الجمعة، 02 أغسطس 2024

05:14 م

امرأة السبب.. طرد 3 ركاب يهود من طائرة أمريكية

يهود من طائفة الحريديم - أرشيفية

يهود من طائفة الحريديم - أرشيفية

أحمد سعد قاسم

A A
نتيجة الثانوية العامة 2024

تعرض ثلاثة ركاب يهود متشددين لموقف محرج عندما تم إنزالهم من طائرة تابعة لشركة جيت بلو الجوية وكانت متجهة من بالم سبرينجز في كاليفورنيا إلى نيويورك في ليلة رأس السنة.

بدأت الواقعة عندما طلب راكب مسن من طائفة الحريديم، ورفقته امرأتان يتبعان نفس الطائفة، بتغيير مقعده وعندما سألته مضيفة الطيران عن السبب أجاب بأنه لا يريد الجلوس إلى جوار امرأة، فهذا يخالف معتقداته الدينية. 

توازن الطائرة

حاول الراكب البحث عن مقعد آخر خالٍ، لكنه لم يجد، وعندما عرض عليه راكب آخر يدعى رون باسارو تبادل المقاعد معه، وافق الراكب اليهودي وشكره على تعاونه.

ووفقا لموقع "ذا فوروارد" الإخباري اليهودي الأمريكي، فإن طاقم الطائرة رفض هذا التغيير وفوجئ الركاب بظهور قبطان الطائرة بصبحة ضابط الأمن في ممر الطائرة وطلبا من الركاب الثلاثة النزول من الطائرة. 

برر القبطان قراره بأنه تلقى شكوى من طاقم الطائرة بأنهم شعروا بعدم الارتياح مع وجود الركاب اليهود المتشددين على متنها، وأضاف أن تغيير المقاعد يؤثر على التوازن في الطائرة، ويجب على الركاب الالتزام بالمقاعد المحددة لهم. 

مشادة كلامية

لم يمر الموقف بشكل طبيعي لكن حدثت مشادة كلامية كبيرة بين الأطراف المذكورة وحاولت إحدى النساء الدفاع عن المسن، وسط اتهامات لطاقم الطائرة بالتمييز ومعاداة السامية.

محادثة صوتية بين طاقم الطائرة الركاب اليهود

ليست الأولى

قالت إحدى اليهوديات إنها كانت تنوي الوصول إلى عملها وأسرتها في نيويورك، وأنها لا تستحق هذه المعاملة بحسب ما ذكره موقع "يديعوت أحرونوت" العبري.

الموقع العبري قال إنه تم إنزال الركاب الثلاثة من الطائرة، وترتيب رحلة أخرى لهم في اليوم التالي، ولم تعلق شركة جيت بلو على الواقعة، رغم محاولات الموقع الإخباري اليهودي الاتصال بها. 

تأتي الواقعة في ظل تزايد الجدل حول مسألة إعادة الركاب اليهود المتشددين المطرودين؛ لنفس الطائرة دون ترتيب رحلة أخرى، ففي عام 2017، قضت محكمة الصلح في القدس لصالح امرأة يهودية كانت تبلغ من العمر 82 عامًا، وتدعى رنا رابينوفيتش، بعد أن تم نقلها من مقعدها على متن طائرة تابعة لشركة الطيران الإسرائيلية "إل عال" بناء على طلب من راكب متدين، وحصلت اليهودية على تعويض قدره 6500 شيكل، واعتبرت المحكمة أن هذا الفعل يمثل انتهاكًا لقانون التمييز.

أحد رجال الحريديم يتلو التوراة

طائفة متشددة

يذكر أن "الحريديم" هو جمع للكلمة العبرية “حريدي” وتعني التقي أو المحافظ، ويلبس الحريديم ملابس تشبه ملابس اليهود في شرق أوروبا، وهي عبارة عن عباءة سوداء طويلة وقبعة سوداء، بالإضافة إلى “الطاليت”، وهو شال يستخدمه اليهود في الصلاة، وغالبًا ما يكون لونه أبيض، وفي زواياه الأربع “التزيتزيت”، وهي خيوط من الصوف مضفورة ومربوطة بشكل خاص؛ هذا بالنسبة للرجال أما النساء فتتشابه ملابسهن بنسبة كبيرة جدًا مع المسلمات حيث يرتدين ثوبًا يشبه النقاب ويطلق عليه البعض “برقع الحريديم” واختارت الطائفة هذا اللباس بسبب القلق من تدهور الحشمة في المجتمع اليهودي المتشدد.

أطفال من طائفة الحريديم

لا يتحدثون العبرية

ويتجنب الحريديم التحدث بالعبرية قدر الإمكان، لأنهم يعتبرونها لغة مقدسة لا يصح استخدامها، ويستخدمون بدلا منها “اليديشية” وهي لغة اليهود الأوروبيين، وتعود نشأتها للقرنين العاشر والحادي عشر الميلاديين من لغات مختلفة مثل الآرامية والألمانية والإيطالية والفرنسية والعبرية، ويتحدث بها حوالي 3 ملايين شخص حول العالم، معظمهم يهود أشكناز واليديشية تستخدم الأحرف العبرية في الكتابة ولكنها تختلف عنها في نفس الوقت.

المدارس الدينية اليهودية

ويلتزم الحريديم الشريعة اليهودية "الهالاخاه" الأرثوذكسية ويرفضون مراجعة الشرائع والتقاليد اليهودية الدينية، فيما يفضلون نوعًا خاصًا من المدارس الدينية اليهودية يسمى اليشيفات، حيث يتم تعليم الدين التقليدي والشريعة والتلمود، ويدرس أبناء الطائفة الحريدية العلوم العالمية فقط عند الضرورة، من أجل إنقاذ الحياة "مثل الطب" أو من أجل العيش، أما دراسة الأدب والفلسفة وغيرها، فهي مرفوضة عندهم.

search