الجمعة، 20 سبتمبر 2024

03:43 م

من السجن إلى العرش.. يونس رئيسًا لحكومة بنجلاديش

محمد يونس

محمد يونس

حبيبة وائل

A A

بعد سنوات من ملاحقته قضائيا، والحكم عليه بالسجن، أعلنت الرئاسة في بنغلاديش أمس، الأربعاء، أن محمد يونس، الحائز على جائزة نوبل للسلام، سيترأس الحكومة الانتقالية في البلاد بعد حل البرلمان، وفرار رئيسة الوزراء الشيخة حسينة إلى الخارج.

جاء الإعلان بعد لقاء بين رئيس الجمهورية محمد شهاب الدين وكبار ضباط الجيش وقادة حركة "طلبة ضد التمييز" التي نظمت التظاهرات الأخيرة. وفقا لما نشرته وكالة "أسوشيتد برس".

فترة مؤقتة

وقع اختيار الرئيس شهاب الدين على محمد يونس ليقود الحكومة الانتقالية حتى موعد إجراء انتخابات جديدة، كان يونس في أوروبا وقت الإعلان، ومن المتوقع أن يعود إلى دكا، الخميس لاستلام مهامه. وفقا لوكالة "فرانس برس".  

كان يونس، المعروف بلقب "مصرفي أفقر الفقراء"، معارضا شرسا للشيخة حسينة، واعتبر فرار واستقالة حسينة بمثابة استقلال ثان للبلاد، مؤكداً على ضرورة تشكيل حكومة مدنية وإجراء انتخابات في أسرع وقت لضمان استقرار البلاد.

من هو محمد يونس

محمد يونس هو أحد أشهر الاقتصاديين والمصرفيين في العالم، حصل على جائزة نوبل للسلام في عام 2006، وُلد في عام 1940 في مدينة شيتاجونغ، التي كانت مركزًا تجاريًا هامًا في منطقة البنغال الشرقي، حصل على منحة من مؤسسة فولبرايت لدراسة الدكتوراه بجامعة فاندربيلت في الولايات المتحدة، وكان ضمن الحركة الطلابية المؤيدة لاستقلال بنغلاديش. 

في عام 1979، أسس بنك "غرامين" لإقراض الفقراء بقروض متناهية الصغر، ساعدت الملايين على تحسين أوضاعهم الاقتصادية، حصل على جائزة نوبل للسلام بفضل جهوده في انتشال الملايين من الفقر.

أزمته مع الشيخة حسينة 

رأت الشيخة حسينة في يونس منافسًا سياسيًا محتملاً، خاصة بعد إعلانه عن خطط لتأسيس حزب سياسي منافس في عام 2007، لكنه اضطر للتخلي عنها في العام التالي.

يواجه يونس حاليًا العديد من التهم المتعلقة بانتهاكات لقانون العمل ومزاعم بالفساد، وهو ما ينفيه بشدة، معتبرًا أن هذه الملاحقات جزءٌ من حملة لتشويه صورته. 

في يناير 2024، اتُّهم يونس وثلاثة من زملائه في شركة "غرامين تيليكوم" بعدم إنشاء صندوق ادخار، ما اعتُبر انتهاكًا لقانون العمل، حُكم عليهم بالسجن لمدة 6 أشهر، وتم إطلاق سراحهم بكفالة في انتظار الاستئناف، وهو ما نفاه يونس وزملاؤه بشدة، حيث قال يونس: "عُوقبت على جريمة لم أرتكبها".

يواجه يونس أيضًا أكثر من 100 تهمة أخرى تتعلق بانتهاكات لقانون العمل ومزاعم بالفساد، ورغم ذلك، اتهمته الشيخة حسينة “بامتصاص دماء الفقراء”، ويقول مؤيدوه إن الحكومة تريد تشويه صورته لأنه يفكر في تأسيس حزب سياسي منافس لحزب "رابطة عوامي" الذي تتزعمه حسينة.

دعم دولي ليونس 

واجهت الشيخة حسينة انتقادات دولية بسبب ملاحقتها ليونس، في أغسطس الماضي، نشرت 160 شخصية دولية، من بينهم الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، رسالة مفتوحة تنتقد "المضايقات القضائية" التي يتعرض لها يونس، كما وجه 12 عضوًا من الكونغرس الأمريكي خطابًا إلى حسينة يطالبون بوقف الملاحقات ضده. 

مع تصاعد الاحتجاجات في بنغلاديش، أكد يونس في مقابلة مع صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية أن الجيش تخلى عن الشيخة حسينة، مشددًا على ضرورة تشكيل حكومة مدنية وإجراء انتخابات في أسرع وقت؛ يرى يونس أن البلاد تمر بنقطة تحول تاريخية، وأن التغيير العميق مطلوب لتحقيق الاستقرار والازدهار.

search