الخميس، 19 سبتمبر 2024

04:51 ص

صندوق النقد الدولي.. قروض قاتلة قد يخلفها طبيب الاقتصاد العالمي

مبنى صندوق النقد الدولي

مبنى صندوق النقد الدولي

محمود كمال

A A

صندوق النقد الدولي، الطبيب الاقتصادي للعالم الذي يقدم المشورة المالية والقروض، لكن ليس بالمجان، وإنما يجب أن تقدم تنازلات لتتلقى الدعم، وأن توافق على الشروط القاسية لتحقيق الاستقرار والنمو.
 

متى تأسس صندوق النقد الدولي ؟

صندوق النقد الدولي (IMF) هو مؤسسة مالية دولية أنشئت عام 1944 بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، وكان ذلك بهدف تعزيز الاستقرار المالي والتعاون النقدي الدولي، وتيسير التجارة الدولية، وتعزيز فرص العمل والنمو الاقتصادي المستدام، والحد من الفقر في جميع أنحاء العالم.

وبعد الحرب العالمية الثانية، اجتمعت 44 دولة متحالفة في مؤتمر بريتون وودز في يوليو 1944 للتخطيط لإطار للتعاون الدولي لتجنب الانكماش الاقتصادي المعروف باسم الكساد الكبير الذي شهده العالم في الثلاثينيات.
وفي 27 ديسمبر 1945، وقعت 29 دولة على ميثاق في مؤتمر بريتون وودز في الولايات المتحدة، وتم إنشاء صندوق النقد الدولي رسميًا.

وفي مارس 1947، بدأ الصندوق العمل بأعضاء من 40 دولة، وبحلول عام 2022، وصلت عضويته إلى 190 دولة.


مصادر أموال صندوق النقد الدولي

يتلقى صندوق النقد الدولي التمويل من ثلاثة مصادر، الأول هو الأسهم في الدول الأعضاء، والتي تشكل المصدر الرئيسي للتمويل، ويتم تحديد مبلغ المساهمة وفقًا للحجم الاقتصادي والوضع الاقتصادي للدول الأعضاء.
وتعد اتفاقية الاقتراض المتفاوض عليها (NAB) الجديدة بين الصندوق ومجموعة من الدول الأعضاء والمؤسسات ثاني أكبر مصدر للتمويل والدعم.

مندوبوا الدول الـ44 خلال فاعليات مؤتمر بريتون وودز التاريخي

أدوات صندوق النقد الدولي

يعمل صندوق النقد الدولي، وفقًا لأدوات منها الاستشارة والمراقبة، إذ يراقب الصندوق الاقتصاد العالمي ويقدم تقارير دورية عن الأداء الاقتصادي للدول الأعضاء، كما أنه يقدم المساعدة المالية للدول التي تواجه مشاكل اقتصادية، لكن بشروط تضمن إصلاحات اقتصادية.
يواجه صندوق النقد عددا من الانتقادات، أبرزها هو أن صندوق النقد الدولي يفرض شروط تقشف صارمة على الدول التي تطلب مساعدته، إذ أن هذه الشروط قد تشمل خفض الإنفاق الحكومي، وتقليل الدعم المالي للفقراء، ورفع الضرائب. 

ورغم أن هذه السياسات تهدف إلى تحقيق الاستقرار المالي، إلا أنها قد تؤدي إلى زيادة الفقر وتفاقم الأوضاع الاقتصادية الصعبة للمواطنين العاديين.

صندوق النقد يزيد من الأزمات

وتأتي الانتقادات بسبب أنه في الثمانينيات، شهدت دول أمريكا اللاتينية، مثل المكسيك والبرازيل والأرجنتين، أزمة ديون حادة، وهو الأمر الذي دفع تلك الدول للاقتراض بكثافة من البنوك الدولية، لكن ارتفاع أسعار الفائدة العالمية وتراجع أسعار السلع الأساسية جعلها غير قادرة على سداد ديونها. 

وتدخل صندوق النقد الدولي بتقديم قروض مشروطة بتطبيق سياسات تقشفية وإصلاحات اقتصادية قاسية، ما أدى إلى ركود اقتصادي وزيادة البطالة والفقر في تلك الدول.

كما أنه في عام 1998، عانت روسيا من أزمة مالية حادة بسبب انهيار أسعار النفط وانخفاض الإيرادات الحكومية، وهو الأمر الذي أدى إلى عجز الحكومة عن سداد ديونها وتراجع الثقة في الروبل الروسي، وذلك قبل أن يتدخل صندوق النقد الدولي بتقديم حزمة إنقاذ مالي، لكن الأزمة أثرت بشدة على الاقتصاد الروسي وتسببت في تراجع كبير في مستوى المعيشة.

توقيع معاهدة انضمام إلمانيا لعضوية صندوق النقد في العام 1952

مصر وصندوق النقد الدولي

انضمت مصر إلى صندوق النقد الدولي في ديسمبر 1945، وتبلغ حصتها في الصندوق حوالي 1.5 مليار دولار.
وفي مايو 1962، وقعت مصر أول اتفاقية قرض مع الصندوق، لكن المفاوضات تم تجميدها لبعض الوقت قبل أن تستأنفها الحكومة المصرية في أواخر السبعينيات.
وتاريخ مصر في الاقتراض الخارجي ليس بعيدا؛ ففي عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات، اقترضت مصر أموالا من صندوق النقد الدولي عام 1978/1977 لمعالجة مشاكل المدفوعات الخارجية وارتفاع التضخم الذي اقترب من 8.6% لأول مرة في وقت من التاريخ، إذ اقترضت ما يقرب من 186 مليون دولار.
وتوالت فيما بعض قروض مصر من صندوق النقد، وكان آخرها القرض الذي تم رفعه من 3 مليارات دولار إلى 8 مليارات دولار، بعد مفاوضات بدأت في ديسمبر 2022

search