الجمعة، 20 سبتمبر 2024

01:38 ص

المرشد الزراعي.. الوظيفة الغائبة عن الزراعة المصرية

صورة أرشيفية

صورة أرشيفية

محمد لطفي أبوعقيل

A A

غابت مهنة المرشد الزراعي وهو الشخص الذي يزور حقول المزارعين، لتقديم النصائح والإرشادات الصحيحة لهم، عن المشهد في القطاع الزراعي في مصر، رغم كونه ركيزة أساسية لدعم المزارعين وتوجيههم في ظل التغيرات المناخية المستمرة.

وقال نقيب الفلاحين حسين أبوصدام، إن الإرشاد الزراعي يعد من أهم محاور الدعم الذي تقدمه الدولة للمزارعين.

وأكد في تصريحاته لـ"تليجراف مصر"، أنه في الفترة الحالية يعاني القطاع الزراعي عجزا تاما في أعداد المرشدين الزراعيين لتوجيه المزارعين، مردفًا “مهنة المرشد الزرعي انقرضت في مصر”.

تطوير ملف الإرشاد الزراعي

وتابع "أن زيادة الرقعة الزراعية، وعمليات استصلاح الأراضي مؤخرًا، تستوجب، تطوير ملف الإرشاد الزراعي وتكثيف حملاته وزيادة أعداد المرشدين الزراعيين، لافتًا إلى أن وسائل الإرشاد الحالية أصبحت تقتصر على الإرشاد المرئي عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتطبيقات، والندوات والمؤتمرات.

من أهم المطالب

وأوضح، أن عودة إشراف المرشد الزراعي على الحقول، من أهم المطالب التي ينادي بها المزارعون حاليًا، بسبب التغيرات المناخية التي تؤثر على الإنتاج الزراعي، منها تغير مواقيت زراعة المحاصيل، كذلك أوقات هبوب الرياح، وتغيير درجات الحرارة، لافتاً إلى أن دور الإرشاد الزراعي يكون في تعريف الفلاحين بالأصناف الملائمة للظروف، ومواعيد ري المحاصيل وتبكير الزراعة أو تأخيرها.

طرق ومعلومات مختلفة

من جانبه أستاذ الإرشاد الزراعي بجامعة القاهرة، الدكتور عماد الشافعي، قال إن من يريد اتخاذ الزراعة كمهنة عليه امتلاك القدر الكافي من المعرفة بالتغييرات في المجال الزراعي التي تحدث يومياً، موضحًا أن الظروف البيئية في مصر تفرض طرق ومعلومات مختلفة، حيث إن كل منطقة في مصر لها صنف معين من المحاصيل ومعدلات مختلفة من الأسمدة وطرق مختلفة لمقاومة الآفات.

وأوضح في تصريحاته لـ"تليجراف مصر"، أن معظم المزارعين المصريين ليس لديهم القدر الكافي من العلم والمعرفة بهذه الأمور، أو وسيلة لمعرفة المبتكرات الحديثة في المجال الزراعي، مؤكدًا ضرورة وجود المرشد الزراعي، لمتابعة المزارعين وتوجيههم خلال الموسم الزراعي.

تقديم النصائح والاستشارات

واستكمل، "وجود متخصص على علم بأساليب الزراعة العلمية ضروري للنهوض والتقدم بالقطاع الزراعي في مصر، لافتًا إلى أن أهم دور للمرشد الزراعي هو تقديم النصائح والاستشارات، ومساعدة المزارع على التعرف على الأمراض التي تصيب المحاصيل وطرق علاجها.

تدهور القطاع الزراعي

وتابع، "سابقاً كان لدينا ما لا يقل عن 35 ألف مرشد بمتوسط 7 مرشدين لكل قرية، أما الآن معظم القري ليس بها أي مرشد حتى الإدارات الزراعية لم يعد بها موظفين، مؤكدًا أن عدم وجود مرشدين أدى إلى تدهور القطاع الزراعي بشكل كبير، ووجودهم مهم لتحسين إنتاجية المحاصيل الزراعية في مختلف المحافظات.

 الكثير من المشاكل

واستطرد، "نادينا كثيراً بأهمية عودة الإرشاد الزراعي، لأن هناك الكثير من المشاكل التي تواجه القطاع الزراعي منها الآفات التي دخلت إلى مصر مؤخراً منها دودة الحشد، مضيفاً أنه من الممكن أن يقوم أبناء كل قرية بإنشاء جمعية أهلية زراعية يتم ترخيصها من وزارة الزراعة، وتقوم الجمعية بالتعاقد مع خريجي كليات الزراعة للعمل كمرشدين زراعيين في القري.

يذكر أنه أصدر وزير الزراعة واستصلاح الأراضي علاء فاروق عددا من التوجيهات لقيادات الوزارة والعاملين فيها تأتي هذه التوجيهات بهدف تعزيز تواجد القيادات بين المزارعين في الحقول، والتركيز على البحث العلمي من خلال مراكز البحوث وتطبيق أفضل التجارب الزراعية على أرض الواقع.

وأكد على دور الإرشاد الزراعي والطب البيطري في دعم المزارعين بالقرى المصرية، وأصدر توجيهات لوكلاء الوزارة بالمحافظات لمنع البناء على الأراضي الزراعية وإزالة أي ملوثات بيئية مثل حرق قش الأرز وأكد على مسؤولية مديري المديريات عن توزيع الأسمدة بشكل عادل ومعالجة أي قصور في الإمداد.

search