ميكالي "عنكبوت أسود" بأداء باهت مع الأندية وعانق المجد رفقة مصر والبرازيل

دخل روجيرو ميكالي تاريخ كرة القدم البرازيلية باعتباره المدرب الذي قاد الفريق للفوز بأول ميدالية ذهبية أولمبية له في ريو دي جانيرو عام 2016.

وخاض أكثر من 25 عامًا من مسيرته المهنية في أندية أتلتيكو مينيرو، فيجيرينسي، كروزيرو، لوندرينا وغيرها من الأندية البرازيلية، قبل أن يصل المنطقة العربية عن طريق الهلال السعودي ثم تولى تدريب الظفرة الإماراتي.

وفي أغسطس 2022، تولى تدريب منتخب مصر الأولمبي ليحقق المركز الثاني في بطولة إفريقيا تحت 23 عاما بالمغرب، قبل أن يقود الفراعنة إلى نصف نهائي أولمبياد باريس 2024.

ويستعرض “تليجراف مصر” قصة روجيرو ميكالي مدرب منتخب مصر الأولمبي كالتالي:

العنكبوت الأسود

وعُرف روجيرو  ميكالي الذي لعب كحارس المرمى بـ"العنكبوت"، وهو اللقب الأشهر للعملاق الروسي ليف ياشين.

لكن مسيرة ميكالي كلاعب انتهت سريعا بعدما لعب لبعض الأندية الصغيرة في البرازيل قبل أن يعتزل في سن 23 عامًا في عام ميلاد ابنته.

وبدأ ميكالي التدريب في عدة فرق بالبرازيل، ليتولى تدريب فريق فيجويرينسي في دوري ولاية سانتا كاتارينا للناشئين، وحقق كأس ساو باولو لكرة القدم للناشئين لعام 2008 وبطولة كاتارينينس تحت 20 عامًا.

وتولى تدريب أتلتيكو مينيرو، إذ فاز بكأس بي إتش للناشئين في عامي 2010 و2011، وبطولة ميناس جيرايس تحت 20 عامًا في عامي 2010 و2012، كما فاز ببطولة Cor Groenewegen الدولية (ICGT) مرتين، والتي أقيمت في هولندا، في عامي 2011 و2012.

في عام 2015، تمت دعوته ليكون المدرب الجديد للمنتخب البرازيلي في فئتي تحت 20 وتحت 23 عامًا، بعد إقالة ألكسندر جالو. 

ومع المنتخب البرازيلي، كان الوصيف في كأس العالم تحت 20 سنة 2015، وقدم منتخب السيليساو أداءً رائعًا.

عقدة برازيلية

وقاد المننخب البرازيلي في أولمبياد ريو 2016، وهي البطولة التي كان بطلاً فيها وفاز بالميدالية الذهبية غير المسبوقة لكرة القدم الأولمبية البرازيلية. 

ونجح ميكالي في إنهاء عقدة البرازيليين، بمساعدة نيمار نجم باريس سان جيرمان السابق، وجابريل جيسوس، مهاجم أرسنال، في ليلة درامية على ملعب (ماركانا) الشهير، بعد الفوز على حساب ألمانيا بركلات الترجيح 5-4، إذ خسر منتخب "السامبا" نهائي الأولمبياد 3 مرات أعوام 1984، 1988 و 2012.

بعد حصوله على المركز الخامس في بطولة أمريكا الجنوبية، وفشله في التأهل لكأس العالم في كوريا الجنوبية، تم إنهاء عقده مع الاتحاد البرازيلي في 20 فبراير 2017.

وذكر ميكالي أن أحد أسباب تراجع أداء المنتخب البرازيلي هو استخدامه نيمار بشكل خاطئ، إذ قال “ارتكبت خطأً بسبب قلة خبرتي في العمل مع نيمار، كان النجم وحتى تلك اللحظة يلعب على اليسار”.

وأضاف: “أشركته في الوسط، كان لديه 40 يومًا إجازة وبدأ التدريب، في أول مباراتين واجه صعوبة في التحرك، كما أن بعض اللاعبين الآخرين لم يكن أداؤهم جيدًا وكان وسط الملعب يفتقر إلى القدرة على صناعة اللعب”.

إقالات سريعة

وفي 21 يوليو 2017، تم الإعلان عن تعيينه مدربًا جديدًا لأتلتيكو مينيرو، بعد إقالة روجر ماتشادو.

تحت قيادته، تم إقصاء الفريق على يد خورخي ويلسترمان البوليفي في دور الـ16 من بطولة ليبرتادوريس 2017، قبل أن يرحل في شهر سبتمبر، بعد الهزيمة الجديدة للفريق على ملعب أرينا إندبندسيا أمام فيتوريا.

وفي 24 فبراير 2018، وقع عقدًا ليكون مدربًا لفريق بارانا، وقدم أداءً جيدًا في البطولة البرازيلية مع الفريق لكنه رحل في أغسطس من نفس العام.

وفي 10 سبتمبر 2018، وبعد إقالة المدرب ميلتون كروز، تم الإعلان عن تعيينه مدربًا جديدًا لفريق فيجيرينسي لكنه رحل بعد شهرين فقط.

