الخميس، 19 سبتمبر 2024

07:43 م

أزمة انتخابات الرئاسة في فنزويلا تتصاعد.. ما موقف الغرب من مادورو؟

نيكولاس مادورو

نيكولاس مادورو

حبيبة وائل

A A

بعد مرور أكثر من أسبوعين على إعلان الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، فوزه في الانتخابات الرئاسية، لم تتخذ الولايات المتحدة ودول غربية أخرى خطوات حاسمة وسريعة حيال ما اعتبرته العديد من هذه الدول، تزويرًا انتخابيًا واضحًا.

ورغم ذلك، لا تزال الحكومات الغربية تدرس الخطوات المقبلة بحذرٍ، ما يعكس حالة من الترقب والاحتراز في التعامل مع الأزمة السياسية المتفاقمة في فنزويلا، وفقًا لوكالة "رويترز". 

ردود الفعل الدولية

طالبت معظم الحكومات المجلس الوطني للانتخابات في فنزويلا بالكشف عن جميع أوراق إحصاء الأصوات بعد أن أعلن كل من مادورو ومرشح المعارضة إدموندو جونزاليس فوزهما، وتسعى دول مثل البرازيل لتأمين حوار بين الجانبين في محاولة لتخفيف التوترات، خاصة بعد عقود من العلاقات المتوترة بين فنزويلا والدول المجاورة.

وشهدت فنزويلا احتجاجات واسعة ضد نتائج الانتخابات التي أُعلن فيها فوز مادورو، وقوبلت هذه الاحتجاجات بقمع شديد من قبل السلطات، ووفقًا لآخر تقارير الأمم المتحدة، أسفرت هذه الإجراءات عن مقتل 23 شخصًا واعتقال حوالي 2400 شخص.

الموقف الغربي 

ورغم إدانة العديد من الدول الغربية لنتائج الانتخابات، فإن هذه الدول تسعى لاتخاذ خطوات مدروسة وتجنب أي تحركات سريعة قد تؤدي إلى تصعيد الأزمة.

وفي هذا السياق، صرح وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، بأن الأولوية ليست للتصريحات اللفظية بل لتحقيق فاعلية في دعم الديمقراطية في فنزويلا، ودعا منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، إلى الإفراج عن سجلات التصويت وإنهاء الاضطهاد السياسي.

وتعكس الاستجابة المدروسة من قبل الدول الغربية تجربة الأحداث التي تلت إعادة انتخاب مادورو في عام 2018، حيث أُدينت الانتخابات آنذاك باعتبارها خدعة، ما أدى إلى فرض عقوبات صارمة على فنزويلا، ورغم الاعتراف الدولي الواسع بالحكومة المؤقتة بقيادة المعارضة، فإن هذه الجهود تلاشت مع مرور الوقت، ما أدى لتعزيز سلطة مادورو. 

الموقف الأمريكي 

في واشنطن، لم تظهر إدارة بايدن رغبة كبيرة في فرض عقوبات جديدة صارمة على فنزويلا، ووفقًا لمصدر مطلع، تسعى الإدارة إلى تجنب تعقيد الأمور بالنسبة إلى المعارضة بقيادة ماريا كورينا ماتشادو والمرشح جونزاليس، خصوصًا في ظل سعي الفنزويليين للحصول على "تنازلات ولو كانت صغيرة" من مادورو. 

ومن المرجح أن تستغرق مراجعة المحكمة العليا في فنزويلا وقتًا طويلًا، وقد لا تكون محايدة بالنظر إلى ارتباطها بحلفاء مادورو، وقد رفضت المعارضة خيار إعادة الانتخابات بسبب الافتقار إلى الضمانات اللازمة لإجرائها بطريقة آمنة وجديرة بالثقة، وفق "رويترز". 

وتواصل المسؤولون الأمريكيون مع شركاء إقليميين ودوليين لتنظيم استجابة منسقة، حيث اعترفت الولايات المتحدة بفوز جونزاليس، لكنها لم تعلن دعمه كرئيس منتخب، وفي الوقت نفسه، أعادت الولايات المتحدة في أبريل فرض بعض العقوبات النفطية على فنزويلا.

search