السبت، 05 أكتوبر 2024

01:19 م

الأولى من نوعها.. ناميبيا تبني مساكن من "النفايات"

أول منزل مبني على الفطريات في ناميبيا

أول منزل مبني على الفطريات في ناميبيا

حبيبة وائل

A A

في ظل البحث عن حلول مستدامة لأزمة الإسكان في ناميبيا، جاءت مجموعة الأبحاث "مايكوهاب" بفكرة مبتكرة قد تحدث تغييراً جذرياً في صناعة البناء، حيث تقوم كريستين هاوكونجو، كبيرة المزارعين في مايكوهاب، بزراعة فطر المحار على الأعشاب الضارة المقطوعة، ومن ثم تحويل هذه النفايات إلى ألواح بنية صلبة تُعرف بـ"كتل مايكو"، والتي يمكن استخدامها في بناء المنازل.

رائحة كريهة

قالت هاوكونجو: "يعتقد الناس أن المنزل سوف ينبعث منه رائحة كريهة لأن الكتل مصنوعة من منتجات طبيعية بالكامل، ولكن لا توجد رائحة كريهة في المنزل، في بعض الأحيان، توجد لمسة صغيرة من رائحة الخشب، ولكن بخلاف ذلك، يكون المنزل خالياً تماماً من الرائحة". 

وأوضح ماجريث مينجو، رئيس العلامة التجارية والتسويق في بنك ستاندرد في ناميبيا، أن الهدف من المشروع هو تقديم حلول جديدة ومستدامة للتعامل مع أزمة الإسكان والحد من الأثر البيئي السلبي للأدغال المتعدية.

نقص حاد في المساكن

تواجه ناميبيا التي يبلغ عدد سكانها نحو 2.7 مليون نسمة نقصاً حاداً في المساكن، حيث تحتاج إلى ما لا يقل عن نصف مليون منزل جديد، ويعيش جزء كبير من السكان في منازل مؤقتة مصنوعة من مواد النفايات أو صفائح الزنك، وبالإضافة إلى ذلك، تحتل الشجيرات ذات الأوراق العريضة 111 مليون فدان من أراضي ناميبيا، ما يعيق الزراعة ويؤثر على تغذية المياه الجوفية. 

تعتزم الحكومة الناميبية حرق 300 مليون طن من غابات الأشجار المتعدية كل 15 عامًا للتخفيف من آثارها البيئية وإنتاج الفحم لتحقيق الربح، ما يزيد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون؛ بدلاً من ذلك، يتبع مشروع "MycoHab" نهجاً مختلفاً، حيث يتم طحن الشجيرات واستخدامها كركيزة لزراعة فطر المحار. عند نمو الفطر بالكامل، يُباع لتجار التجزئة المحليين، وتُضغط النفايات المتبقية وتُخبز لتتحول إلى مواد بناء تُعرف باسم "mycoblocks"، حيث يتم تصنيع كل لوح من حوالي 10 كجم من الشجيرات. 

قالت هاوكونجو: “إذا انتشرت هذه التكنولوجيا على نطاق واسع، فقد نتمكن من الحد من انتشار أكثر من 300 مليون طن من الشجيرات التي تريد حكومة ناميبيا تقليصها”؛ وفقا لما نشرته صحيفة “ذا جارديان”.

تحديات التمويل والتوسع 

وعلى الرغم من الفوائد البيئية والاقتصادية لهذه التكنولوجيا، إلا أن تكاليف النقل تبقى تحدياً. أوضح هاينريش أموشيلا، المدير المشارك لـ SDFN، أن التكلفة ستكون مشكلة رغم أن تصنيعها أرخص. وأضاف أن منظمته تساعد في دعم الأسعار المرتفعة من خلال إشراك المرشحين في عملية صناعة الطوب وبناء المنازل. 

يأمل القائمون على مشروع "MycoHab" أن تلهم مبادرتهم صناعات الهندسة المعمارية والبناء لتطوير تصاميم أكثر تجديداً، مما يساعد في تجديد المراعي في ناميبيا، وتخفيف انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، وتوفير الغذاء والسكن، كل ذلك من مواد النفايات.

search