الجمعة، 22 نوفمبر 2024

05:44 م

توأم رقمي يؤدي مهامك.. ثورة جديدة في عالم التكنولوجيا

التوأمة الرقمية

التوأمة الرقمية

محمد حسن

A A

في ظل التطور السريع للتكنولوجيا، تظهر مفاهيم جديدة تُغير من شكل حياتنا وتعاملاتنا اليومية، واحدة من هذه المفاهيم هي "التوأمة الرقمية".

وأكد مؤسس فيسبوك والرئيس التنفيذي لشركة ميتا، مارك زوكربيرج، قدرة الذكاء الاصطناعي الهائلة في مساعدة الأفراد على زيادة الإنتاجية، لافتا إلى العمل على وجود نسخ رقمية ذكية تمثل هؤلاء الأشخاص كوكلاء افتراضيين.

زوكربيرج قال إن الشيء الآخر هو تمكين الناس من بناء وكلاء رقميين مدربين على مواد تمثلهم بالطريقة التي يريدونها.

حديث الرئيس التنفيذي لشركة ميتا طرح تساؤلات عن ما هي التوأمة الرقمية؟ وكيف تستفيد منها الشركات الكبرى مثل ميتا؟ وهو ما أجاب عنها مستشار الأمن السيبراني ومكافحة الجرائم الإلكترونية، ورئيس وحدة دراسات الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني بمركز العرب للأبحاث والدراسات، الدكتور محمد محسن رمضان.

الدكتور محمد محسن رمضان.

 

التوأمة الرقمية

قال محمد محسن إن التوأمة الرقمية هي عبارة عن نسخة رقمية دقيقة لشيء مادي، سواء كان هذا الشيء جهازًا، عملية، أو حتى إنسانًا. 

يتم إنشاء هذه النسخة الرقمية باستخدام البيانات الحقيقية والنماذج الرياضية، مما يسمح بمحاكاة وتحليل الأداء والوظائف في الزمن الفعلي. 

التوأمة الرقمية تُستخدم لفهم وتحسين الأداء، التنبؤ بالمشاكل، وتقديم حلول مبتكرة.

ونوه في تصريحاته لـ تليجراف مصر بأن أهمية التوأمة الرقمية تكمن في تحسين العمليات والصيانة، وذلك من خلال استخدام التوأمة الرقمية، الذي يمكن للشركات مراقبة أداء الأصول بشكل دقيق والتنبؤ بالأعطال قبل وقوعها، مما يقلل من فترات التوقف غير المخطط لها ويزيد من كفاءة التشغيل.

وفيما يتعلق بتطوير المنتجات، قال مستشار الأمن السيبراني إن التوأمة الرقمية تمكن من اختبار النماذج الأولية وتحسين التصميمات قبل إنتاجها فعليًا، مما يوفر الوقت والموارد.

التوأمة الرقمية

وأوضح أنه يمكن استخدام التوأمة الرقمية لفهم تفضيلات وسلوكيات المستخدمين بشكل أفضل، مما يسمح بتقديم خدمات ومنتجات مخصصة لكل مستخدم، كما تستخدم التوأمة الرقمية في محاكاة بيئات العمل المعقدة، مما يسمح بتدريب الموظفين وتحسين مهاراتهم دون المخاطرة بالأصول الحقيقية.

ميتا والتوأمة الرقمية للمستخدمين

ولفت إلى أن شركة ميتا قامت بخطوة جريئة في هذا المجال عبر إنشاء توائم رقمية للمستخدمين، موضحا أن هذه التوائم الرقمية ليست مجرد نسخ افتراضية للمستخدمين، بل هي كيانات ذكية قادرة على التفاعل والتعلم من البيانات الحقيقية للمستخدمين.

واستشهد بحديث مؤسس فيسبوك مارك زوكربيرج: "ببساطة لا يوجد ما يكفي من الساعات في اليوم للمبدعين للتفاعل مع مجتمعهم بالطريقة التي يريدها المجتمع، وسيكون بإمكان هذه النسخ أو التوائم الرقمية، الرد على الرسائل المباشرة والدردشة مع المتابعين وأداء مهام أخرى.. الأمر الجميل الآخر هو تمكين الناس من بناء وكلاء رقميين مدربين على مواد تمثلهم بالطريقة التي يريدونها".

وعن ألية ميتا في إنشاء التوائم الرقمية قال إنه يتم من خلال 4 أمور وهي:

جمع البيانات:  

وذلك من خلال اعتماد ميتا على جمع كميات ضخمة من البيانات حول المستخدمين، مثل تفاعلاتهم على الشبكات الاجتماعية، تفضيلاتهم، ونمط حياتهم.

تحليل البيانات:

وذلك من خلال استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل هذه البيانات وإنشاء نماذج دقيقة لكل مستخدم.

التفاعل المستمر:

وتستمر التوائم الرقمية في التعلم من البيانات الجديدة التي يتم جمعها، مما يجعلها أكثر ذكاءً ودقة بمرور الوقت.

تقديم الخدمات:

وتُستخدم هذه التوائم الرقمية لتقديم خدمات مخصصة لكل مستخدم، مثل توصيات المحتوى، تحسين تجربة المستخدم، وتقديم حلول متكاملة تلبي احتياجاتهم.

التحديات والمخاطر:

وعدد محسن التحديات والمخاطر للتوأمة الرقمية، والتي تتمثل في الخصوصية والأمان، لأن جمع كميات ضخمة من البيانات قد يشكل خطرًا على خصوصية المستخدمين، لذا يجب تطبيق سياسات صارمة لحماية هذه البيانات.

محسن حذر أيضا من الاعتماد الزائد على التكنولوجيا، موضحا أن التوأمة الرقمية تعتمد بشكل كبير على التكنولوجيا المتقدمة، مما يعني أن أي خلل تقني قد يؤثر على الأداء.

ولفت إلى أنه يجب التعامل بحذر مع فكرة إنشاء نسخ رقمية للبشر، حيث تثير هذه الفكرة تساؤلات أخلاقية حول حقوق وخصوصية الأفراد.

search