الجمعة، 22 نوفمبر 2024

01:03 م

الإفتاء: تعطر المرأة في المسجد "سنة وأمر قرآني"

تعطر المرأة عند الخروج للصلاة

تعطر المرأة عند الخروج للصلاة

فادية البمبي

A A

أجازت دار الإفتاء المصرية تعطر المرأة عند ذهابها للمسجد بشرط أمن الفتنة؛ وفق ما جاء في القرآن الكريم “بأخذ الزينة عند كل مسجد سواء للرجال أو النساء”، وجاءت السنة النبوية التقريرية بخروج النساء إلى الصلاة بقلائد عطرهن.

إجابة دار الإفتاء  كانت عن سؤال ورد إليها عبر موقعها الرسمي مضمونه “هل يجوز للمرأة أن تخرج إلى المسجد مُتَعَطِّرة؟”، وقال السائل إنه جاء في بعض الأحاديث أن المرأة إذا خرجت للمسجد متعطرة فإن الله لا يقبل منها الصلاة حتى تغتسل، فما معنى ذلك؟.

النهي عن خروج النساء متعطرات

استفاضت دار الإفتاء في إجازتها بالقول: “أما أحاديثُ النهي عن خروج المرأة إلى المسجد متعطرة فالمراد بها النهيُ عن تعطرها بالعطر النفّاذ الزائد عن الحد الذي تقصد به الشهرة أو لفت النظر إليها؛ فإن ذلك حرام، سواء فعلت ذلك بالعطر أو بغيره من وسائل الزينة التي تلفت الأنظار”. 

تابعت: “الاختلاف بين الفقهاء بين التحريم والكراهة والإباحة ليس حقيقيًّا؛ فالتحريمُ عند قصد الإغواء مع تحقق الفتنة أو ظنها، والكراهة عند خشيتها، والإباحة عند أمنها، والاستحباب عند الحاجة إلى الطيب لقطع الرائحة الكريهة ونحو ذلك”.

خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ

وبينت أنه جاء الأمر الإلهي بأخذ الزينة عند الصلاة في المسجد في قوله تعالى ﴿يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ﴾، [الأعراف: 31]، وهو أمْرٌ عامٌّ لكل البشر يشمل الرجال والنساء، ومن ذلك التطيّبُ؛ فقد أكدت الشريعة على استحبابه في العبادات الجماعية ومواطن الزحام وتجمع الناس؛ حتى لا يجدوا من بعضهم إلا الرائحة الطيبة؛ رجالًا كانوا أو نساءً.

أكدت دار الإفتاء أن التطيب -العطر- ليسَ مقصورًا على الرجال دون النساء؛ بل هو في حقِّ النساء أولى؛ لِما جُبِلنَ عليه من حب الطيب والعطر؛ فقد أخبر الله تعالى أنه خلق المرأة مُحِبَّةً للزينة، مُنَشَّأَةً في الحلية؛ فقال سبحانه: ﴿أَوَمَنْ يُنَشَّأُ في الحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ﴾ [الزخرف: 18]؛ ولم يكن الله تعالى لينشئهن في الحلية ثم يُحَرِّمُها عليهن بالكلية.

"السخاب" قلادة من القرنفل والمسك 

السِّخاب

استطردت: “لذلك كان نساءُ الصحابة رضي الله عنهنَّ يلبسن (السِّخاب) عند خروجهن للعيد، وهي قلادة فيها طِيبٌ، ولم يرد أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم نهاهُنَّ عن ذلك؛ فهذه سُنّة نبوية تقريرية وهذا يقتضي جواز خروجهن للمسجد متطيبات عند أمن الفتنة”.

السِّخَاب قلادة تتخذ من قرنفل وسُكٍّ ومحلبٍ ولها راحة طيبة

واستدلت “الإفتاء”: “عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت (كنا نَخْرُجُ مع النبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم إلى مكة فنُضمِّدُ جباهنَا بالسُّكِّ الـمُطَيَّبِ عندَ الإحرام، فإذا عَرِقَت إحدانا سالَ على وجهها، فيراه النبي صلَّى الله عليه وآله وسلم فلا ينهاها)”، أخرجه الإمام أحمد وأبو يعلى في "مسانيدهم"، وأبو داود في "السنن".

search