وعاد إلى بارانا في 2 نوفمبر 2020، في الدوري البرازيلي الدرجة الثانية، ولكن بعد 6 مباريات دون فوز، رحل في ديسمبر.

وتحدث ميكالي عن فترته في البرازيل قائلا “كنت أصل دائمًا في منتصف الموسم، إذ ألعب مباراتين في الأسبوع ورحلات طويلة بين المباريات”.

وتابع: “في الأساس أنت لا تتدرب، الراحة والتعافي والتفكير في المباراة القادمة، لا توجد تدريبات، لا يمكنك القيام بالفقرات التكتيكية الخاصة بك”.

وواصل: "في البرازيل، تعتمد كثيرًا على كيمياء اللاعبين، وعلى حالة اللعب وعلى الحظ، من خلال الفوز، تكسب الوقت وبالتالي يكون لديك تسلسل لتنفيذ شيء ما”.

تحليل العمل

وانتقل ميكالي إلى المنطقة العربية في فبراير 2021، إذ وقع مع الهلال، وبعد 13 مباراة فقط، رحل عن النادي السعودي، وحقق خلال هذه الفترة 8 انتصارات وتعادل وحيد و4 هزائم.

وأردف: “لم أخسر مباراتين متتاليتين مع الهلال، دائما ما كانت تتناوب الهزائم والانتصارات، لكن الضغط مرتفعا للغاية، عانيت من تعثر في دوري أبطال آسيا، لذلك فقدت وظيفتي”.

“تركت الهلال متصدرا للدوري السعودي وتأهلنا للمرحلة الثانية من دوري أبطال آسيا، ومع ذلك من خلال التردد وخسارة مباراة لم يكن من المفترض أن نخسرها، تم انتهاء العقد”. 

وتولى تدريب الظفرة الإماراتي في عام 2022، قبل أن يرحل في خطوة لم تكن مفاجئة، إذ يحتل الفريق المركز الثاني عشر في جدول ترتيب دوري أدنوك للمحترفين برصيد 11 نقطة فقط من 17 مباراة، فيما خرج من بطولتي الكأس.

وعلق: “العامل الإيجابي في الإمارات هو أنهم يقومون بتحليل العمل أكثر، إذا كنت تعمل بشكل جيد على أساس يومي، فسيكون لديهم قدر أكبر من التحمل إذا لم تحصل على نتائج فورية”.

وتابع: “النصر، أغنى فريق هنا، خاض 9 مباريات دون تحقيق أي فوز، وبقي المدرب على حاله، وهذا سيكون مستحيلا في البرازيل”.

تألق في أفريقيا وتوهج في الأولمبياد

وواصل “خلقت رابطة عظيمة مع الجماهير، إذ احتضنتني بطريقة أشعر بالامتنان لها، وهذا ما نضعه كهدف لنا، والحياة لا تتعلق بالمال فقط”.

وقاد البرازيلي منتخب مصر في بطولة أفريقيا تحت 23 عامًا التي استضافتها المغرب لتحقيق المركز الثاني، وأقيمت المباراة النهائية بين الفراعنة وأسود الأطلس في ملعب الأمير مولاي عبد الله في الرباط، وهزم المنتخب المغربي نظيره المصري بنتيجة 2-1، ليفوز بأول لقب له على الإطلاق.

وحصد ميكالي مع الفراعنة، 7 نقاط في دور المجموعات من الفوز في مباراتين والتعادل في مباراة بينما سجل لاعبو المنتخب 3 أهداف ولم تهتز شباك الفراعنة خلال المباريات الثلاثة.

وبدأ مشوار البطولة الأفريقية الأخيرة بالتعادل مع النيجر سلبيا قبل أن يفوز على مالي 1-0 في الجولة الثانية، واختتم دور المجموعات بالفوز على الجابون 2-0 وفي نصف النهائي فاز منتخب مصر على غينيا 1-0، قبل أن يخسر أمام المغرب في المباراة النهائية.

وخاض منتخب مصر 5 مباريات في الأولمبياد الجاري، فاز في 3 وتعادل مرة وحيدة وخسر مثلها، وسجل 4 أهداف ولم تهتز شباكه سوى مرتين فقط، إذ يقدم روجيرو ميكالي أداءًا رائعًا مع الفراعنة، بعد التعادل السلبي أمام جمهورية الدومينيكان وفاز على أوزبكستان بهدف نظيف وكرر فوزه على إسبانيا بنتيجة 2-1.

ولم يكن طريق مصر إلى الدور نصف النهائي سهلًا على الإطلاق، إذ احتاج الفراعنة إلى ركلات الترجيح للتغلب على باراجواي بنتيجة 5-4.

وبعد تأخرهم بهدف سجله دييجو جوميز في الدقيقة 71، احتاجوا أيضًا إلى هدف التعادل في الدقيقة 88 من إبراهيم عادل لأخذ المباراة إلى الوقت الإضافي، قبل أن يتألق حمزة علاء ويتصدى لركلة جزاء قادت مصر إلى نصف النهائي.