لشركة مايكروسوفت المتخصصة بمجال الأمن السيبراني، بما كان بمثابة صرخة لتفادي مشكلة "يونيكس".  

مشكلة يونيكس

“يونيكس” هو نظام لتحديد اللحظات ضمن الوقت، أي أنه رقم واحد يُمثل الثواني المنقضية منذ منتصف ليل الأول من يناير عام 1970، حيث ظهر للمرة الأولى.

ويعمل هذا النظام الذي يبدو بسيطًا بشكل جيد، ولكن بعض البرامج القديمة تستخدم عددًا صحيحًا موقّعًا بطول 32 بت لتخزين هذه القيمة. 

وتكمن المشكلة المتوقع حدوثها سنة 2038، في خطأ برمجي في تنسيق الوقت في أنظمة الكمبيوتر ذات معمارية 32 بت عند محاولتها تمثيل الوقت بعد منتصف الليل بالتوقيت العالمي المنسق في الـ19 نوفمبر 2038.

وتنشأ المشكلة عن طريقة تتبع الوقت في أجهزة الكمبيوتر باستخدام نظام "يونيكس"، الذي يبدأ في حساب الوقت من منتصف ليل 1 يناير 1970، بما يعني إنه في 19 نوفمبر 2038، الساعة 03:14:07 بالتوقيت العالمي، ستتجاوز قيمة وقت “يونكس” الحد الأقصى لعدد صحيح في 32 بت، بالنسبة للأنظمة التي تستخدم هذا التنسيق، سينكسر الوقت بشكل أساسي؛ ما قد يفسر القيمة كتاريخ في الماضي البعيد.

لذا تجنب هذه المشكلة يُعد أمرًا حاسمًا لضمان استمرارية الأنظمة الرقمية في المستقبل.

وتعتمد العديد من الأنظمة على “توقيت يونيكس”، ويمكن أن تؤدي الطوابع الزمنية غير الصحيحة على الملفات وقواعد البيانات إلى إحداث ضررًا في السجلات المالية والأنظمة اللوجيستية والبنية التحتية الحيوية. وقد ينتج عن أعطال البرامج إلى تعطيل العمليات وحالات فشل متتالية، 

وتستخدم الأنظمة الحديثة بالفعل أعدادًا صحيحة بحجم 64 بت لضبط الوقت، مما يؤدي إلى القضاء على المشكلة بشكل فعال. ويكمن التحدي في تحديد ومعالجة الأنظمة الضعيفة، خاصة تلك المتأصلة بعمق في البنية التحتية الحيوية.

وتفادي أزمة عام 2038 يعتبر خطوة حيوية لضمان عملية الانتقال السلس للتكنولوجيا في العقود القادمة، وفقا لصحيفة "الشرق الأوسط".

وأدى العطل التقني، الجمعة، لشلل في أغلب قطاعات ومرافق العالم الحيوية، كالمطارات والبنوك ووسائل الإعلام.

لكن في ظل إصابة أغلب دول العالم بالعطل، أعلنت روسيا أن أنظمتها تعمل بانتظام، بينما لم تبلغ الصين عن وجود أية أعطال بمطاراتها.

ومع هذا الحدث، تبيّنت ضرورة حاسمة للتفكير في معالجة "مشكلة عام 2038" قبل فوات الأوان.

روسيا.. أنظمة بديلة

وأكدت وزارة التنمية الرقمية الروسية، استمرارية عمل مطارات البلاد، دون تأثر بالعطل التقني العالمي.

وفي بيان لها، صرحت الوزارة بأن "الوضع مع مايكروسوفت يُظهر مرة أخرى أهمية استبدال البرمجيات الأجنبية بأنظمة روسية، ولاسيما في مرافق البنية التحتية الحيوية".

كما أعلنت الهيئة الفيدرالية الروسية للنقل الجوي عن استمرار عمل المطارات وشركات الطيران في روسيا بشكل طبيعي، حيث تواصل تسيير الرحلات واستقبالها حسب جداولها المحددة.

search