الإثنين، 25 نوفمبر 2024

12:12 ص

خيالة الأهرامات.. الخوف من "الموت جوعا" بعد التطوير

جمال بمنطقة الاهرامات

جمال بمنطقة الاهرامات

محمد لطفي أبوعقيل

A A

"يقولون إننا ندمر السياحة، ونحن هنا منذ سنوات، هذه المنطقة رزقنا ورزق أولادنا، لا نعرف مهنة أو مكانا غيرها"، كان هذا وصف الجمالون والخيالة لـ"خطة تطوير" منطقة أهرامات الجيزة، التي أعلنت عنها وزارة السياحة والآثار، يشكون فيها من نقلهم إلى أماكن أخرى، وقد يصل الأمر بهم إلى “الموت جوعا”.

وفي جولة قام بها “تليجراف مصر” بالمنطقة الأثرية، التقى فيها ببعض أصحاب الخيول والجمال الذين يعملون في المنطقة، أعربوا عن حزنهم الشديد بسبب تصريح رجل الأعمال نجيب ساويرس، بضرورة إلغاء وجودهم أو نقلهم إلى مكان آخر بعيدا عن الأهرامات.

"أعمل هنا منذ سنوات بعيدة، ولا أعرف لماذا هناك قرار كل يوم بنقلنا أو استبعادنا، ويقولون أننا ندمر السياحة" في حالة انكسار عبر بهذه الكلمات أحد أصحاب الجمال بمنطقة الأهرامات رفض الإفصاح عن هويته، عن حزنه بسبب تصريحات "ساويرس".

لا أملك غيره

وواصل، “رزقي ورزق أولادي من هذا العمل الذي لا أملك غيره، ولا أقوم بالاعتداء على السياح أو مضايقتهم”، موضحاً أن قرار الاستبعاد سيؤذيهم بشدة.

وأكد، أن دخول الجمال والخيل إلى المنطقة يكون بتصريح من وزارة السياحة، تسدد رسومه كل موسم، متابعاً: “الإقبال على المنطقة ضعيف منذ سنوات عديدة وبقرار مثل هذا قد نموت جوعاً”.

في الجولة ذاتها، قال أحد الخيالة، لديه 9 أحصنة: “لا نضايق السياح مطلقاً وشركات السياحة هي من تأتي إلينا بهم”.

يسيء لسمعة أصحاب المهنة

وعن تعريفة ركوب الخيل، قال إن هذا الأمر نسبي حيث أنه ليست هناك تعريفة ثابتة وتختلف بين أصحاب الخيول والجمالين، لافتاً إلى أن قلة من الخيالين تقوم بالنصب على الزوار، وهو ما يسيء لسمعة أصحاب المهنة.

لقمة عيشنا

وواصل، “نريد فقط كسب لقمة عيشنا، وإذا أرادوا إبعادنا عن المكان، فعليهم تخصيص مكان آخر قريب من المنطقة ويقوموا بإيصال السياح إلينا كما تقوم بعض شركات السياحة”.

يذكر أنه بعد أن حصلت شركة أوراسكوم بيراميدز، التي يملكها رجل الأعمال نجيب ساويرس، على حق إدارة وتشغيل وتطوير الصوت والضوء بمنطقة الأهرامات، أبدى ساويرس في مرات متعددة استياءه من تواجد الجمال والأحصنة بصورة عشوائية بالمنطقة، مؤكدًا ضروة نقلهم إلى أماكن محددة.

تواجد الخيالة منذ مئات السنين

ويقول الخبير السياحي وعضو غرفة السياحة، الدكتور مجدي صادق، إن الجمالين والخيالة موجودين منذ مئات السنين، وكانوا منظمين ولهم رخصة يعملون بها.

وأضاف صادق في تصريحات خاصة لـ"تليجراف مصر"  أن كل جمال وبائع تذكار، يدخل إلى منطقة الأهرامات بعد الكشف عنه أمنيا ومنحه رخصة، وفي السابق كان هناك مجموعة من اللافتات بها تعريفة ركوب الدواب وأرقام للشكاوى.

منطقة الاهرامات

استبعاد الجمال المخالف

وتابع: "حينها عندما كان يشعر السائح بإنه لم يعامل بطريقه أدمية، كان يتصل بأحد أرقام الشكاوى المعروضة على اللافتات بالأماكن الأثرية، ويتم استبعاد الجمال المخالف من منطقة الأهرامات ولا يدخل مرة أخرى".

وأكد، أن حل أزمة الجمالين هي عودة التنظيم مرة أخرى، وليس استبعادهم من منطقة الأهرامات أو نقلهم إلى مكان آخر.

قطع الارزاق

وأكمل، أن وزارة الداخلية أكدت أنها سوف تقوم بالإشراف على دخول الخيالين والسياح، موضحة أن الدولة ليس لديها مشكلة بالقيام بعملية التنظيم بل لديها مشكلة في قطع أرزاق الناس.

وواصل، يمكن التعاقد مع شركات أمن ووضع كاميرات مراقبة، وعند مخالفة أي عامل فلن يتطلب الأمر من رجل الأمن سوى رصد رقم الجمل أو الخيل ومنعه من الدخول مرة أخرى.

ويتابع الخبير الأثري الدكتور مجدي شاكر، في تصريحاته لـ"تليجراف مصر"، أنه يجب التعاون مع شركاء المنطقة من باعة وجمالين وخيالة، لأنه لا يمكن طردهم أو ترحيلهم، لأن العمل هناك هو مصدر رزقهم الوحيد وهناك الكثير من الأسر التي تعيش من هذا العمل.

سائحة تنتطي أحد الجمال

ويوضح، أن سبب فكرة ترحيلهم هو أن بعض الأفعال التي تضايق السياح والزوار، كذلك هم غير منظمين وليس لهم تعريفة ثابتة لركوب الدواب، كذلك معاملتهم للحيوانات تكون أحياناً غير أدمية وهذا يعطي فكرة سيئة للسياح الأجانب عن المصريين.

كارت تعريفي

وواصل، يمكن أن يضع أصحاب الجمال والباعة، كارت تعريفي به رمز قابل للمسح به كل معلوماته، وعند حدوث أي مشكلة يقوم السائح بمسح الرمز وتقديم الشكوى.

وأكمل، قبل القيام بأي عملية تطوير للمنطقة يجب أن يتم الاجتماع مع الجمالين والباعة ومناقشتهم في طريقة عملهم، وتعريفهم بسلبيات ما يقومون بفعله مع السياح.

search